واشنطن تتهم روسيا بقرصنة إلكترونية وموسكو تنفي

واشنطن تتهم الحكومة الروسية بتوجيه عملية القرصنة الأخيرة لأنظمة البريد الإلكتروني التي تستخدمها المنظمات السياسية في الولايات المتحدة

واشنطن تتهم روسيا بقرصنة إلكترونية وموسكو تنفي

المتحدث باسم الكرملين، بيسكوف

اتهمت الحكومة الأميركية يوم أمس، الجمعة، الحكومة الروسية بتوجيه عملية القرصنة الأخيرة لأنظمة البريد الإلكتروني التي تستخدمها المنظمات السياسية في الولايات المتحدة.

وكشفت التدخلات، التي شملت أنشطة قرصنة حظيت بتغطية إعلامية لرسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالحزب الديمقراطي في تموز/يوليو، عن محاباة في المراتب العليا للحزب لهيلاري كلينتون على منافسها بيرني ساندرز.

وكشفت العديد من المواقع الإلكترونية، ومن بينها موقع ويكيليكس، عمليات الاختراق عشية المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في تموز/يوليو الماضي.

ودعم هذا الكشف شكاوى لساندرز، الذي جاء في المركز الثاني بعد كلينتون، من أن النظام الذي يستخدمه الحزب الديمقراطي في اختيار مرشحيه جرى 'التلاعب' فيه ضده . وقد أدت هذه الفضيحة إلى استقالة رئيسة الحزب ديبي واسرمان شولتز.

وقد أصدرت وزارة الأمن الداخلي ومدير الاستخبارات الوطنية بيانا مشتركا، يوم الجمعة، قالا فيه إن أجهزة الاستخبارات الأميركية 'واثقة' من أن الحكومة الروسية وجهت الهجمات الأخيرة، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف منظمات سياسية أميركية.

وذكر البيان 'هذه السرقات والكشف عنها تستهدف التدخل في العملية الانتخابية في الولايات المتحدة'.

وأضاف أن مسؤولي الاستخبارات والأمن الأميركيين يرون أنه 'بناء على حجم وحساسية هذه الجهود' إن كبار المسؤولين فقط في روسيا هم الذين ربما يكونوا قد منحوا الإذن لتنفيذ هذه الهجمات الإلكترونية.

وفي غضون أسابيع من الهجوم على اللجنة الوطنية الديمقراطية، ذكرت لجنة حملة الكونجرس الديمقراطية والتي تساعد المشرعين في حملاتهم الانتخابية، أنها تعرضت أيضا لهجوم.

ووجهت أصابع الاتهام إلى روسيا منذ البداية، إلا أن الكرملين نفى هذا الاتهام.

وكانت وزارة الأمن الداخلي قد قالت في وقت سابق إن الكشف عن عمليات القرصنة من خلال مواقع مثل ويكيليكس 'تتفق مع أساليب ودوافع الجهود الروسية الموجهة'، وتشبه تدخل موسكو في السياسة في أماكن أخرى.

وقال البيان الصادر يوم الجمعة إن الروس استخدموا أساليب وتقنيات مماثلة في أنحاء أوروبا وأوراسيا للتأثير على الرأي العام هناك.

وقال البيان أيضا إن بعض الولايات شهدت مؤخرا 'بحثا وتدقيقا' في النظم ذات الصلة بالانتخابات، والتي تمت في معظم الحالات من خوادم تشغلها شركة روسية.

من جهته، وصف المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية ، دميتري بيسكوف، المزاعم بأن القيادة الروسية مسؤولة عن القرصنة على الخوادم الإلكترونية للمنظمات السياسية الأميركية بأنها 'هراء'.

وأشار بيسكوف، في تصريحات ليلة أمس، الجمعة، لوكالة انترفاكس إلى أن الموقع الإلكتروني للكرملين يتعرض على نحو منتظم لهجمات مماثلة من الأراضي الأميركية.

وقال بيسكوف ' هذه هراء مرة أخرى. الموقع الإلكتروني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتعرض للهجوم من مئات الآلاف من القراصنة يوميا . الكثير من هذه الهجمات يمكن تتبعها إلى الأراضي الأمركية ، ولكننا لانلقي باللائمة على عاتق وكالة المخابرات المركزية الأميركية'.

وفي السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الاتهامات الأميركية بأن روسيا مسؤولة عن هجمات إلكترونية استهدفت منظمات تابعة للحزب الديمقراطي تفتقر لأي دليل، وهي محاولة من جانب واشنطن لتأجيج 'هستيريا مناهضة لروسيا غير مسبوقة'.

وقال نائب وزير الخارجية، سيرجي ريابكوف، اليوم السبت، في تصريحات نشرت على موقع الوزارة على الإنترنت 'هذا التأجيج للمشاعر فيما يتعلق بمخترقين روس يستخدم في الحملة الانتخابية الأميركية. والإدارة الأميركية الحالية -بمشاركتها في هذه المعركة- لا تمانع في استخدام حيل قذرة'.

اقرأ/ي أيضًا | ضغوط على روسيا لوقف القصف المدمر لحلب

وأضاف أن موسكو كررت عرضا لواشنطن، كانت قد تقدمت به لأول مرة العام الماضي، بإجراء مشاورات بشأن التعاون في محاربة جرائم الإنترنت.

 

التعليقات