على الطريق للبيت الأبيض: صراعات داخلية وتصفيات

زوج ابنة ترامب، جاريد كوشنر، يقود حملة تطهير في صفوف الطاقم الانتقالي * الطاقم الانتقالي يشهد حالة من الفوضى وإقاالات وصراعات داخلية

على الطريق للبيت الأبيض: صراعات داخلية وتصفيات

بعد أسبوع من فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، يشهد الطاقم الانتقالي المسؤول عن دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حالة من الفوضى وإقالات وصراعات داخلية وعدم قدرة على مواجهة سيل الاتصالات من زعماء العالم مع ترامب.

ونقل عن مسؤولين في الطاقم الانتقالي لترامب قولهم إنه يجدون صعوبة في تنفيذ الخطوات الأساسية في الطريق لاستبدال السلطة، ويضطرون لوضع الرئيس المنتخب في محادثات مع زعماء أجانب دون أن يكون بأيديهم وثائق وبيانات من وزارة الخارجية الأميركية.

ينضاف إلى ذلك أنه تمت إقالة اثنين من كبار المسؤولين في الطاقم الانتقالي، والذين قدموا المشورة في مجال الأمن القومي: عضو الكونغرس السابق من ميشيغان مايك روجرز وماتيو فريدمان.

وتبين أن كليهما كانا جزءا ممن طالتهما 'حملة التطهير'، بحسب مسؤولين آخرين، من قبل جاريد كوشنر، زوج ابنة الرئيس المنتخب ومستشاره.

وقد تمت إقالة الاثنين بعد الإقالة المفاجئة، الجمعة الماضي، لحاكم نيو جيرسي، كريس كريستي، الذي كان يقود الطاقم الانتقالي لترامب، وتم استبداله بنائب الرئيس المنتخب مايك بنس.

ونقل عن أحد كبار المسؤولين في الطاقم أن كوشنر يقيل بشكل منهجي مسؤولين مثل روجرز بسبب تقاربهم من كريستي، الذي أشغل في السابق منصب مدع عام فدرالي، وأرسل والد كوشنر إلى السجن، رغم أن كريستي كان من الجمهوريين القلائل الذين أعربوا علنا عن دعمهم دون تحفظ لترامب خلال الحملة الانتخابية.

وبحسب تقرير لشبكة 'أن بي سي'، فإن ما يشير إلى قوة كوشنر هو طلب ترامب، وبشكل غير مسبوق، منح كوشنر تصنيفا أمنيا عاليا، رغم عدم كونه قريبا له من الدرجة الأولى، لينضم إليه في البيانات الرئاسية اليومية التي بدأت يوم أمس. ومع ذلك فمن المتوقع أن ينتظر كوشنر أسابيع، أو أكثر، إلى حين الحصول على التصنيف الأمني. وعلم أن ترامب قد طلب يوم أمس تصنيفا أمنيا عاليا لباقي أبنائه.

إلى ذلك، يجد زعماء العالم صعوبة في تحديد كيف ومتى بإمكانهم إجراء اتصال مع ترامب. وبعضهم يتم تحويله إلى مكتب ترامب في مركز نيويورك بدون أي تبليغ مسبق أو إرشاد من وزارة الخارجية. وكان أول المتوجهين لترامب هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد ساعات معدودة من الإعلان عن فوزه في الانتخابات. وبعد وقت قصير تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو من إجراء اتصال.  وفي المقابل، فإن رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، لم تتمكن من إجراء اتصال إلا بعد مرور 24 ساعة رغم العلاقات الوثيقة بين بريطانيا والولايات المتحدة.

ورغم إدارة محادثات ترامب مع زعماء العالم بشكل غير عادي، فإن مستشاريه ينكرون أن يكون الطاقم الانتقالي يجد صعوبات غير عادية، ويدعون أنهم يعملون من وراء الكواليس على مدار الساعة، ويواجهون المشاكل ذاتها التي اضطر لمواجهتها كل رئيس أميركي في العقود الأخيرة.

وفي السياق ذاته، قال الرئيس السابق لبلدية نيويورك، رودي جولياني، المرشح لمنصب وزير الخارجية، إن العملية كلها تسير بشكل طبيعي، وإن الأمر مماثل لما كان عليه في عهد ريغان وكلينتون.

وفي المقابل، فإن إليوت كوهين، وهو مسؤول سابق في الخارجية الأميركية في عهد جورج بوش الابن، والذي كان قد انتقد ترامب أثناء الحملة الانتخابية، عدل عن رأيه بعد فوزه، وقال إنه يدرس بشكل إيجابي إمكانية أن يكون مستشارا له. إلا أنه كتب يوم أمس على حسابه في تويتر أنه غير رأية مرة أخرى، بعد أن تحدث مع مسؤولين في الطاقم الانتقالي، وكتب: 'ابتعدوا من هناك، هم غاضبون ومتعجرفون ويصرخون.. سيكون ذلك قبيحا'.

وأشارت تقارير إلى أن المصاعب التي يواجهها طاقم ترامب تؤكد على حقيقة أن ترامب، عديم التجربة في المرجل السياسي في واشنطن، والذي لم يكن حاكما أبدا، وجعل من نفسه وكيلا للتغيير في حملته الانتخابية، ليس لديه قائمة بأسماء مسؤولين كبار من عهد بوش والذين بالإمكان الاتصال بهم والتشاور معهم.

اقرأ/ي أيضًا | الأسد: ترامب قد يكون حليفا طبيعيا

وتبين أيضا أن كبار المتبرعين يجدون صعوبة في العثور على أشخص لإشغال مناصب أقل من درجة وزير. وبحسب ريفكا ميرسر، وهي من عائلة متبرعين محافظة، فإن الطاقم الانتقالي متأخر بما لا يقل عن شهر عن الجدول الزمني الأصلي.

التعليقات