إسطنبول: الملايين بتجمع "صون الديمقراطية" ضد الانقالاب الفاشل

انتهت مساء اليوم الأحد، فعاليّة تجمّع 'الدّيمقراطيّة والشّهداء'، في مدينة إسطنبول التّركيّة، التي دعا إليها رئيس البلاد، رجب طيّب أردوغان، بغية تتويج مظاهرات 'صون الدّيمقراطيّة' في أرجاء تركيا المستمرّة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة.

إسطنبول: الملايين بتجمع "صون الديمقراطية" ضد الانقالاب الفاشل

انتهت مساء اليوم الأحد، فعاليّة تجمّع 'الدّيمقراطيّة والشّهداء'، في مدينة إسطنبول التّركيّة، التي دعا إليها رئيس البلاد، رجب طيّب أردوغان، بغية تتويج مظاهرات 'صون الدّيمقراطيّة' في أرجاء تركيا المستمرّة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، منتصف تمّوز/يوليو الماضي.

وبعد خطابه أمام الملايين، وفق تقديرات حكوميّة، أعلن إردوغان في كلمة مقتضبة، أنّهم وضعوا فاصلةً على سطر مظاهرات 'صون الدّيمقراطيّة'، وأنّهم سيضعون نقطة ختامها، مساء الأربعاء المقبل.

وعقب كلمته القصيرة، التقط إردوغان صورة جماعيّة مع عقيلته، أمينة أروغان، إلى جانب كلّ من رئيس البرلمان التّركيّ، إسماعيل قهرمان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، وعقيلته سميحة يلدريم، ورئيس هيئة الأركان، خلوصي أكار، والرّئيس الحادي عشر للبلاد عبد الله غول، ورئيس وزراء جمهوريّة شمال قبرص التّركيّة حسين أوزغور غون، ورئيس وزراء تركيا السّابق، أحمد داود أوغلو، إلى جانب عدد من حاضري تجمّع 'الدّيمقراطيّة والشّهداء'.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشّهر المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفّذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظّمة فتح الله غولن (الكيان الموازي)التي تعرّفها السّلطات التّركيّة على أنّها إرهابيّة، حاولوا خلالها السّيطرة على مفاصل الدّولة ومؤسّساتها الأمنيّة والإعلاميّة.

وقوبلت المحاولة الانقلابيّة باحتجاجات شعبيّة عارمة في معظم المدن والولايات التّركيّة؛ إذ توجّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدّوليّ بمدينة إسطنبول، ومديريّات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليّات عسكريّة كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطّط الانقلابي.

جدير بالذكر أنّ عناصر منظمة، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتّحدة منذ عام 1999، قاموا منذ أعوام طويلة بالتّغلغل في أجهزة الدّولة، لا سيّما في الشّرطة والقضاء والجيش والمؤسّسات التّعليميّة؛ بهدف السّيطرة على مفاصل الدّولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابيّة الفاشلة.

وأفادت وسائل الإعلام أنّه تمّ توزيع نحو مليونين ونصف مليون علم إضافة إلى ثلاثة ملايين زجاجة ماء لمساعدة المشاركين في تحمّل الحرارة المرتفعة. كما أنّ كلّ وسائل النّقل كانت مجانيّة، اليوم الأحد، لنقل الرّاغبين بالمشاركة في التّجمّع.

ووصل الرّئيس، رجب طيّب إرودوغان، إلى مكان التّجمّع ممسكًا بذراع زوجته، أمينة، على وقع النّشيد الوطنيّ التّركيّ، مع تلاوة آيات من القرآن.

وقالت الحكومة إنّ هذا 'التّجمّع من أجل الدّيموقراطية والشّهداء' الأحد هو 'فوق الأحزاب'.

ومنع حمل أيّ علم حزبيّ، كما حظر إطلاق شعارات حزبيّة، إلّا أنّ كثيرين من المشاركين وضعوا عصبًا تحمل اسم إردوغان.

'مستعدون للموت'

وانضمّت مختلف أحزاب المعارضة إلى التّظاهرة باستثناء حزب الشّعوب الدّيموقراطيّ الموالي للأكراد الذي لم توجّه إليه الدّعوة لاتّهامه بالعلاقة مع حزب العمّال الكردستانيّ، الذي تعتبره أنقرة إرهابيًّا. مع العلم بأنّ حزب الشّعوب الدّيموقراطيّ دان بشدّة محاولة الانقلاب.

وقال رمضان المتظاهر البالغ 65 عامًا  'نحن لسنا هنا من أجل رئيسنا إردوغان، بل من أجل بلادنا لحمايتها، ولن نسمح بأن تسقط بأيدي رعاع'.

وذهب متظاهر آخر يدعى حسين بيرق، أبعد من ذلك، بقوله 'نحن مستعدّون للموت من أجل رئيسنا إردوغان. لقد جئنا منذ الصّباح وإذا طلب منّا البقاء حتّى الغد فسنفعل. لن نسلّم بلادنا أبدًا إلى أيّ كان'.

واتّخذت إجراءات أمنيّة مشدّدة في المدينة التي شهدت هجمات عدّة إسلاميّة أو كرديّة، وتمّ نشر 15 ألف شرطيّ لحماية التّجمّع.

