بانون وميلر: الاستعلاء الأبيض في البيت الأبيض

"تولى الاثنان إدارة تلك العملية"، وأضاف أن تفسيرات الخبراء "ألغاها على الفور تقريبا البيت الأبيض والمقصود هنا بانون وميلر"

بانون وميلر: الاستعلاء الأبيض في البيت الأبيض

ستيف بانون (من اليسار) مع ستيفن ميلر (رويترز)

عندما أعدت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأمر التنفيذي الذي يقضي بتقييد الهجرة، كان ستيف بانون، الشعبوي الذي تؤكد التطورات أنه أصبح الذراع اليمنى للرئيس، هو الذي يضغط لأخذ موقف متشدد في هذا الأمر.

فقد فسر كبار المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي الأمر الرئاسي على أساس أن من يحملون بطاقات خضراء تسمح لهم قانونيا بالإقامة الدائمة القادمين من الدول السبع المستهدفة وأغلب سكانها من المسلمين لن يواجهوا أي إجراءات إضافية عند دخولهم إلى البلاد.

لكن المسؤولين قالوا إنه سرعان ما تدخل بانون، كبير خبراء الاستراتيجية بإدارة ترامب والذي أشرف على صياغة الأمر التنفيذي مع ستيفن ميلر، مستشار السياسات بالبيت الأبيض والحليف المقرب من بانون، لنقض هذا التفسير.

قال مسؤول كبير بوزارة الأمن الداخلي 'تولى الاثنان إدارة تلك العملية'، وأضاف أن تفسيرات الخبراء 'ألغاها على الفور تقريبا البيت الأبيض والمقصود هنا بانون وميلر'.

ووصف مسؤول كبير في الأمن الوطني الاثنين بأنهما 'مصارعان يشكلان فريقا' يدفع السياسات الرئيسية لترامب، بما في ذلك الأمر الخاص بالهجرة الذي حظر دخول اللاجئين وفرض حظرا مؤقتا على دخول مواطني سورية واليمن والعراق وإيران والسودان والصومال وليبيا إلى البلاد.

وأدى إدراج حاملي البطاقات الخضراء من هذه الدول إلى تصاعد المعارضة للأمر التنفيذي الذي قوبل بطعون قانونية واحتجاجات في المطارات وانتقادات حادة داخل الحزب الجمهوري بما في ذلك انتقادات من بعض حلفاء ترامب.

ويقول مسؤولو وزارة الأمن الداخلي إنه لم تحدث مشاورات تذكر من جانب البيت الأبيض مع وكالات الهجرة والجمارك والأمن الحدودي فيما يتعلق بتغير السياسة وهو ما أحدث بلبلة واسعة النطاق حول كيفية تنفيذ الأمر.

وقال مسؤول كبير بالإدارة إن الأمر التنفيذي راجعه 'مسؤولون رئيسيون' في وزارة الأمن الداخلي ومجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض وأن عددا من العاملين المختصين بالهجرة في الكونجرس شاركوا في صياغة الأمر.

لكن المسؤولين قالوا إن بانون كان هو القوة الدافعة في جميع المراحل. وامتنع البيت الأبيض عن التعقيب على دوره.

واتهم منتقدون بانون بأنه يكن مشاعر معادية للسامية وبأنه يميل لإعلاء شأن البيض.

وكان موقع برايتبارت الالكتروني في ظل قيادة بانون قد طرح عددا من نظريات المؤامرة عن هيلاري كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية في انتخابات الرئاسة عام 2016 وعن الجمهوريين الذين اعتبرهم يفتقرون إلى حسن النية.

وقد عزا بانون اهتمامه بالشعبوية والنزعة الوطنية إلى رغبته في الحد مما يعتبره الآثار السلبية للعولمة. ورفض ما وصفه ببعض الميول القومية والعرقية لدى البعض في هذه الحركة.

وأصبح بانون، المصرفي السابق في جولدمان ساكس وأحد قدامى المحاربين بالبحرية، المدير التنفيذي لحملة ترامب الانتخابية في آب/ أغسطس وساهم في انتصاره على كلينتون. ثم عينه ترامب مستشارا قانونيا وكبير المخططين الاستراتيجيين، وهما وظيفتان لا يتعين إقرارهما في الكونجرس.

وظهر بانون بصفة شبه دائمة إلى جانب ترامب في الأيام العشرة الأولى من إدارته. ويبدو أنه وسع بشدة نفوذه في تلك الأيام العشرة.

ومنحه ترامب مقعدا لم يسبقه إليه غيره ممن شغلوا منصبه في اجتماعات على أعلى مستوى بمجلس الأمن القومي ومن المحتمل أن يكون قد قلص الدور الذي يلعبه مدير المخابرات الوطنية ورئيس هيئة الأركان المشتركة.

وقال مسؤول بمجلس الأمن القومي إن بانون أكد أيضا سلطته على كل البيانات المكتوبة الصادرة عن البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ورد وثائق من أجل إعادة صياغتها وفقا لما يراه ملائما.

ووصف منتقدون، ومنهم أربعة من كبار ضباط المخابرات الأميركية، قرار إضفاء الصبغة الرسمية على دور بانون في اجتماعات مجلس الأمن القومي بأنه خطأ فيه مجازفة بإقحام السياسة في قرارات الأمن القومي.

ودافع المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، يوم الإثنين عن إشراك بانون في اجتماعات مجلس الأمن القومي.

وقالت مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، سوزان رايس، في رسالة على تويتر 'هذا جنون مطبق. بعد أسبوع من الجنون'.

وقال مسؤول كبير بوزارة الأمن الداخلي وشخصيتان في واشنطن تعملان عن كثب مع البيت الأبيض في مسألة الهجرة وعدة موضوعات أخرى، إن أفكار بانون وميلر تطغى على آراء بعض المستشارين المعتدلين مثل راينس بريباس كبير موظفي البيت الأبيض.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين والمسؤول بوزارة الأمن الداخلي، إن بريباس شعر بأنه عين عددا كافيا من الجمهوريين المعتدلين في مناصب رئيسية في البيت الأبيض لإحداث التوازن مع بانون وميلر، غير أنه يشعر بالإحباط لنفوذهما الكبير خاصة في قضايا الهجرة والأمن القومي.

واعتبر البيت الأبيض هذه الآراء من قبيل الثرثرة.

التعليقات