واشنطن: لقاء تصالحي يجمع ترامب والقادة الجمهويين المعارضين له

يلتقي دونالد ترامب، مرشّح الحزب الجمهوريّ المرجّح للانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة، الخميس في واشنطن، قادة الحزب الذين ما زالوا يتردّدون في دعمه في السّباق إلى البيت الأبيض، بعد انتخابات تمهيديّة تركت جروحًا لم تلتحم بعد.

واشنطن: لقاء تصالحي يجمع ترامب والقادة الجمهويين المعارضين له

يلتقي دونالد ترامب، مرشّح الحزب الجمهوريّ المرجّح للانتخابات الرّئاسيّة الأميركيّة، الخميس في واشنطن، قادة الحزب الذين ما زالوا يتردّدون في دعمه في السّباق إلى البيت الأبيض، بعد انتخابات تمهيديّة تركت جروحًا لم تلتحم بعد.

ولا يسعى ترامب للحصول على وحدة صفّ ظاهريّة حوله فحسب، فالخلافات عميقة والتّحدّيات جسام، سواء على الصّعيد الماليّ، إذ يتحتّم على الحزب جمع مئات ملايين الدّولارات، أو على الصّعيد السّياسيّ، إذ يخشى الجمهوريّون أن يفقدوا غالبيّتهم في الكونغرس في تشرين الثّاني/نوفمبر.

ويلتقي الملياردير النّيويوركيّ في السّاعة 9:00 رئيس مجلس النّوّاب، بول راين، الأربعينيّ المحافظ الذي باشر في تشرين الأوّل/أكتوبر تحديث صورة الحزب الجمهوريّ. وقد فاجأ الأوساط السّياسيّة الأسبوع الماضي، حين أعلن أنّه غير مستعدّ في الوقت الحاضر لدعم ترامب، في تصريح كان له وقع قنبلة، لا سيّما وأنّه سيترأّس مؤتمر الحزب الذي سيعيّن مرشحه رسميًّا بين 18 و31 تمّوز/يوليو في كليفلاند.

كما سيجتمع ترامب مع رئيس اللجنة الوطنيّة الجمهوريّة، راينس بريباس، الهيئة المركزيّة للحزب التي ستستضيف اللقاء في مبناها على مقربة من مقر الكونغرس. وقد دعا بريباس منذ الأسبوع الماضي إلى الالتفاف حول ترامب، سعيًا منه للحفاظ على الانضباط في صفوف الحزب، وقد أذعن للواقع.

كذلك يلتقي المرشّح الجمهوريّ قبيل الظّهر زعيم الغالبيّة الجمهوريّة في مجلس الشّيوخ، ميتش ماكونيل، أحد أبرز وجوه القيادة الجمهوريّة.

وقال ترامب الثّلاثاء لشبكة 'فوكس نيوز' التّلفزيونيّة، متحدّثًا عن رئيس مجلس النّوّاب 'أكنّ الكثير من الاحترام لبول (راين)، وسنعقد اجتماعًا جيّدًا جدًا'.

وأضاف 'المهمّ أنّه لم يسبق لأحد في تاريخ الحزب الجمهوريّ أن حصل على عدد الأصوات الذي حصلت عليه في الانتخابات التّمهيديّة'.

غير أنّ المصالحة ستستغرق وقتًا، نظرًا إلى عمق الخلافات القائمة. ففي كانون الأوّل/ديسمبر، حين دعا ترامب إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتّحدة، ندّد به بول راين بشدّة وقال 'هذا ليس النّهج المحافظ'.

وقال راين الأربعاء 'بعد انتخابات تمهيديّة صعبة للغاية، لم تنته سوى الأسبوع الماضي، الادّعاء بأنّنا موحّدون من دون أن نكون كذلك حقًّا، سيقودنا إلى حملة فاترة في الخريف'.

لكنّه تعهّد بالعمل من أجل توحيد صفوف الحزب وقال 'هذه الانتخابات أهمّ من أن نخوضها بصورة فاترة'.

ريغان عام 1980

وبعدما طرحت فكرة تقديم مرشّح من خارج السّباق لإنقاذ صورة الحزب المحافظ، بات هذا السّيناريو مستبعدًا في المرحلة الرّاهنة، إذ يرى القادة الجمهوريّون أنّ الحزب سيخسر أكثر إن استمرّوا في تقسيمه، بدلًا من التقائهم حول ترشيح ترامب، ولو شكليًّا فحسب.

وفي مؤشّر قويّ، أعلن سبعة رؤساء جمهوريّين للجان برلمانيّة، ولو أنّها لا تضمّ أيًّا من اللجان 'الكبرى'، تأييدهم لترامب في بيان الأربعاء، معتبرين أنّ خيار ترامب أفضل من 'ثماني سنوات جديدة من رئاسة ديموقراطيّة في البيت الأبيض'.

والمشكلة المطروحة الآن على مسؤولين أمثال ميتش ماكونيل هي مشكلة 'ملحّة': كيف يمكن إنقاذ ما تبقّى والحفاظ على الغالبيّة الجمهوريّة الضّئيلة في مجلس الشّيوخ؟ يعرب ماكونيل منذ أشهر عن أمله في أن يكون مرشّح الحزب توافقيًّا، حتى ينعكس التّأييد له على المرشّحين لمجلس الشّيوخ الذين سيدرجون معه على بطاقات الاقتراع ذاتها في 8 تشرين الثّاني/نوفمبر.

وإن كان فوز دونالد ترامب في الانتخابات التّمهيديّة شكّل خيبة أمل واضحة لماكونيل، إلّا أنّه اختار مرغمًا دعمه.

وقال الثّلاثاء 'إنّنا ندرك أنّ هيلاري كلينتون ستعني أربع سنوات إضافيّة من رئاسة باراك أوباما. وهذا سيكون كافيًا لتوحيد الجمهوريّين'.

لكن يبدو واضحًا أنّ بعض الجمهوريّين لن يبدّلوا موقفهم لدعم ترامب، ومنهم سناتور كارولاينا الجنوبيّة، ليندسي غراهام، المعارض الأزليّ لرجل الأعمال. ويرى هؤلاء الجمهوريّون أنّهم يحافظون على حظوظهم بالفوز مجدّدًا بمقعد في الكونغرس إن ابتعدوا قدر ما أمكنهم عن الملياردير.

وقام العديدون بالتّقليل من خطورة الوضع، موضحين أنّ أمام الحزب أكثر من شهرين للتحضير للمؤتمر، وأنّ ستة أشهر تفصل عن الانتخابات الرّئاسيّة.

وقال سناتور أيوا، تشاك غراسلي (82 عامًا) الذي انتخب في مجلس الشّيوخ عام 1987، بالتّزامن مع انتخاب الرّئيس رونالد ريغان 'لا أفهم لماذا كلّ هذا اللغط، بعد أسبوع على فوز مرشّح بالتّرشيح. في السّياسة، الأمور تستتبّ دائمًا في نهاية المطاف'. وأضاف 'تذكّروا، كان الجميع يعتقد أنّ ريغان سيقودنا إلى الهزيمة'.

اقرأ/ي أيضًا | الاقتصاد الأكبر في العالم رهن ضبابيّة ترامب!

التعليقات