كلينتون تحصد فوزًا آخر في كارولاينا الجنوبية

عززت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، مواقعها في السباق للبيت الأبيض بفوزها الكبير على منافسها بيرني ساندرز، أمس السبت، في كارولاينا الجنوبية، قبل ثلاثة أيام من الثلاثاء الكبير، المحطة الأبرز في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركي

كلينتون تحصد فوزًا آخر في كارولاينا الجنوبية

(أ.ف.ب)

عززت المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، مواقعها في السباق للبيت الأبيض بفوزها الكبير على منافسها بيرني ساندرز، أمس السبت، في كارولاينا الجنوبية، قبل ثلاثة أيام من 'الثلاثاء الكبير'، المحطة الأبرز في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية.

وفي معسكر الجمهوريين، تستمر الهجمات بين المرشحين وتطال بشكل خاص الملياردير دونالد ترامب، الذي يريد منافسوه وقف تقدمه قبل أن يفوت الأوان.

وبعد أربعة أسابيع من بدء الانتخابات التمهيدية الأميركية، حققت وزيرة الخارجية السابقة أول انتصار حاسم في حملتها، بعد فوزها بفارق ضئيل في ولاية أيوا وخسارتها أمام ساندرز في نيوهامشر، ثم فوزها بفارق خمس نقاط في نيفادا.

وكارولاينا الجنوبية، هي أول ولاية جنوبية تصوت في عملية اختيار المرشح الديموقراطي قبل أن يتسع السباق ليشمل 11 عملية اقتراع في مختلف أنحاء البلاد، الثلاثاء المقبل.

وقالت كلينتون في كلمة شكر لأنصارها في كولومبيا بولاية كارولاينا الجنوبية بعد إعلان فوزها، إنه 'غدا تتسع هذه الحملة لتصل إلى المستوى الوطني'. وأضافت، 'سنتنافس على كل صوت في كل ولاية'.

وأعلنت محطات التلفزة الأميركية فوز كلينتون مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع في كارولاينا الجنوبية، حيث غالبية الناخبين من الأميركيين الأفارقة، وهي كتلة تساند منذ عقود كلينتون وزوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون.

وفي كلمتها، تجاوزت كلينتون المعركة مع ساندرز لتلمح إلى دونالد ترامب، الذي أصبح يعتبر الآن المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الجمهوريين، وشعار حملته 'سنعيد إلى أميركا عظمتها'.

وقالت كلينتون في تلميح لشعارات ترامب، 'رغم كل ما تسمعونه، لسنا بحاجة لكي نعيد لأميركا عظمتها. إن عظمة أميركا لم تتراجع أبدا'.

وتابعت 'لكننا يجب أن نعيد توحيد أميركا'، في إشارة إلى خطاب ترامب الذي يعتبر أنه يشجع الانقسام وخصوصا بسبب تصريحاته ضد المهاجرين والمسلمين ومنافسيه في الحملة الانتخابية.

وقالت كلينتون 'قد يبدو مستغربا بعض الشيء أن يقول مرشح للرئاسة هذه الأيام إنه آن الأوان لإبداء مزيد من المحبة والطيبة في أميركا' قبل أن تضيف، 'لكنني أقولها من أعماق قلبي'.

تأييد كبير من الأفارقة الأميركيين

ونالت كلينتون 74.5 في المئة من الأصوات مقابل 28 في المئة لمنافسها ساندرز.

وأقر بيرني ساندرز بهزيمته في مقابلة مع شبكة 'إيه بي سي'، مؤكدا أن الدعم الكبير من الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية لكلينتون أظهر ضعفا في حملته.

وهذا الفوز الكبير يعتبر بمثابة إنجاز وعد لكلينتون، التي خسرت في العام 2008 في هذه الولاية أمام باراك أوباما حيث شكل فوزه في كارولاينا الجنوبية منعطفا في حملته الانتخابية.

وأظهرت استطلاعات الرأي عند خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع، أن الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية والذين يشكلون 61 في المئة من كل القاعدة الناخبة للديموقراطيين في الانتخابات التمهيدية، صوتوا لكلينتون بنسبة عالية جدا بلغت 86 في المئة، وهي أعلى مما ناله أوباما قبل ثماني سنوات.

وتمكنت كلينتون من استمالة القاعدة الناخبة من الأميركيين الأفارقة، عبر الإشادة بأداء باراك أوباما من جهة والوعد بمواصلة إرثه السياسي من جهة أخرى.

