ألمانيا: الشرطة تداهم منازل أئمة بشبهة التجسس لصالح أنقرة

الاشتباه بأربعة أئمة بالتجسس على أتباع غولن، الذي يحمله اردوغان مسؤولية انقلاب تموز/يوليو الفاشل ضده* النمسا أيضا تتهم رجال دين أتراك لديها بالتجسس على أتباع غولن لصالح أنقرة

ألمانيا: الشرطة تداهم منازل أئمة بشبهة التجسس لصالح أنقرة

ميركل وبن علي في أنقرة، مطلع شباط الحالي (أ.ف.ب.)

داهمت الشرطة الألمانية اليوم، الأربعاء، منازل أربعة أئمة يشتبه بتجسسهم لصالح حكومة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بحسب ما ذكر مسؤولون.

والأئمة الأربعة مشتبهون بالتجسس على أتباع الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي يحمله اردوغان مسؤولية انقلاب تموز/يوليو الفاشل ضده.

وأعلنت المتحدثة باسم النيابة الفدرالية، فراوكه كولر، في كلمة وجيزة أمام الصحافيين، أنه لم تحصل توقيفات. وبعد عمليات الدهم أشار المدعون العامون في بيان إلى الاشتباه في رفع الأئمة تقارير عن أتباع غولن إلى القنصلية التركية في مدينة كولونيا. لكن السلطات لم تكشف عن هويات رجال الدين أو جنسياتهم.

وذكر موقع 'شبيغل' الإخباري الالكتروني أن الأئمة الأربعة ينتمون إلى الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية ('ديتيب')، وهي المنظمة الأكبر للجالية التركية المسلمة في ألمانيا التابعة مباشرة لأنقرة وتدير شؤون حوالي 900 مسجد أو جماعة دينية في ألمانيا.

وتشتبه السلطات الألمانية ببدء أنشطتهم تنفيذا لمذكرة تعليمات صادرة عن رئاسة الشؤون الدينية التركية ('ديانت') التابعة مباشرة لمكتب رئيس الوزراء بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر، حملت فيها حركة الداعية المقيم في المنفى في الولايات المتحدة مسؤولية الانقلاب.

وأضافت كولر أن الشرطة صادرت أثناء المداهمات، التي جرت في شمال الراين- وستفاليا وراينلاند بفالز، 'أجهزة اتصال وقواعد بيانات ووثائق مكتوبة'.

وناشدت وزيرة العدل الألمانية، هايكو ماس، 'ديتيب' كشف الحقيقة 'فورا وبالكامل' بشأن هذه الشبهات، مضيفة أن 'من يستغل الإسلام غطاء لأعمال تجسس لا يمكنه المطالبة بالحرية الدينية'.

وقالت 'در شبيغل' نقلا عن مدير استخبارات شمال الراين- وستفاليا، إن 13 إماما على الأقل من الاتحاد في هذه المنطقة نقلوا أسماء مؤيدين لحركة غولن إلى أنقرة.

من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية النمساوية اليوم، إنها تدرس ملفات رفعها نائب الخضر، بيتر بيلز، الخبير في الشؤون الأمنية الذي يتهم الاتحاد التركي الإسلامي في أوروبا ('أتيب')، فرع 'ديتيب' في النمسا بالتجسس لصالح أنقرة.

ويدعي بيلز حيازته معلومات تثبت 'ضلوع ('أتيب') في مراقبة أنصار حركة غولن وأكراد ومعارضين وصحافيين'، الأمر الذي نفاه الاتحاد.

ويعيش في ألمانيا حوالي ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية، وهي الجالية التركية الأكبر في العالم في المهجر.

وأثار رفض ألمانيا تسليم مئات المشتبه بهم المرتبطين بالانقلاب وبحزب العمال الكردستاني واليسار المتشدد، غضب إردوغان. وأغضبت حكومة إردوغان برلين أيضا بسبب حملات انتخابية تتوجه إلى الناخبين الأتراك في ألمانيا.

ويلقي رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، خطابا السبت المقبل في أوبرهاوزن في شمال الراين-وستفاليا، لحث الأتراك هناك على التصويت بـ'نعم' في استفتاء 16 نيسان/أبريل المقبل، الذي يعزز صلاحيات إردوغان الرئاسية.

وقال مفوض الاندماج في ألمانيا، أيدان أوزوغوز، لصحيفة 'بيلد' أن أنقرة، من خلال مثل هذه التحركات، 'تعمق الانقسامات' بين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا.

التعليقات