المدنيون ضمن بنك أهداف القصف النووي الأميركي

الهدف رقم 275 في بنك أهداف القصف النووي الأميركي في العام 1959 هو الأكثر إثارة للرعب ضمن القائمة، حيث يعرف هذا الهدف بكلمة سكان

المدنيون ضمن بنك أهداف القصف النووي الأميركي

يتضح من وثيقة أميركية نشرت مؤخرا، أن استهداف السكان المدنيين كان ضمن قائمة الأهداف الأميركية في حرب محتملة مع الاتحاد السوفييتي، باعتبار قصف المدنيين قد يشكل عاملا رادعا.

ويتضح أن الهدف رقم "275" في بنك أهداف القصف النووي الأميركي في العام 1959 هو الأكثر إثارة للرعب ضمن القائمة، حيث يعرف هذا الهدف بكلمة "سكان". هذا الهدف ضمن أهداف أخرى كثيرة تم الكشف عنه الآن بعد أن نشرت إدارة الأرشيف والتوثيق الأميركية ((National Archives and Records Administration) للمرة الأولى قائمة مفصلة بالأهداف المحتملة لقصفها بالنووي في حال اندلاع حرب مع الاتحاد السوفييتي في حينه. وتكشف القامة عددا من الأهداف المتنوعة في الاتحاد السوفييتي، وأهدافا أخرى في أوروبا الشرقية والصين.

وتتضمن القائمة سلسلة من الأهداف التي خطط لإحداث "تدمير منهجي" في عدد من المدن الكبرى، منها 179 في موسكو، و 145 في لينينغراد، و 91 في برلين الشرقية. وقد أطلق على هذه الأهداف "دي. جي. زد" ((Designated Ground Zeros). وغالبيتها مبان صناعية أو حكومية، إضافة إلى هدف واحد في كل مدينة أطلق عليها "سكان".

وقال محلل في معهد الدراسات (National Security Archive) في جامعة جورج واشنطن، يدعى ويليام بار، إنه لا شك أن اعتبار مراكز سكانية على أنها أهداف هو أمر مقلق.

وكان بار قد حصل على القائمة في أعقاب طلب تقدم به في العام 2006. ويعتقد أن القائمة تعرض بنك الأهداف الأكثر تفصيلا من بين تلك التي نشرها سلاح الجو الأميركي.

وجاء أن الوثيقة التي سمح بنشرها تحمل اسم "دراسة مطالب السلاح النووي للعام 1959" (Atomic Weapons Requirements Study for 1959) والتي وضعت في العام 1956 من قبل القيادة الإستراتيجية لسلاح الجو (Strategic Air Command) والتي كانت ناشطة أثناء الحرب الباردة، وتتضمن تفصيلا للأهدف التي يكمن قصفها في حال اندلاع الحرب. وقد وضعت الوثيقة قبل الصواريخ العابرة للقارات والصواريخ التي يمكن إطلاقها من الغواصات، في الوقت الذي كان قاذفات سلاح الجو هي الوسيلة الوحيدة لإلقاء القنابل النووية.

ويقول مدير الخطط النووية في منظمة غير ربحية يطلق عليها "المجلس لحماية الموارد الطبيعية"، ماثيو مكينزي، إنه كان للولايات المتحدة تفوق كبير على الاتحاد السوفييتي من جهة مخزون السلاح النووي الذي يعادل 10 أضعاف ما كان لدى الاتحاد السوفييتي.

ويقول مكيني إنه مثلما كان عليه الوضع أثناء الحرب الباردة، فإن المس بالسكان في المدن هو مبدأ مركزي في سياسة استخدام السلاح النووي كوسيلة ردع. وقال "إن التهديد بتدمير مدن العدو يشكل لب الردع، حتى اليوم".

ويقول مؤرخ في مجال السلاح النووي في معهد "ستيفنس للتكنولوجيا"، أليكس ولرستين، إنه في العام 1959 كان لدى الولايات المتحدة قنابل نووية تصل شدتها سوية إلى نحو 20 ألف ميغا طن. وبحسبه فإن الرئيس ديفيد آيزنهاور عمل على خفض هذه الترسانة إلى النصف خلال سنتين، لأنه كان يعتقد أن ذلك سيؤدي إلى انقراض الجنس البشري.

وأضاف أن إستراتيجيين أميركيين طلبوا في حينه إحاطة الاتحاد السوفييتي بقواعد للقاذفات الأميركية، بحيث توقم بقصف كل الأهداف في المدن السوفييتية الموجودة في القائمة في حال اندلاع الحرب.

وتبين أن الهدف المركزي، بحسب وثيقة من العام 1956، كان ضرب سلاح الجو لأعداء الولايات المتحدة. كما تضمنت الأهداف قصف نحو 1100 من مطارات الكتلة السوفييتية لتدمير القاذفات السوفييتية قبل أن تحلق لقصف أهداف في أوروبا وغيرها. وبسبب كون المطارات قريبة من المراكز السكانية، فإن قصفها من شأنه أن يوقع خسائر كثيرة في وسط السكان المدنيين، باعتبار أن الضربات الموجهة إلى المدنيين من شأنها أن تشكل وسيلة لزعزعة معنويات العدو، وأن تقود إلى حصول تمرد أو استسلام، وربما إلى تقصير أمد الحرب.

 

التعليقات