وقالت مديرة الإعلام في حملتها الانتخابية، جنيفر بالميري، للصحافيين، إن التصويت في كارولاينا الجنوبية شكل 'اختبارا مهما' لعمليات الاقتراع المرتقبة في الولايات الجنوبية واثبت أن كلينتون بإمكانها 'الحصول على تأييد كبير لدى كل الفئات'. وأضافت 'كان أمرا مهما، لم نكن نتوقع هذا الفوز الحاسم'.

'مجرد بداية'

وبدأ بيرني ساندرز، الذي يعتبر نفسه ديمقراطيا اشتراكيا ويسعى لإطلاق 'ثورة سياسية' في أميركا، يتطلع إلى ما بعد كارولاينا الجنوبية.

وتوجه في وقت مبكر، أمس السبت، إلى تكساس، حيث ألقى كلمة أمام حشد من عشرة آلاف شخص، ثم إلى مينيسوتا، وهما ولايتان تصوتان الثلاثاء المقبل، حيث سيكون سناتور فيرمونت بحاجة لتحسين مواقعه في مواجهة كلينتون.

وهنأ ساندرز منافسته كلينتون، لكنه شدد على أن حملته مستمرة بالزخم نفسه. وقال في بيان بعد صدور النتائج، 'سأقول بوضوح، هذه الحملة لا تزال في بدايتها'.

ولم يأت ساندرز في خطاب ألقاه في روتشستر في مينيسوتا، على ذكر خسارته في كارولاينا الجنوبية وشدد في المقابل على مواضيع حملته الانتخابية.

ضرائب ترامب

وفيما كان الديمقراطيون يصوتون، كانت الحملة تحتدم لدى معسكر الجمهوريين، مع تبادل هجمات بين ترامب ومنافسه ماركو روبيو، الذي هاجم بشدة في الأيام الماضية الملياردير الأميركي قطب العقارات.

وقال روبيو، الذي يعتبره كثيرون الأوفر حظا لإزاحة ترامب من السباق، خلال تجمع في جورجيا 'أريد أن أنقذ الحزب (الجمهوري) من هذا المحتال'.

ورد ترامب، أمس السبت، منددا بروبيو ونعته بأنه سياسي 'ضعيف' و'كاذب'. وكتب الملياردير الأميركي، اليوم الأحد، على 'تويتر'، 'الحزب الجمهوري يدفع بالضعيف السناتور ماركو روبيو لكي يقول أي شيء من أجل ضرب ترامب'.

وقال السناتور تيد كروز، منافس ترامب، أيضا في مقابلة مع شبكة 'إيه بي سي'، إن بيانات ضرائب ترامب الذي لا يزال يرفض كشفها قد تكشف تعامله المحتمل مع المافيا.

وأضاف كروز، 'لقد اشارت تقارير إعلامية عدة إلى تعامل دونالد ترامب مع المافيا، وربما تكشف بيانات ضرائبه أن هذه الصفقات كانت أكبر مما جرى الحديث عنه'.

وقال ترامب، إنه لن يكشف بيانات ضرائبه، لأنه يجري التدقيق بها أمام مصلحة الدخل.

وأضاف ترامب في برنامج على شبكة 'سي إن إن'، 'لا يمكن استنتاج شيء ما من بيانات الضرائب، لأنها تخضع لاقتطاعات كبرى وأمور أخرى عدة'.

وتتجه الأنظار حاليا إلى 'الثلاثاء الكبير'؛ حين تصوت 11 ولاية بعد غد الثلاثاء.

ومن جانب الديمقراطيين، تتقدم كلينتون في عدد المندوبين في هذه المرحلة المبكرة من السباق، بعد فوزها بأول ثلاث عمليات انتخابية من أصل أربع، قبل مؤتمر الحزب المرتقب في تموز/يوليو في فيلادلفيا من أجل تسمية المرشح الرسمي للديمقراطيين.

وقالت غلوريا ميجور، الناشطة في حملة كلينتون، عن المرشحة، 'لقد خاضت معارك وهي المرأة التي بإمكانها قيادة هذا البلد'.

اقرأ/ي أيضًا| كلينتون تفوز على ساندرز في ساوث كارولينا

وتتقدم كلينتون في غالبية الولايات التي ستصوت الثلاثاء، بحسب استطلاعات الرأي، لكن ساندرز في موقع جيد في ماساتشوستس ويحظى بتأييد في ولايته فيرمونت.

التعليقات