معركة شد حبل اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي تتواصل

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أكثر من مرة رفضه لمطلب الاتحاد الأوروبي بإجراء تعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب في تركيا، بل أن إردوغان وصف قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصّة بمكافحة الإرهاب بـ "مزدوجة المعايير".

معركة شد حبل اللاجئين بين تركيا والاتحاد الأوروبي تتواصل

إردوغان خلال القمة الإسلامية في إسطنبول الشهر الماضي (أ.ف.ب)

لا يزال 'التلاسن' الشفويّ بين المسؤولين الأتراك ونظرائهم في الاتحاد الأوروبيّ بخصوص تطبيق اتفاق الهجرة يتعالى، بعد دعوة الاتحاد الأوروبيّ الدول الأعضاء، الأسبوع الماضي، للسماح بسفر الأتراك إليها دون تأشيرات، مقابل وقف أنقرة لتدفق المهاجرين على أوروبا، بيد أنه قال إن تركيا 'لا تزال بحاجة إلى تغيير بعض قوانينها، بما في ذلك قوانين مكافحة الإرهاب، لتتوافق مع معايير الاتحاد'.

الشطر الأخير من الدعوة قابله تصريح مقابل من الرئيس التركيّ، رجب طيّب إردوغان، مساء أمس، قال فيه إن 'الاتحاد الأوروبي يجب أن يغير قوانينه لمكافحة الإرهاب أولًا' مضيفًا أنه يأمل أن تفي أوروبا بتعهدها السماح للأتراك بالسفر بدون تأشيرات 'بحلول أكتوبر تشرين الأول على أقصى تقدير'، وهو الموعد الذي نصّت عليه الاتفاق المبرم بين الاتحاد وتركيا في شهر آذار/مارس الماضي.

وملمحًا إلى وجود متضامنين ومنتمين إلى حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيًا في تركيا، ويخوض الجيش التركي معارك ضاربة جنوب شرقيّ البلاد ضدّه، في مدن أوروبيّة عديدة، قال إردوغان 'لا تزال الدول الأوروبية ملاذات آمنة للامتدادات السياسية للجماعات الإرهابية، عندما يكون هذا هو الحال، فإن انتقاد الاتحاد الأوروبي لبلادنا بشأن تعريف الإرهاب نموذج لكوميديا سوداء'.

وأضاف 'قبل كل شيء نتوقع أن تصلح دول الاتحاد الأوروبي قوانينها التي تدعم الإرهاب'.

وقد انتقد إردوغان غير مرّة وجود متضامنين مع حزب العمال الكردستاني في العاصمة البلجيكيّة، بروكسل، قرب مبنى البرلمان الأوروبيّ، واصفًا سلطات الاتحاد الأوروبيّ بأنها 'عاجزة'، بعدما رحّلَت تركيا متشددًا، تم إطلاق سراحه بعد ذلك وشارك في الهجمات الانتحارية، التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، في بروكسل آذار/مارس الماضي.

الاتحاد الأوروبيّ يردّ

في حين لا يرى رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتس، فرصُا لإقرار إلغاء التأشيرات للمواطنين الأتراك للدخول إلى الاتحاد الأوروبي حتى تموز/يوليو المقبل.

معاناة اللاجئين رهن التجاذب التركي-الأوروبي (رويترز)
معاناة اللاجئين رهن التجاذب التركي-الأوروبي (رويترز)

واليوم، قال شولتس في تصريحات لإذاعة ألمانيا إنه 'ليس من الوارد على الإطلاق' أن يبدأ البرلمان الأوروبي في المشاورات حول هذا الأمر، إذا لم تفِ أنقرة بشروط إلغاء التأشيرات، موضحًا أنه لم يحوّل لذلك خطط المفوضية الأوروبية لإلغاء إلزام التأشيرات للمواطنين الأتراك إلى اللجنة القانونية المختصة في البرلمان الأوروبي.

وذكر شولتس أنه لا يزال أمام تركيا خمس شروط لم تحققها ضمن الاثنين وسبعين شرطًا لإلغاء التأشيرات، وقال: 'الأمر لا يدور حول الكم، بل الكيف. وفيما يتعلق بالكيف فإن هناك اثنين من الشروط الجوهرية الخاصة بحماية البيانات وحزمة مكافحة الإرهاب لم يتم الإيفاء بهما فحسب، بل لم يتم العمل على تطبيقهما من الأساس'.

أردوغان: معايير الاتحاد الأوروبي مزدوجة؛ ولسنا بحاجة لأموالكم

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أكثر من مرة رفضه لمطلب الاتحاد الأوروبي بإجراء تعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب في تركيا، بل أن إردوغان وصف قوانين الاتحاد الأوروبي الخاصّة بمكافحة الإرهاب بـ 'مزدوجة المعايير'.

من ناحية ثانية، أشار أردوغان في كلمته إلى الأموال التي من المزمع أن تقدّمها أوروبا إلى تركيا ضمن اتفاق 'إعادة القبول' بين الجانبين، معتبرًا أن بلاده ليست مهتمةً بالأموال الأوروبية.

وقال: 'نحن لا نطلب من الأوروبيين أي إحسان، فنحن لم نؤسس المخيمات والمدن للاجئين من أجل أموال الاتحاد الأوروبي. الأوروبيون يقولون سنعطيكم 3 مليارات يورو كل سنة للاجئين، لكنهم لم يدفعوا إلى الآن ونحن لا ننتظر أموالهم'.

تجدر الإشارة إلى أن إلغاء إلزام حصول المواطنين الأتراك على تأشيرات للدخول إلى الاتحاد الأوروبي من الشروط المهمة في اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد وتركيا. وتنص هذه الاتفاقية على استعادة تركيا للاجئين الذين فروا إلى اليونان.

التعليقات