الناتو يلتئم في بولندا ويتمدد في البلطيق

وافق قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الجمعة، على نشر أربع كتائب في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، بحسب ما أعلنه أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، في إطار الإجراءات الهادفة إلى مواجهة التهديد الذي تمثله روسيا.

الناتو يلتئم في بولندا ويتمدد في البلطيق

قادة الناتو (رويترز)

وافق قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم الجمعة، على نشر أربع كتائب في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، بحسب ما أعلنه أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، في إطار الإجراءات الهادفة إلى مواجهة التهديد الذي تمثله روسيا.

من جهته، حث الرئيس الأميركيّ، باراك أوباما، قادة حلف شمال الأطلسي، اليوم، كذلك، على الوقوف 'بحزم' في وجه روسيا، بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، حيث قال إن قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يجب ألا يضعف الحلف.

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانيّة، بينما وصل أوباما إلى وارسو لحضور آخر قمة لقادة حلف شمال الأطلسي قبل أن يترك منصبه في كانون ثانٍ/يناير المقبل.

وقال أوباما، أيضًا، إن 'العلاقة الخاصة' التي تربط الولايات المتحدة ببريطانيا ستبقى بعد استفتاء بريطانيا الذي حذر منه، إذ كتب يقول 'العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستبقى. لا أشك في أن المملكة المتحدة ستظل واحدة من أكثر الأعضاء فعالية في حلف شمال الأطلسي'. وأضاف أن الاستفتاء أثار أسئلة مهمة عن مستقبل التكامل الأوروبي.

آخر قمّة ناتو للرجلين، أوباما وكاميرون (رويترز)
آخر قمّة ناتو للرجلين، أوباما وكاميرون (رويترز)

ومن المقرر أن يوافق حلف شمال الأطلسي الذي يضم في عضويته 28 دولة، اليوم الجمعة، رسميًا، على نشر أربع كتائب تعمل بصفة دورية تضم ما بين 3000 و4000 جندي في دول البلطيق وبولندا وذلك لطمأنة دول الجناح الشرقي إلى استعداده لصد أي عدوان روسي عليها.

وأبدت بولندا الدولة المضيفة للقمة تشكّكها في نوايا روسيا. حيث قال وزير خارجيتها، في منتدى قبل القمة، 'علينا أن نرفض أي نوع من التمني في ما يتصل بالتعاون البرغماتي مع روسيا، ما دامت تواصل غزو جيرانها'.

وكان أوباما أكثر دبلوماسيّة، إذ حث على الحوار مع روسيا، لكنه حث الدول الأعضاء في الحلف، أيضًا، على الإبقاء على العقوبات المفروضة على موسكو حتى تنصاع تماما لاتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا وتساعد كييف في الدفاع عن سيادتها.

وأوكرانيا ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي، لكن رئيسها، بيترو بوروشينكو، سيجتمع مع قادة الحلف غدًا، السبت.

وقال أوباما 'في وارسو لا بد أن نؤكد عزمنا- وهو واجبنا بمقتضى البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي- على الدفاع عن كل عضو في حلف شمال الأطلسي'.

وأضاف 'نحتاج إلى تعزيز الدفاع عن حلفائنا في وسط وشرق أوروبا وزيادة مرونتنا في مواجهة الأخطار الجديدة، ومن بينها الهجمات الإلكترونية'.

وكانت استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا -والدول الأربع أعضاء في حلف شمال الأطلسي- قد طلبت وجودًا دائمًا للحلف على أراضيها. وتخشى الدول الأربع من سعي موسكو إلى زعزعة استقرار حكوماتها الموالية للغرب، من خلال الهجمات الإلكترونية وإثارة الاضطراب بين مواطنيها المتحدثين بالروسية والبث الإذاعي المعادي، وأيضًا، الاعتداءات على الأراضي.

من ناحيته، قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، الجنرال بيتر بافل، وهو تشيكي، إن روسيا تحاول استعادة وضعها كقوة عالمية وهو جهد يشمل استخدام جيشها.

وأضاف 'لا بد أن نقبل إمكانية أن تكون روسيا منافسًا أو خصمًا أو ندًا أو شريكًا ومن الممكن أن تكون هذه الأشياء الأربعة كلها في وقت واحد'.

وقال الكرملين، اليوم الجمعة، إنه يعتبر تلميح حلف شمال الأطلسي بأن روسيا تمثل تهديدا 'أمرًا سخيفًا' وعبّر عن أمله في أن يسود 'المنطق السليم' قمة الحلف.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن موسكو لا تزال مستعدة للحوار والتعاون مع الحلف.

وفي الغالب تصف روسيا حلف شمال الأطلسي بالمعتدي، لأن أعضاء الحلف ينقلون قوات إلى أراضي الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، التي تعتبرها موسكو مناطق نفوذ لها.

وسابقًا، قدّم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدّة مبادرات تستهدف الظهور بمظهر المتعاون وناقش الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قبل دقائق من بدء القمة.

وقال الكرملين إن بوتين طلب من الأوروبيين 'ممارسة نفوذ أكبر على الجانب الأوكراني' ليمنح شرق أوكرانيا حكما ذاتيا أوسع.

وأعلنت موسكو اعتزامها نشر صواريخ ذات قدرات نووية في كاليننغراد، وهي جيب روسي بين بولندا وليتوانيا ردًا على تشغيل حلف شمال الأطلسي للدرع الصاروخي الأميركيّ الموجود على الأراضي البولندية.

ووافق بوتين على اجتماع الهيئة الاستشارية لروسيا وحلف شمال الأطلسي، الأسبوع المقبل، وهو ثاني اجتماع لها هذا العام بعد أن تجمد عملها إثر استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في 2014. وتحدث بوتين هاتفيًا، أيضًا، مع أوباما، حين كان يجري الإعداد لقمة الحلف.

>> بريطانيا

أما رئيس وزراء بريطانيا الذي سيترك منصبه، ديفيد كاميرون، فقال إن بريطانيا لن تدير ظهرها للأمن الأوروبي عندما تترك الاتحاد الأوروبي بعد الاستفتاء الذي وافق فيه البريطانيون على ذلك. وبريطانيا هي الدولة الأوروبية الأولى في مجال الإنفاق العسكري تليها فرنسا.

وسوف يوقع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي اتفاقا لتعميق التعاون العسكري والأمني. حيث من المتوقع أن يعلن الحلف، الذي تقوده الولايات المتحدة، أيضًا، دعمه لعملية الاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة عبر البحر المتوسط. ويؤيد حلف شمال الأطلسي بالفعل جهود الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين من تركيا إلى اليونان بالتوازي مع اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف الهجرة مقابل ميزات لأنقرة.

اقرأ/ي أيضا: الناتو يقرر نشر 4 كتائب عسكرية على تخوم روسيا

وسعى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، للتأكيد على أن الحلف سيواصل السعي إلى 'حوار هادف وبناء' مع موسكو، على الرغم من عمليات الانتشار العسكري الجديدة والدوريات الجوية بالقرب من الحدود الروسية، قائلًا للصحافيين 'لا نريد حربا باردة جديدة' مضيفًا 'الحرب الباردة تاريخ ويجب أن تبقى تاريخًا'.

التعليقات