مؤسسو الاتحاد الأوروبي يجتمعون اليوم: لتخرج بريطانيا بسرعة

يعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي اجتماعًا، اليوم السبت، في العاصمة الألمانيّة، برلين، للتباحث في تبعات القرار التاريخي للبريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.

مؤسسو الاتحاد الأوروبي يجتمعون اليوم: لتخرج بريطانيا بسرعة

حذر رئيس المفوضية الأوروبيّة، جان كلود يونكر، من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون 'طلاقا وديًّا'، وطالب لندن بأن تقدم 'على الفور' طلبها للخروج.

وصرح يونكر لقناة 'آ أر دي' الألمانية، مساء الجمعة، 'لن يكون طلاقا وديًا لكنه لم يكن، أيضًا، علاقة حب قوية'.

وأضاف يونكر 'لا اعرف لماذا تحتاج الحكومة البريطانية للانتظار حتى تشرين الأول/أكتوبر لتقرر ما إذا كانت سترسل طلب الخروج إلى بروكسل. أريد الحصول عليه فورًا'.

وفي برلين، أيضًا، يعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي اجتماعًا، اليوم السبت، للتباحث في تبعات القرار التاريخي للبريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ووسط تعبير عن الحزن ودعوات إلى الهدوء، يقوم القادة والمسؤولون الأوروبيون بتعبئة، لتكون العملية الانتقالية بعد خروج بريطانيا على أكبر قدر من السهولة.

وأعلن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتايمناير، الجمعة، أن نظراءه في الدول الست المؤسسة للاتحاد سيعقدون اجتماعًا، السبت، في برلين.

ويستقبل شتاينماير نظراءَه: الفرنسي، جان مارك إيرلوت، والهولندي، بيرت كوندرز، والإيطالي، باولو جنتيلي، والبلجيكي، ديدييه ريندرز، واللوكسمبورغي، جان إسلهورن، من أجل 'التباحث في قضايا الساعة في السياسة الأوروبية'، بحسب بيان.

لا حديثَ عالميًا سوى عن 'صدمة' خروج لندن (أ.ف.ب)

وأعرب شتاينماير عن الأسف لتأييد البريطانيين خروج البلاد من الكتلة الأوروبية بنسبة 51,9%، بحسب النتائج الرسمية، مشيرًا إلى 'يوم حزين بالنسبة إلى اوروبا وبريطانيا'.

وصرّح إيرولت لوكالة فرانس برس أن باريس وبرلين ستعرضان على شركائهما 'حلولًا عملية'، لجعل الاتحاد الأوروبي 'أكثر فعالية' لكن 'من دون الدخول في بناء هيئات كبيرة'.

ودعت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي ندّدت بـ'الضربة التي وجهت إلى أوروبا' وإلى 'عملية التوحيد الأوروبية'، الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، ورئيس الحكومة الإيطالي، ماتيو رينزي، إلى القدوم إلى برلين، الإثنين. كما ستلتقي على حدة رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك.

- 'دور مركزي'

من جهته، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، لصحيفة بيلد الألمانية أن ألمانيا ستظل بعد خروج بريطانيا 'تؤدي دورًا مركزيًا وحتى أكثر أهمية داخل الاتحاد الأوروبي'.

وأغلقت أسواق المال العالمية، التي لم تكن تتوقع نتيجة الاستفتاء، على تراجعٍ، الجمعة، باستثناء لندن، التي استفادت من وجود العديد من الشركات المتعددة الجنسيات نشاط بعضها محدود في أوروبا.

إلا أن تراجع الجنيه الإسترليني حمل المصرف المركزي البريطاني على إعلان استعداده لضخ 250 مليار جنيه (326 مليار يورو) لتأمين السيولة في الأسواق.

وأظهر الاستفتاء الانقسام في البلاد، بعد أن صوّتت لندن وأسكتلندا وإيرلندا الشمالية على البقاء في الاتحاد الأوروبي، بينما غلبت أصوات مؤيدي الخروج في شمال إنكلترا وويلز.

