جريمة أورلاندو: نشوة ترامب

لكن لاحقًا، بدا ترامب وكأنه ينتظر خبرًا مثل "مذبحة أورلاندو" لتعزيز شرعيّة خطابه المتطرّف ضد المواطنين المسلمين في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ولتأكيد صوابيّة دعوته لمنع دخول المسلمين من غير الأميركيين إلى البلاد.

جريمة أورلاندو: نشوة ترامب

ترامب معانقًا علم الولايات المتحدة (أ.ب)

مع توالي الأخبار الأولية عن الحادث في أولاندو، ومن ثم اكتشاف الصدمة من حجم القتلى، سارعت المرشحة الأميركيّة المحتملة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، إلى الإعلان عن تعليق حملتها الانتخابيّة 'حدادًا على ضحايا الهجوم'، وعن تأجيل الجمهرة الانتخابيّة المقرّرة، الأربعاء المقبل، بولاية ويسكونسين، والتي كان من المفترض أن يشارك بها الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لأول مرّة منذ انطلاق الحملة الانتخابيّة لكلينتون.

واكبت كلينتون الهجوم على مدار الساعة (أ.ف.ب)

وفي نقيض سرعة كلينتون في إعلان تعليق حملتها وأسفها على الحادث، تأخر دونالد ترامب في التعليق على الحادث، فرغم انشغال الإعلام الدولي والأميركي المحلي به وتغطية هول الصدمة والأحداث المتتابعة، كان ترامب يهاجم كلينتون عبر موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.

لكن لاحقًا، بدا ترامب وكأنه ينتظر خبرًا مثل 'مذبحة أورلاندو' لتعزيز شرعيّة خطابه المتطرّف ضد المواطنين المسلمين في الولايات المتّحدة الأميركيّة، ولتأكيد صوابيّة دعوته لمنع دخول المسلمين من غير الأميركيين إلى البلاد، وهو ما يزيد من زخم حملته الانتخابيّة المبنيّة على الكراهية والنيل من الآخر، فحين نكّس الأميركيّون أعلام بلاده، أعلن ترامب عن 'تقديره للتهاني التي تلّقاها حول صدقه بما يتعلّق بالإسلام الراديكاليّ' بيد أنه أكّد على أن ما يريده لا التهاني 'إنما المتانة واليقظة' معلنًا أنها 'ليست سوى البداية'.

Appreciate the congrats for being right on radical Islamic terrorism, I don't want congrats, I want toughness & vigilance. We must be smart!

— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 12, 2016

ففي الوقت الذي بدأت الحملة الانتخابيّة تأخذ منحى جديًا في رص صفوف الحزب الديمقراطي، بعد المعارك 'السهلة' التي خاصها ترامب ضد منافسيه الجمهوريين، واتجاه الناخبين إلى اختيار كلينتون رئيسةً للبلاد، عملًا بمبدأ 'أقلّ الضررين'، جاءت الجريمة لتظهر ترامب بمظهر القوي اليقظ، مقابل أوباما الضعيف، الذي سبّب تراجع عظمة الولايات المتحدة في العالم، قائلًا 'لأن قادتنا ضعفاء، أنا توقعت أن يحدث هذا، ولن يزيد الأمر إلا سوءًا، أنا أحاول إنقاذ الأرواح ومنع وقوع الهجوم الإرهابي المقبل. لم نعد نملك رفاهية أن نتبنى موقفا صحيحًا من الناحية السياسية'، داعيًا أوباما إلى 'التنحيّ بخزي' لأنه لم يذكر مصطلح 'الإسلام الراديكالي' في خطابه.

من غير المعروف بعد إن كان الأميركيون سيفضّلون خطابًا نزقًا مبنيًا على الكراهيّة، أو خطابًا يبدو عقلانيًا بمقابله، لكن، بالتأكيد، ستتغيّر حسابات الأميركيين للانتخابات الأميركيّة، حيث سيأخذون بالحسبان أكثر القوانين الخاصّة بمبيعات السلاح للمواطنين، التي تصر كلينتون على تقنينها، ويصر ترامب على شرعنتها، حيث أعلن بعد هجمات العاصمة الفرنسيّة، باريس، نهاية العام الماضي، أنه لو كان مع المواطنين لسلاح لقاموا بتصفيّة المنفذ من فوره وحالوا دون وقوع مجزرة كبيرة.

اقرأ/ي أيضًا | فلوريدا: 50 قتيلا والمنفذ أميركي من أصول أفغانية

وسيركّز الأميركيون أيضًا في اختيارهم للرئيس المقبل على الإرهاب مرّة أخرى، خصوصًا أن الانتخابات تقع على بعد 5 أشهر فقط، بعدما أظهر استطلاع للرأي أعدّه معهد غالوب أن أربعة بالمئة من الأميركيين فقط يعتقدون أن الإرهاب 'مشكلة حرجة'، بمقابل 38% أعلنوا أن اختيارهم سيتركّز على الجانب الاقتصادي لحملة المرشحين.

التعليقات