هل ستتأثر سياسة بريطانيا في المنطقة بخروجها من أوروبا؟

رأى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توباياس إلوود، أن الأسباب التي دفعت الشعب البريطاني للانفصال عن الاتحاد الأوربي، تعود إلى مسائل مطروحة حول الشفافية والمساءلة ومركزية بروكسل.

هل ستتأثر سياسة بريطانيا في المنطقة بخروجها من أوروبا؟

رأى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، توباياس إلوود، أن الأسباب التي دفعت الشعب البريطاني للانفصال عن الاتحاد الأوربي، تعود إلى مسائل مطروحة حول الشفافية والمساءلة ومركزية بروكسل.

وأشار إلوود إلى وجود حالة إحباط من سياسات الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن تفاوض رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، في بروكسل، لم يلق صدىً إيجابيًا لدى البريطانيين.

ولفت الوزير إلى أن الهجرة كان لها دور أساسي في القرار الذي توصل إليه الشعب البريطاني، والذي ألقى اللوم على الاتحاد الأوروبي في عدم تمكنه من التعامل مع القضية بجدية أكبر، وقال 'يؤسفنا أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ الإجراءات الكافية للتصدي لما يقلق الشعب البريطاني والدول الأوروبية الأخرى'.

وأضاف الوزير، في لقاء خاص أجراه معه التلفزيون العربي، في مقر وزارة الخارجية، أنه كان مؤيدًا للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، بشرط القيام بإصلاحات داخله، إلا أن الشعب البريطاني قرر طبيعة العلاقة، مؤكدًا أن خيار الانفصال كان رسالة تتعلق بالاتحاد الأوروبي ككل، لأنه بات بعيدًا عن الشعوب التي يمثلها.



ونفى الوزير ما قاله بعض المراقبين حول تغير دور بريطانيا في الساحة الدولية والإقليمية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن 'سياسة بريطانيا لن تتغير في المسرح الدولي، وستكون لنا علاقة في الاتحاد الأوروبي على غرار علاقة النرويج'.

وأوضح 'هناك التزام لبريطانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في ما يتعلق بالعمليات في البحر الأبيض المتوسط وليبيا ضد الدولة الإسلامية، لن ننسحب لدينا مسؤوليات سنتابعها'، علاوة على أن بريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن، ولها دور بارز في موازنة المساعدات الخارجية.

ووصف الوزير علاقة المملكة المتحدة بالشرق الأوسط بالصداقة الطيبة، لا سيما أن المصالح الإستراتيجة المشتركة قائمة منذ مئات السنين، وقال 'دورنا في الشرق الأوسط لن يتغير، ويجب أن أؤكد أن علاقاتنا الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية في الشرق الأوسط ستستمر في النمو'.

وقال الوزير إن الحكومة الجديدة ستعتمد ذات السياسة الخارجية مع العالم العربي، لأن الشعب البريطاني وكذلك جميع الأحزاب السياسية متفقون على ذلك.

وطمأن وزير الدولة البريطاني جميع المستثمرين العرب في بريطانيا من عدم تأثرهم بقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، معللًا ذلك بأن 'استثمارات الصناديق السيادية لن تتغير بحسب الظروف، لأنه تم تهيئتها بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي'، مرجحًا، في الوقت ذاته، وجود حالة من عدم الاستقرار قد تشهدها المملكة المتحدة على صعيد الأسواق المشتركة.

اقرأ/ي أيضا: مؤسسو الاتحاد الأوروبي يجتمعون اليوم: لتخرج بريطانيا بسرعة
واختتم وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حديثه مع التلفزيون العربي بالتشديد على أنه 'لا بد من إصلاح الاتحاد الأوروبي، وإلا سنرى حالة من التصعيد في التطرف، ذلك أن عدم إصغاء الأحزاب السياسية للشعوب، يؤدي لصعود الأحزاب اليمينية'.

التعليقات