ودعت عريضة وقعها أكثر من350 ألف شخص إلى إجراء استفتاء جديد، بينما طالبت عريضة أخرى، وقّعها 90 ألف شخص باستقلال لندن وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

أما رئيس الوزراء البريطاني المحافظ، ديفيد كاميرون، فقد أعلن استقالته بعد بضع ساعات على إعلان نتيجة الاستفتاء، إلا أنه أشار إلى أنه سيظل في منصبه حتى تعيين زعيم جديد للحزب في تشرين الأول/أكتوبر. كما أضاف أنه سيترك إلى خلفه مهمة التفاوض حول عملية خروج البلاد مع الاتحاد الأوروبي.

وحمل رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، بشدّة، الجمعة، على رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، واصفًا بـ'المخزي' قرار استقالته في تشرين الأول/أكتوبر وليس غداة الاستفتاء.

وقال شولتز لشبكة التلفزيون الألمانية العمومية (آ آر دي) إنه عندما أعلن كاميرون في 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، 'رهن قارة بأكملها من أجل مفاوضاته التكتيكية'.

وعكست عناوين الصحف البريطانية، السبت، الاختلافات بين آراء الناخبين. حيث كتبت صحيفة 'ديلي ميل' الشعبيّة المشككة بأوروبا 'إنه اليوم الذي نهض فيه شعب بريطانيا الهادئ أمام الطبقة السياسية المتغطرسة والبعيدة عن الواقع وأمام النخبة المتكبرة في بروكسل'.

ويخشى أن يحدث قرار البريطانيين حالة من العدوى في أوروبا، مع تنامي الحركات الشعبوية واتفاقها على توجيه الانتقادات لبروكسل والمؤسسات الأوروبية.

ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبن، على الفور إلى استفتاء في فرنسا، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف، غيرت فيلدرز، بالأمر نفسه لهولندا.

ويفترض أن تبدأ بريطانيا عملية تفاوض قد تستمر سنتين مع الاتحاد الأوروبي حول شروط الخروج، وفي هذه الأثناء، تبقى ملتزمة بالاتفاقات المبرمة.

لكن قادة المؤسسات الأوروبية حثوا لندن، منذ الجمعة، على البدء في أسرع وقت بهذه المفاوضات، معلنين أنهم مستعدون لذلك.

كاميرون ورئيس بلدية لندن السابق (رويتر)
كاميرون وغريمه، رئيس بلدية لندن السابق وجهًا لوجه (رويترز)

وفي بريطانيا، تطرح استقالة كاميرون تكهنات حول خليفته، بعد أن دار الحديث عن تطلع زعيم حملة الخروج المحافظ، بوريس جونسون، رئيس بلدية لندن السابق، للمنصب، في حين يتعين إعادة توحيد الحزب والبلاد المنقسمين.

ولدى خروج جونسون من منزله، استقبله حشد من نحو مئة شخص من مؤيدي البقاء بهتافات 'أحمق'. وقال لاحقا للصحافيين إن الخروج من الاتحاد الأوروبي يجب أن يحدث 'بدون استعجال'.

وقال زعيم حزب الاستقلال (يوكيب) المناهض لأوروبا، نايجل فاراج، إنه بدأ 'يحلم ببريطانيا مستقلة'، مؤكدًا أن النتيجة تشكل 'انتصارًا للناس الحقيقيين والناس العاديين'.

اقرأ/ي أيضا: الاتحاد الأوروبي: سيناريوهات الأيام المقبلة
ولا يهدد خيار المغادرة اقتصاد بريطانيا فحسب، إنما، كذلك، وحدتها، إذ أعلنت رئيسة وزراء أسكتلندا، نيكولا ستورجون، زعيمة الحزب القومي، الجمعة، أن خطة تنظيم استفتاء ثان للاستقلال باتت 'على الطاولة'.

التعليقات