خطابات وهجوم شخصي قبل 101 يوم من انتخابات أميركا

قبل مئة يوم ويوم من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، استأنفت المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، وخصمها الجمهوري، دونالد ترامب، جولتيهما في الولايات المتأرجحة سعيا إلى استغلال زخم مؤتمر كل من حزبيهما اللذين رسما صورتين مختلفتين تماما للبلاد.

خطابات وهجوم شخصي قبل 101 يوم من انتخابات أميركا

هيلاري كلينتون ودونالد ترامب

قبل مئة يوم ويوم من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، استأنفت المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، وخصمها الجمهوري، دونالد ترامب، جولتيهما في الولايات المتأرجحة سعيا إلى استغلال زخم مؤتمر كل من حزبيهما اللذين رسما صورتين مختلفتين تماما للبلاد.

وتبدأ المرشحة الديموقراطية والمرأة الأولى التي يعينها أحد الحزبين الكبيرين جولة في بنسلفانيا وأوهايو بالحافلة، فيما يتجه ترامب بطائرته إلى كولورادو حيث قد يلقى مخططه بناء جدار على حدود المكسيك أصداء لدى البيض الغاضبين، لكنه سيغضب ذوي الأصول اللاتينية.

بالتالي يبدأ فصل جديد في إحدى الحملات الرئاسية الأكثر استقطابا في تاريخ البلاد الحديث، بعد الأسبوعين الأخيرين اللذين شهدا تعيين كل من المعسكرين مرشحه الرسمي، حيث بدا الحزبان منقسمين داخليا، خصوصا مع ضعف شعبية كل من المرشحين وسط سباق ينبئ بنتائج شديدة التقارب.

وتسعى كلينتون إلى دفعة بعد المؤتمر، علما أن الاستطلاع الأخير الذي صدرت نتائجه قبل إعلانها قبول الترشيح الخميس، أشارت نتائجه إلى تفوق ترامب بنسبة 0,9%، بحسب موقع ريل كلير بوليتيكس المتخصص.

وقالت في لقاء انتخابي وجيز في فيلادلفيا برفقة زوجها بيل ومرشحها لنائب الرئيس، تيم كين، وزوجته آن هولتن، 'أريد جذب الانتباه خصوصا إلى مناطق البلاد المنسية'.

هجوم متبادل

كما هاجمت رجل الأعمال النيويوركي الذي أعلنت كازينوهات يملكها الإفلاس أربع مرات، وقالت متهكمة إنه 'من المثير للعجب أن يؤكد دونالد ترامب أنه يريد إعادة العظمة إلى الولايات المتحدة'، مضيفة 'فهو لا يصنع شيئا في الولايات المتحدة، باستثناء الإفلاس'.

وهاجم الجمهوري خطاب كلينتون وشن هجوما شرسا على شخصيات بارزة أعلنت تاييدها لها، خصوصا الملياردير النيويوركي مايكل بلومبرغ وجنرال أميركي متقاعد.

وقال ترامب 'هزمت لتوي 16 شخصا، وسأهزمها!'، في تغريدة أشارت إلى المنافسين الجمهوريين الذين هزمهم قبل فوزه بالتعيين. كما قال 'هيلاري الماكرة (لقب يطلقه عليها) ذكرتني 22 مرة في خطابها الطويل جدا والمثير للملل. الكثير من تصريحاتها كذب وفبركة'.

كما اعتبرت حملته خطابها في فيلادلفيا 'تجميع مهين من العبارات المبتذلة والخطاب المستعاد'، الذي 'انبثق من عالم خيالي، لا من الحقيقة التي نعيشها اليوم'.

تابع ترامب أن بلومبرغ، رئيس بلدية نيويورك السابق والسياسي المستقل، 'لم يتحل يوما بالجرأة ليترشح للرئاسة'، فيما أشار إلى أن الجنرال جون آلن 'سجل فشلا ذريعا في معركته ضد داعش سجله سيئ'.

تشاؤم متزايد

شهد كل من المؤتمرين تهجما شخصيا حادا، مع هتاف الجمهوريين في كليفلاند 'احبسوها'، في إشارة إلى كلينتون واعتبار الديموقراطيين ترامب خطرا على الديموقراطية الأميركية.

