هل تصمد برلين المتعددة الثقافات أمام الشعبويين؟

هذا الحزب الفتي الذي جعل من رفض استقبال المهاجرين محور خطابه، يسلب جميع التشكيلات الأخرى أصواتا "من الخضر إلى الاشتراكيين الديمقراطيين، مرورا بالمسيحيين الديمقراطيين".

هل تصمد برلين المتعددة الثقافات أمام الشعبويين؟

تواجه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تراجعت شعبيتها بسبب استياء السكان المتزايد من سياستها إزاء اللاجئين، انتخابات محلية، الأحد المقبل، في برلين، يتوقع أن تشهد مجددا طفرة جديدة للشعبويين لكن بتأثير محدود على المستوى الوطني.

ودعي حوالي 2.5 ملايين شخص من سكان برلين إلى التصويت لتجديد البرلمان المحلي في العاصمة الديناميكية المعاصرة، التي تواصل تبدلها بعد 27 عاما على سقوط جدارها الشهير. وسيكلف البرلمان المنتخب تعيين رئيس لبلدية المدينة، التي يديرها منذ 15 عاما الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالموازاة مع ضعف معسكر المستشارة المحافظ.

وفي حال تصدر الحزب الاشتراكي الديمقراطي النتائج بنسبة 20% ونيف بحسب الاستطلاعات، فيتوقع ألا يجدد تحالفه مع حزب ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي يتوقع حصوله 19% فحسب، في ائتلاف مستمر منذ خمس سنوات في إدارة المدينة.

في المقابل، يبدو تحالف ثلاثي بين الاشتراكي الديمقراطي بقيادة رئيس البلدية المنتهية ولايته، ميكايل مولر، واليسار المتشدد في حزب دي لينكه والخضر أكثر ترجيحا. لكنه سيكون صفعة إضافية لحزب أنجيلا ميركل.

لكن الأنظار كافة ستتجه إلى شعبويي اليمين في حزب البديل لألمانيا (المعادي للهجرة)، الذين يتوقع أن يترجموا نجاحهم مؤخرا في عدد من المناطق، آخرها في مطلع أيلول/سبتمبر، بالدخول في برلمان محلي جديد بنسبة 14 إلى 15% من الأصوات، بحسب مؤسسات الاستطلاعات.

هذا الحزب الفتي الذي جعل من رفض استقبال المهاجرين محور خطابه، يسلب جميع التشكيلات الأخرى أصواتا "من الخضر إلى الاشتراكيين الديمقراطيين، مرورا بالمسيحيين الديمقراطيين"، بحسب الباحث.

كذلك قد يدخل البديل لألمانيا عددا من مجالس الدائرات، خصوصا في الأحياء المحيطة ببرلين الشرقية سابقا.

وبرغم ضعف الأثر الوطني لهذا الاستحقاق، سياتي في ختام عام انتخابي حساس للمستشارة، وهبوط كبير لشعبيتها وضربات انتخابية قاسية واستياء أكثر صخبا لدى الألمانيين القلقين من استقبال مليون مهاجر في 2015.

ولجأ أكثر من 79 ألف مهاجر في برلين في العام الماضي، بقي منهم أكثر من 52 ألفا. لكن استقبالهم الكارثي من طرف السلطات البلدية المضغوطة أكثر من طاقتها والمتهمة بالإهمال، أثار الامتعاض في مختلف أنحاء البلاد.

وما زال عدد من اللاجئين يقيم في مطار قديم في المدينة، فيما باتت قضية العثور على سكن، ليس فقط للاجئين، إحدى الإشكاليات الرئيسية في هذه المدينة التي فاق عدد سكانها 3.5 ملايين نسمة.

ويعرب أهل برلين عن قلقهم إزاء الارتفاع الحاد لإيجارات السكن، التي تبقى أقل بكثير منها في باريس أو لندن، وسط نسبة بطالة بين الأعلى في ألمانيا.

كما تتميز برلين التي يعشقها الشباب وتشكل عاصمة للشركات الصغيرة الناشئة بصورة متنوعة ثقافيا، وهي تشمل الجالية التركية الأكبر خارج تركيا وتضم 13.5% من المهاجرين. ولم يتردد رئيس بلديتها المنتهية ولايته في أخذ صورة له برفقة سيدة محجبة استخدمت على ملصق انتخابي.

يذكر أن أكثرية من سكن برلين (52%)، ترى أن اللاجئين مصدر إثراء لمدينتهم.

التعليقات