فنزويلا: المعارضة تتقدم خطوة نحو الإطاحة بالرئيس

وجاءت هذه الموافقة في ختام يوم احتجاجي جديد للمعارضة، استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة كانت متجهة إلى مقر المجلس الانتخابي للمطالبة بالاستفتاء.

فنزويلا: المعارضة تتقدم خطوة نحو الإطاحة بالرئيس

الشرطة الفنزويلية تقمع المتظاهرين (أ.ف.ب)

حقّقت المعارضة الفنزويلية، الثلاثاء، أول نجاح لها على طريق إجراء استفتاء حول إقالة الرئيس، نيكولاس مادورو، الذي تتهمه بقيادة البلاد إلى الانهيار.

لكن الرئيس اليساري لم يتردد في إثبات قوته، عندما أطلقت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لمنع محتجي المعارضة من السير إلى مقر السلطة الانتخابية.

وبعد أسابيع من الضغط، صادقت السلطات الانتخابية الفنزويلية، الثلاثاء، على غالبية 1,8 مليون توقيع قدمتها المعارضة بهدف إجراء استفتاء حول عزل مادورو.

وقالت المعارضة إنه خلال اجتماع مع تحالف 'طاولة الوحدة الديموقراطية'، الذي يتمتع بغالبية في البرلمان، صادق المجلس الوطني الانتخابي على 1,3 مليون توقيع، علمًا بأن الحد الأدنى المطلوب للبدء بالعملية هو مئتا ألف توقيع.

وقال المتحدث باسم التحالف المعارض، خيسوس توري ألبا، للصحافيين 'لدينا التواقيع، لدينا أكثر بست مرات من العدد المطلوب للمضي في الاستفتاء'.

وأوضح أن على الموقعين أو قسم منهم أن يؤكدوا، شخصيًا ومع بصماتهم الرقمية، خيارهم بحسب آلية، سيعلن المجلس الوطني الانتخابي تفاصيلها، الأربعاء. وسيلي ذلك جمع أربعة ملايين توقيع في ثلاثة أيام، للحصول على حق إجراء الاستفتاء.

وتخوض معارضة يمين الوسط سباقًا مع الوقت، لأنه إذا جرى الاستفتاء بحلول العاشر من كانون الثاني/يناير 2017، فقد يؤدي إلى انتخابات جديدة. وإلا، فإن نائب الرئيس سيحل ببساطة محل مادورو.

وجاءت هذه الموافقة في ختام يوم احتجاجي جديد للمعارضة، استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة كانت متجهة إلى مقر المجلس الانتخابي للمطالبة بالاستفتاء.

وأفاد مراسل فرانس برس أن عناصر الشرطة الوطنية، مزودين بدروع وسترات واقية للرصاص وخوذ، استخدموا قنابل الغاز فيما كان المتظاهرين يقطعون طريقا في شرق كراكاس.

متظاهرة معارضة في العاصمة، كاراكاس (أ.ف.ب)

وكان نحو مئتي متظاهر، بقيادة المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، أنريكي كابريليس، وصلوا إلى هذه المنطقة، بعدما حال حاجز كبير للشرطة دون وصول نحو ألف متظاهر، كانوا يحاولون بدورهم بلوغ مقر المجلس الوطني الانتخابي.

وقال كابريليس للصحافيين 'لم نتعب، النضال مستمر'، في وقت دعت المعارضة مرارًا، في الأسابيع الأخيرة، إلى التظاهر للضغط على السلطات بهدف إجراء الاستفتاء.

>> لا استفتاء هذه السنة

واتهم معسكر مادورو المعارضة بتزوير تواقيع. حيث قال نائب الرئيس، أريستوبولو إيستوريز، الإثنين 'لن يجري استفتاء هذه السنة'.

وقال الناطق باسم المعارضة، خيسوس توريالبا، إن السلطة الانتخابية ستعلن إجراءات المرحلة التالية، الأربعاء. وأضاف أن التدقيق في هذه التواقيع أدّى إلى إلغاء 600 ألف منها، مؤكدًا أن 'لدينا عدد أكبر بست مرات من ذاك الذي نحتاج إليه للدعوة إلى استفتاء' والمحدد بمئتي ألف.

وتبدو فنزويلا على حافة الانفجار، وسط مواجهة سياسية بين البرلمان، الذي تهيمن عليه المعارضة والحكومة الاشتراكية، على وقع استياء شعبي مرتبط بالانهيار الاقتصادي لهذا البلد النفطي.

وعملت المعارضة، التي يتهمها مادورو بأنها نخبوية، للضغط من أجل تنظيم تظاهرات حاشدة، لكن حركات احتجاجية عفوية وأعمال شغب في مناطق كانت تعتبر معاقل للمؤيدين لمادورو والرئيس الراحل، هوغو تشافيز، الذي وضع فنزويلا على طريق 'الثورة' الاشتراكية في 1999.

وقتلت سيدة، الإثنين، إثر إصابتها برصاصة أطلقتها الشرطة على أشخاص كانوا يقومون بأعمال لمستودع في منطقة سان كريستوبال غرب البلاد، كما أعلنت عائلتها.

ويقوم وسطاء دوليون، على رأسهم رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، بمحاولات لجمع السلطة والمعارضة على طاولة مفاوضات، لكن الجانبين عبرا عن تحفظات على الفكرة.

وقال كابريليس 'لن نوقع من أجل مفاوضات تتسم بالنفاق. إذا كان الناس لا يصدقون مادورو فإنهم لن يصدقوا المحادثات'.

التعليقات