أميركا تعتزم نشر تقرير سري للغاية عن اعتداءات 11 أيلول

تستعدّ واشنطن لنشر تقرير سريّ بالغ الحساسيّة حول اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، محفوظ في خزنة في الكونغرس منذ 15 عامًا، فيما تؤكّد الرّياض عدم وجود أيّ عناصر تدينها في هذه الاعتداءات.

أميركا تعتزم نشر تقرير سري للغاية عن اعتداءات 11 أيلول

تستعدّ واشنطن لنشر تقرير سريّ بالغ الحساسيّة حول اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، محفوظ في خزنة في الكونغرس منذ 15 عامًا، فيما تؤكّد الرّياض عدم وجود أيّ عناصر تدينها في هذه الاعتداءات.

وقد تنشر السّلطات الأميركيّة التّقرير الواقع في 28 صفحة في حزيران/يونيو المقبل، في أجواء من الفتور في العلاقات التّاريخيّة التي أرسيت أسسها في 1945 بين الولايات المتّحدة والمملكة السّعوديّة.

ويغذّي الحذر المتبادل بين البلدين الحليفين الانفراج بين واشنطن وطهران، البلد الخصم والمنافس إقليميًّا للسعودية. ولم يتبدّد هذا الحذر خلال الزّيارة الأخيرة التي قام بها الرّئيس باراك أوباما في نهاية نيسان/أبريل إلى الرّياض.

وفي كانون الأوّل/ديسمبر 2002، وبعد عام على أسوأ اعتداءات وقعت على الأراضي الأميركيّة (حوالى ثلاثة آلاف قتيل) تبنّاها تنظيم القاعدة، وضعت لجنتا الاستخبارات في مجلسيّ النّوّاب والشّيوخ تقريرًا بعد تحقيق.

لكنّ الرّئيس الأميركيّ حينذاك، جورج بوش الابن، انتزع منه 28 صفحة، أمر بفرض السّريّة عليها رسميًّا لحماية أساليب ومصادر الاستخبارات الأميركيّة. ومنذ ذلك الحين، وضع التّقرير في خزنة في قبو مقرّ البرلمان، الكابيتول.

لكن قبل شهر، طالب النّائب السّابق لرئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشّيوخ، السّناتور السّابق عن فلوريدا، بوب غراهام، بكشف هذه الصّفحات الغامضة الـ 28 المفقودة.

واتّهم مسؤولون سعوديّون، وخصوصًا كوادر في السّفارة الأميركيّة في واشنطن والقنصليّة السّعوديّة في كاليفورنيا حينذاك بتقديم دعم ماليّ إلى خاطفي الطّائرات الانتحاريّين في اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

وكان 15 من منفّذي الهجمات الـ 19 سعوديّين.

لكنّ الرّياض أكّدت في الأيّام الأخيرة أنّها لا تخشى شيئًا من هذه الصّفحات الـ 28.

وصرّح وزير الخارجيّة السّعوديّ، عادل الجبير الأسبوع الماضي في جنيف أنّ 'موقفنا منذ صدور هذا التّقرير في 2002 هو نشر هذه الصّفحات'.

وقال وزير الخارجيّة السّعوديّ والسّفير السّابق في واشنطن 'نعرف بفضل مسؤولين أميركيّين كبار أنّ الاتّهامات الواردة في هذه الصّفحات الـ 28 لا تصمد أمام دراسة الوقائع'.

لكنّ الشّكوك في تورّط سعوديّ في الاعتداءات أحياها مشروع قانون قدّمه أعضاء جمهوريّون وديموقراطيّون في مجلسي الشّيوخ والنّوّاب، يفترض أن يسمح بإحالة مسؤولين سعوديّين على القضاء.

وأكّد أوباما في نيسان/أبريل أنّه 'يعارض' نشر هذا النّصّ.

'ليس هناك أيّ دليل' ضدّ الرّياض

في المقابل، يرى دبلوماسيّون أميركيّون وسعوديّون في واشنطن أنّه تمّت تبرئة المملكة من كلّ شكوك مع نشر وثيقة رسميّة أخرى في تمّوز/يوليو 2004، هي التّقرير النّهائيّ للجنة الوطنيّة حول الهجمات الإرهابيّة ضدّ الولايات المتّحدة.

وخلصت 'لجنة 11 أيلول/سبتمبر' إلى أنّه 'ليس هناك أيّ دليل على أنّ الحكومة السّعوديّة، كمؤسّسة، أو كمسؤولين سعوديّين كبار، بشكل فرديّ، قاموا بتمويل تنظيم' القاعدة لتنفيذ هذه الهجمات.

فما الذي ستكشفه الصفحات الـ 28؟

وتضجّ الأوساط الدّبلوماسيّة في واشنطن بالشّائعات والتّسريبات، ومنها أنّ الأميرة هيفاء الفيصل، زوجة السّفير السّعوديّ حينذاك الأمير بندر بن سلطان، قد تكون متّهمة بإيصال أموال عن طريق دبلوماسيّ سعوديّ في سان دييغو، إلى أوّل إرهابيّين وصلا إلى الولايات المتّحدة في العام 2000، نوّاف الحازمي وخالد المحضار.

لكنّ لجنة 11 أيلول/سبتمبر لم تجد 'أيّ دليل على أنّ الأميرة السّعوديّة، هيفاء الفيصل، قدّمت أموالًا إلى المؤامرة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر'.

وتتّهم الصّفحات الـ 28 أيضًا المسؤول السّعوديّ في الطّيران المدنيّ، عمر البيّومي، المقيم في كاليفورنيا، بارتباطه بالحازمي والمحضار.

وقد أوقف بعد 10 أيّام على الاعتداءات في إنغلترا واستجوبته السّلطات البريطانيّة والأميركيّة وأفرج عنه بلا ملاحقات. وقد برّأته لجنة 11 أيلول/سبتمبر استنادًا إلى تحقيق أجراه مكتب التّحقيقات الفدراليّ (إف بي آي).

وقال وزير الخارجيّة السّعوديّ خلال لقائه في جنيف مع نظيره الأميركيّ 'كلّ أربع أو خمس سنوات تعود القضيّة إلى الظّهور من جديد. إنّها مثل سيف مسلّط على أعناقنا. انشروا التّقرير'.

اقرأ/ي أيضًا | هل يكشف أوباما علاقة محتملة للسعودية بهجمات 11 سبتمبر؟

التعليقات