إردوغان: سأصدق على عقوبة الإعدام إذا أقرها البرلمان

وقال الرّئيس التّركيّ، إردوغان، إنّه سيصادق على عقوبة الإعدام إذا أقرّها البرلمان، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع.

وأضاف في خطابه الذي بثّ على الهواء مباشرة، وشوهد على شاشات تلفزيونية عملاقة بمختلف أنحاء تركيا، أنّه يجب تدمير شبكة الدّاعية التّركيّ فتح الله كولن في إطار القانون.

قليجدار أوغلو: يجب الدفاع عن الديمقراطية تحت أي ظرف

وأكّد رئيس حزب الشّعب الجمهوريّ المعارض، كمال قليجدار أوغلو، اليوم الأحد، أنّه يجب الدّفاع عن الدّيمقراطيّة تحت أيّ ظرف، مشيرًا إلى أنّ تركيا تعيش يومًا هامًّا لأنّ الحياة السّياسيّة فيها خطت خطوة هامّة في تاريخها الدّيمقراطيّ.

وأضاف أنّ "على الدّولة ألّا تخرج عن نطاق القانون في حربها ضدّ الظّلم، لأنّ تعرّض أيّ شخص للظلم يُعدّ خسارة بالنّسبة لتركيا"، على حدّ وصفه.

وأشاد قليجدار أوغلو بالشّعب الذي "استخدم قوّته في مقاومة المحاولة الانقلابيّة من خلال مواجهة الدّبّابات بالصّدور العارية لحماية الدّيمقراطيّة"، لافتًا إلى أنّ "الشّهداء الـ 240، الذين سقطوا خلال تصدّيهم لمحاولة الانقلاب، كُتبت أسماؤهم، في تاريخ ديمقراطيّة تركيا الذّهبيّ"، مؤكّدًا على "عدم نسيانهم".

وأضاف قائلاً "تركيا بدأت عهدًا جديدًا وإذا تمكّنا من حماية ثقافة التّفاهم والتّصالح التي نشهدها اليوم نكون قد أنشأنا بلدًا جميلًا لأبنائنا"، معربًا عن تمنّيه "بمشاركة زعماء الأحزاب غير الممثّلة في البرلمان بالتّجمّع".

شاشة عملاقة ... في بنسلفانيا

وتتّهم أنقرة، بشكل واضح الدّاعية فتح الله غولن، الموجود في المنفى بالولايات المتّحدة الأميركيّة، بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، وتطالب بشدّة بتسليمه.

وشملت حملات التّطهير التي أعقبت الانقلاب الفاشل عاملين في القضاء والتّربية والصّحافة، إضافة إلى الجيش، وبلغ عدد المصروفين أو المعتقلين نحو 60 ألف شخص.

وقال أحد المتظاهرين من مؤيّدي إردوغان 'أنا من أنصار حزب العدالة والتّنمية وأنا سعيد لدعم الأحزاب المعارضة للتجمّع'.

إلّا أنّ أسام كور، المناصر لحزب الشّعب الجمهوريّ العلمانيّ، قال 'إنّ تركيا تتخلّص اليوم من جماعة غولن، إلّا أنّني أرى مجموعات دينيّة أخرى' في إشارة إلى مجموعات إسلاميّة تدعم حزب العدالة والتنمية.

ونقلت وقائع التّظاهرة مباشرة عبر شاشات عملاقة في مختلف أنحاء البلاد.

ووصف رئيس هيئة الأركان التّركيّة، خلوصي أكار، اليوم الأحد، محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها منظمة 'الكيان الموازي'، التي تعتبرها تركيا إرهابيّة، منتصف الشهر الماضي، بالخيانة الكبيرة التي استهدفت الشّعب والوطن.

وأوضح أكار أنّ 'مجموعة من عصابة غير قانونيّة قامت بالتّغلغل داخل بنية القوّات المسلّحة التّركيّة، ولطّخت تاريخ الجيش المجيد وجعلت البلاد يشهد هذا العار(المحاولة الانقلابيّة)'.

وأشار إلى أنّ القوّات المسلّحة التّركيّة بكامل أركانها تخضع لإمرة الشّعب، مشيرًا إلى أنّ هيئته تتبنّى مبدأ أساسيًّا واحدًا، وهو 'السّيادة المطلقة للشعب'، لافتًا في هذا السّياق إلى أنّ عناصر القوّات المسلّحة الذين يحبّون وطنهم وشعبهم وعلمهم بريئون من منظمة 'غولن'.

ومنذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت ليل 15 تمّوز/يوليو الماضي، تشهد ميادين معظم المدن والولايات التّركيّة، مظاهرات حملت اسم 'صون الدّيمقراطيّة'، للتنديد بالمحاولة الانقلابيّة الفاشلة، تلبية لدعوة وجّهها إردوغان للجماهير، وكان تجمّع 'الديمقراطية والشهداء' اليوم تتويجًا لتلك المظاهرات بمشاركة الملايين. 

اقرأ/ي أيضًا | إردوغان يدعو الأتراك للمشاركة بآخر تظاهرة ضد الانقلاب

 

التعليقات