ضغوط على روسيا لوقف القصف المدمر لحلب

قالت روسيا، الجمعة، إن مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن هدنة في مدينة حلب السورية غير مقبول، بينما تواجه موسكو ضغطا دوليا متزايدا لوقف قصف مدمر للمدينة بدعم من القوة الجوية الروسية.

ضغوط على روسيا لوقف القصف المدمر لحلب

لافروف وآيرولت (أ ف ب)

قالت روسيا، الجمعة، إن مشروع قرار للأمم المتحدة بشأن هدنة في مدينة حلب السورية غير مقبول، بينما تواجه موسكو ضغطا دوليا متزايدا لوقف قصف مدمر للمدينة بدعم من القوة الجوية الروسية.

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، الجمعة، أن مشروع القرار الفرنسي يحوي عددا من النقاط غير المقبولة وإنه سيس قضية المساعدات الإنسانية.

لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قال إن موسكو على استعداد لدعم مقترح مثير للاهتمام لمبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا، بشأن قيامه شخصيا باصطحاب مقاتلي جبهة النصرة، فتح الشام حاليا، خارج مدينة حلب.

وأضاف لافروف، إن روسيا على استعداد لدعوة الحكومة السورية للسماح لمقاتلي جبهة النصرة بالانسحاب من مدينة حلب وأسلحتهم في أيديهم.

لكن مقاتلين معارضين قالوا إنهم لا يثقون في الأسد وحلفائه، وعبروا عن اعتقادهم بأن هذه الخطوة تهدف إلى إخراج السنة من شرق حلب.

ويأتي العرض بعد أسبوعين من بداية أعنف قصف في الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام ونصف على المحاصرين داخل القطاع الشرقي من حلب، تسبب في نسف مبادرة سلام تدعمها الولايات المتحدة.

ويعتقد أن أكثر من 250 ألف شخص محاصرون في أحياء حلب الشرقية، ويواجهون نقصا حادا في الطعام والدواء.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجمعة، إن 42% على الأقل من ضحايا قصف سلاح الجو الروسي للمدن السورية، الذي بدأ قبل عام، من المدنيين.

>> جرائم فظيعة

وحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، روسيا، الجمعة، على استخدام نفوذها لدى الحكومة السورية لإنهاء القصف المدمر لحلب، كما فتحت حكومتها الباب أمام إمكانية فرض عقوبات على روسيا لدورها في الصراع.

وفي واحد من أشد تصريحاتها حتى الآن، قالت ميركل، إنه لا يوجد في القانون الدولي ما يبيح قصف المستشفيات وإن موسكو يجب أن تستخدم نفوذها على الأسد لوقف قصف المدنيين.

وقالت لأعضاء حزبها في ألمانيا، "لروسيا كثير من النفوذ على الأسد، لا بد أن نوقف هذه الجرائم الفظيعة."

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن الأعمال الروسية والسورية ومنها قصف المستشفيات في سورية تستدعي تحقيقا في جرائم حرب.

وأضاف كيري للصحافيين، "الليلة الماضية هاجم النظام السوري مستشفى آخر وقتل 20 شخصا وأصيب 100، روسيا والنظام مدينان للعالم بأكثر من تفسير بشأن ضرب المستشفيات والمنشآت الطبية والأطفال والنساء، تلك أعمال تستدعي تحقيقا مناسبا بشأن جرائم حرب ويجب محاسبة مرتكبي هذه الأعمال."

وذكرت وكالة تاس للأنباء، أن روسيا قالت اليوم، إن الدعوات التي أطلقها كيري، لفتح تحقيق في أفعال موسكو في سورية، هي محاولة لصرف الانتباه عن فشل وقف إطلاق النار الذي دعمته روسيا والولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قولها، إن "من الخطورة بمكان اللعب بمثل هذه الكلمات، لأن جرائم الحرب تثقل أيضا كاهل المسؤولين الأميركيين."

في غضون ذلك، أظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات معلنة، أن روسيا عززت قواتها في سورية منذ انهيار وقف إطلاق النار في أواخر أيلول/ سبتمبر، حيث أرسلت قوات وطائرات وأنظمة صاروخية متطورة.

ويتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي، السبت، على مشروع قرار يدعو إلى هدنة فورية في حلب وفرض منطقة حظر طيران والسماح بدخول مساعدات إنسانية، كما "يطالب جميع الأطراف بأن تنهي القصف الجوي والطلعات العسكرية فوق مدينة حلب."

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك  آيرولت، من واشنطن، "غدا سيكون لحظة الحقيقة، لحظة الحقيقة بالنسبة لكل أعضاء مجلس الأمن، أجب بنعم أو لا، هل تريد وقفا لإطلاق النار في حلب؟ والسؤال موجه لشركائنا الروس على وجه الخصوص."

ومن المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو).

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، إن موسكو كانت تأمل أن المحادثات مع  آيرولت، الذي زار موسكو في وقت سابق هذا الأسبوع، "ستساعد في إيجاد سبيل للمضي قدما، وبدلا من ذلك لدينا الآن في نيويورك محاولة للابتزاز السياسي من خلال طرح مشروع قرار فرنسي بشأن الأزمة السورية للتصويت، ربما غدا، وهو غير مقبول بالنسبة لنا."

التعليقات