جونسون وزيرًا للخارجية: صهيوني لا زال طعم الحمص تحت أسنانه!

أميركي وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة، يميني متطرّف وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة، نزق يرأس الديبلوماسيّة البريطانيّة الرتيبة، كلها عناوين صحيحة لخبر واحد: تعيين بوريس جونسون وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة.

جونسون وزيرًا للخارجية: صهيوني لا زال طعم الحمص تحت أسنانه!

جونسون (أ.ف.ب)

أميركي وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة، يميني متطرّف وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة، نزق يرأس الديبلوماسيّة البريطانيّة الرتيبة، كلها عناوين صحيحة لخبر واحد: تعيين بوريس جونسون وزيرًا للخارجيّة البريطانيّة.

وُلد وزير الخارجية البريطانيّة الجديد، بورييس جونسون في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركيّة، وهو أكثر السياسيين جدلًا في بريطانيا وأوروبا، لا يضاهيه في ذلك إلا المرشّح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، الذي يوصف جونسون بأنه النسخة البريطانيّة منه.

ولا تقتصر 'أمركة' جونسون على ولادته أو على تشبيهه بترامب، إنما هنالك ارتباط أعمى بين جونسون وسكّان الضفّة الأخرى من المحيط الأطلسي، فلطالما اعتبر جونسون أن بريطانيا أقرب إلى الولايات المتحدة من أوروبا، حتّى أنه استخدم دومًا، خلال حملته لدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، جملة: 'ما كان الأميركان ليرتضوا تلك الشروط، فكيف نرتضيها نحن'؟

بالإضافة إلى ذلك، فالرجل المحافظ له سجل طويل من زلّات اللسان، التي لم توفّر أحدًا، وهو ما أثار مفاجأة لدى تعيينه وزيرًا للخارجيّة دفعةً واحدة، حيث أنه لم يشغل منصبًا وزاريًا البتّة قبل ذلك، حتّى أن رئيسة الوزراء الجديدة، التي اختارته وزيرًا، كانت قد سخرت منه قبل أسبوعين، عندما قارنت خبرتها في التفاوض مع نظرائها الأوروبيّين بخبرة جونسون، الذي كان المفاجئ أنه لم يترشّح لزعامة حزبه، خلفًا لكاميرون.

ولم تسلم المرشحة لسيادة البيت الأبيض، هيلاري كلينتون، من لسانه اللاذع، فقد وصفها في العام 2007، إذ وصفها قائلًا ' 'لديها شعر أشقر مصبوغ وشفتان منتفختان وعينان زرقاوتان، كما لو كانت ممرضة سادية داخل مصحة للأمراض العقلية'. كذلك، لم يسلم إردوغان منه، فقد نظم جونسون قصيدة ساخرة للنيل من الرئيس التركي.

في مقابل هذا التطرّف والانغلاق على بريطانيا مقابل المدّ الأوروبي، برز انفتاح لجونسون على إسرائيل والرئيس السوريّ، بشّار الأسد، حيث امتدح الأسد أكثر من مرّة، حينما اختار عنوانًا لمقاله 'برافو بشّار الأسد – طاغيّة حقير لكنه حافظ على تدمر من داعش'، معبرًا، كذلك، في أكثر من مرّة عن رفضه القاطع لمقاطعة إسرائيل أو المستوطنات.

بوريس جونسون في البحر الميّت (dailymail)
بوريس جونسون في البحر الميّت (dailymail)

ولم تقتصر علاقة جونسون بإسرائيل من خلال رفض المقاطعة، إنما زار جونسون إسرائيل هو وشقيقه من أجل التطوّع في كيبوتس بالجليل قبل ثلاثة عقود، مع افتخاره الكامل بأنه صهيونيّ، فقد نقل عنه موقع 'هافنغتون بوست' بنسخته البريطانيّة قوله 'تطوعت بالكيبوتس من أجل الله. سنواتي فيه تركت أثرًا كبيرًا عليّ. أنا صهيوني متحمس وأدعم إسرائيل ومؤمن بحقها في الوجود، ومنذ تطوعي بالكيبوتس عاملَ غسالة لتنظيف الملابس، صرت معجبا بها ولا يزال طعام الحمص من وقتها تحت أسناني'.

لكن ما يمكن أن يفعله انحياز جونسون التام للصهيونيّة، أكثر ممّا فعله أسلافه، الأقل حماسًا، من منح لوعد بلفور ومن تقسيم لبلاد العرب في سايكس بيكو، وما تلاهما من استعمار وقتل وتعذيب؟ لا شيء، سوى ديبلوماسيّة أكثر صراحة ونزقًا.

التعليقات