وتوقع الخبراء أن يلعب 'التحزب السلبي' أي التصويت ضد مرشح، لا لصالح مرشح، دورا حاسما في اختيار الرئيس المقبل للبلاد.

ودافع السيناتور عن فرجينيا، تيم كين، عن الصورة الأكثر إيجابية التي ترسمها للولايات المتحدة، على نقيض ما يفعل ترامب، نافيا أن تكون بعيدة عن كتلة ناخبة ترى أن البلاد حادت عن طريقها.

وقال كين لشبكة سي إن إن 'حتى عندما يشعر الناس بالقلق لا أظن أن ما يحتاجون هو قادة يعززون هذا القلق'. وأضاف كين أن أول ما قاله لكلينتون على منصة المؤتمر بعد خطابها كانت 'إنه بلد عظيم ولقد جعلته للتو أكثر عظمة بكثير'.

وسيرافق كين كلينتون في جولتها عبر ولايات المنطقة التي يطلق عليها اسم 'شريط الصدأ'، وتعتبر حيوية في أي استراتيجية لجمع 270 صوتا الضرورية في المجلس الانتخابي للفوز بالرئاسة.

وفي عام شهد طغيان أصوات أقصى اليمين واليسار، تسعى كلينتون في مبادرة جريئة إلى الهيمنة على ساحة الوسط السياسية.

وسبق أن أعلن عدد من الجمهوريين البارزين، من بينهم مرشح الحزب في الانتخابات الأخيرة، ميت رومني، أنهم لا يستطيعون التصويت لترامب نظرا إلى شعبوية سياساته. وهذا يعني أنه من الممكن اجتذاب بعض الجمهوريين.

والخميس، أكدت كلينتون 'سأكون رئيسة للديموقراطيين والجمهوريين والمستقلين... للمناضلين والناجحين. للذين صوتوا لي أو العكس. لكل الأميركيين'.

محاولة تلميع الصورة

وصعدت وزيرة الخارجية السابقة وسط تصفيق حار من آلاف المندوبين إلى منصة المؤتمر العام للحزب في فيلادلفيا وتعهدت أن تكون رئيسة 'لكل الأميركيين'، فيما هتف المندوبون باسم الولايات المتحدة في مشهد وطنية قصوى عهدتها تجمعات الجمهوريين.

وسعت كلينتون في كلمتها إلى مخاطبة الناخبين الغاضبين من الطبقة العاملة، معددة مشاريعها لتحسين الاقتصاد الأميركي، وشددت على أن 'هدفي الأول سيكون إيجاد فرص أكبر والمزيد من الوظائف الجيدة برواتب أعلى'.

وفي المؤتمر الجمهوري، كرر ترامب خططه المثيرة للجدل لمكافحة الجريمة والهجرة من بلدان، بينها فرنسا، تم 'اختراقها' نتيجة الاعتداءات الإرهابية بحسبه.

وقال إن 'الجريمة والعنف اللذين يثقلان أمتنا اليوم سنتهيان قريبا، وأعني قريبا جدا'، مشددا على 'استعادة الأمان'.

وخصص كل من المرشحين حيزا كبيرا من الوقت في المؤتمرين لتلميع صورته.

فقد تحدثت ابنة كلينتون تشلسي عن شغف والدتها بمشاهدة فيلم 'برايد آند بردجوديس'، فيما أكدت ايفانكا ترامب أن والدها سيكافح من أجل مساواة في الراتب للنساء ونظام حضانة قليل الكلفة.

وفيما صور ترامب نفسه بصور الرجل الصلب سعت كلينتون في كلمتها إلى تلطيف صورة عنها انبثقت عن عقود من المواجهات السياسية الشرسة.

قالت 'صحيح (...) إنني أدقق في التفاصيل، سواء كانت كمية الرصاص المقبولة في مياه الشرب أو كلفة العقاقير الطبية (...) لكنها ليست مجرد تفاصيل إن تعلقت بأبنائكم وبعائلتكم'.

اقرأ/ي أيضًا| التانجو الرئاسي: مراحل وإنجازات (إنفوجراف)

التعليقات