تركيا: الحُر بدلًا من جيشنا؛ تقدّم المفاوضات مع إسرائيل "دون نتيجة"

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه بدلًا من دخول جيشنا للأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد، التي توقفت فيها الاشتباكات، إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

تركيا: الحُر بدلًا من جيشنا؛ تقدّم المفاوضات مع إسرائيل "دون نتيجة"

وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه 'بدلًا من دخول جيشنا للأراضي السورية، من الممكن نقل قوات تابعة للجيش السوري الحر، من مناطق شمال غربي البلاد، التي توقفت فيها الاشتباكات، إلى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش'.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير، اليوم السبت، خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات المحلية التركية، والتي تطرق فيها إلى الحديث عن العديد من الموضوعات المتعلقة بموقف تركيا من المنظمات الإرهابية، والتطورات الراهنة بالمنطقة.

وأكد جاويش أوغلو أن الولايات المتحدة الأميركيّة تعرف جيّدًا موقف تركيا من 'ي ب ك'، الجناح العسكري لتنظيم 'ب ي د' (الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني، المصنّف إرهابيًا في تركيا)، مستدركًا 'ففي زيارتنا الأخيرة لواشنطن (لحضور قمة الأمن النووي آذار/مارس الماضي)، أبدينا مرة أخرى أنا والرئيس (رجب طيب إردوغان)، خلال اللقاءات الثنائية مع المسؤولين الأميركييّن، موقفنا الواضح والثابت تجاه التنظيم'.

وفي معرض رده على ادعاءات حول 'طلب مسؤولين أتراك من نظرائهم الأميركان خلال زيارة واشنطن الأخيرة، إيقاف دعم واشنطن لتنظيم ’ي ب ك’، مقابل دعم أنقرة للفصائل العربية والتركمانية في الحرب على داعش'، أجاب جاويش أوغلو 'نحن سندعمهم (الفصائل التركمانية المقاتلة) برًا وجوًا من حدودنا، ونمتلك الإمكانات لذلك، وبهذه الطريقة يمكننا ضمان تطهير المنطقة من داعش، كما أن دخول قوات من الجيش التركي أو الأميركي إلى سورية لم يطرح في أجندتنا آنذاك'.

وشدد الوزير، على أن الولايات المتحدة الأميركية ترى تنظيم ب ي د، شريكًا لا يمكن الوثوق به، رغم عدم إفصاحها بذلك صراحة، على حد تعبيره.

ولفت جاويش أوغلو، إلى ضرورة تطهير مدينة منبج (شمال شرقي حلب) من داعش، وإقامة 'منطقة آمنة'، للسورين على الحدود، مشيرًا أن قدوم ب ي د بدلًا من قوات المعارضة المعتدلة إلى منبج، لا يمكن أن يكون قابلًا للطرح، بحسب قوله.

وأوضح أن بلاده 'لا تجري تقييمات على أساس المجموعات العرقية، وإنما في إطار مسقبل سورية'.

المصالحة التركية-الإسرائيلية

وبخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قال جاويش أوغلو 'أحرزنا تقدمًا في المفاوضات معها بلندن، إلا أننا لم نتوصل لنتيجة نهائيّة'، مؤكدًا أن شروط بلاده حول التطبيع 'واضحة منذ البداية، وفي حال تنفيذها من الجانب الإسرائيلي، فإن العلاقات ستحرز تقدمًا'.

وكانت الخارجية التركية، أعلنت في بيان أمس أول الخميس، أن وفدا تركيًا التقى في لندن، آخر إسرائيلي، وأن اللقاء أحرز تقدما فيما يتعلق بالصيغة النهائية لنص اتفاق يرمي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، التي تدهورت على خلفية حادثة السفينة 'مرمرة الزرقاء' عام 2010.

جدير بالذكر أن تركيا تشترط لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، تقديم تعويضات لضحايا سفينة مرمرة الزرقاء، التي هاجمها الجيش الإسرائيلي عام 2010، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

العلاقات التركيّة-الروسيّة

وحول العلاقات التركية الروسية، أشار جاويش أوغلو، أن موسكو بدأت تتصرف بـ'حكمة وعقلانية'، بدلًا من التصرف بـ'عاطفية' دأبت عليها خلال المرحلة التي أعقبت حادث إسقاط طائرتها بعد انتهاكها المجال الجوي التركي.

وتابع قائلًا في ذات السياق 'هذا مؤشر جيد، وعملية إسقاط الطائرة الروسية ليس شيئا كنا نريده، بل كانت نتيجة تطبيق قواعد الاشتباك، وفي الفترة المقبل سنطّبع علاقاتنا معها، إذا ما أقدمت على اتخاذ خطوات بهذا الشأن'.

وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز إف-16، أسقطتا طائرة حربية روسية من طراز 'سوخوي-24'، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لدى انتهاك الأخيرة المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبًا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دوليًا، قبل أن تسقطها، فيما أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا حول حادثة انتهاك الطائرة لمجالها الجوي.

وعلى خلفية حادث إسقاط الطائرة، شهدت العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية، حيث أعلنت رئاسة هيئة الأركان الروسية، قطع موسكو علاقاتها العسكرية مع أنقرة، إلى جانب فرض قيود على البضائع التركية المصدرة إلى روسيا.

العلاقات مع إيران

وفي سياق العلاقات بين أنقرة وطهران، أفاد جاويش أوغلو أن 'هناك بعض المشاكل الطفيفة المتعلقة بالنقل والمواصلات بين البلدين، غير أننا عازمون دائما على تطوير علاقاتنا مع إيران، ونرمي إلى رفع حجم التبادل التجاري بيننا إلى 30 مليار دولار، ولا يوجد هناك أية سبب من شأنه منع تطوير علاقاتنا'.

اقرأ/ي أيضًا | الخارجية التركية: تقدم في المفاوضات مع إسرائيل

التعليقات