أزمة تركيا وهولندا وألمانيا على مسرح الانتخابات الفرنسية

أثار قرار استقبال وزيرة الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في فرنسا مودة جدل حاد بين المرشحين، بعد أن منعته السلطات الهولندية من إقامة تجمع تركي داعم للتعديل الدستوري على أراضيها، إذ شارك الوزير التركي بلقاء في مدينة ميتز لدعم التعديل ال

أزمة تركيا وهولندا وألمانيا على مسرح الانتخابات الفرنسية

جاووش أوغلو في فرنسا بعد منعه من الهبوط في هولندا (أ.ف.ب)

يتسابق مرشحو الرئاسة الفرنسيون مؤخرًا لاستغلال أي حدث أو قرار تتخذه الحكومة الفرنسية من أجل كسب المزيد من الأصوات، عن طريق دعمه أو نقده أو اتخاذ موقف قد يرفع نسبة التأييد لدى المرشح، وعلى رأسها كان ملف تعديل الدستور التركي والأزمة الدبلوماسية بين هولندا وتركيا وخلاف الأخيرة مع ألمانيا.

وأثار قرار استقبال وزيرة الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، في فرنسا مودة جدل حاد بين المرشحين، بعد أن منعته السلطات الهولندية من إقامة تجمع تركي داعم للتعديل الدستوري على أراضيها، إذ شارك الوزير التركي بلقاء في مدينة ميتز لدعم التعديل الدستوري.

 وتحدث الوزير التركي أمام أكثر من 800 شخص، طالبا منهم التصويت الإيجابي على تعديل الدستور التركي، كي يتمَّ الانتقال من النظام البرلماني إلى نظام رئاسي، يتم من خلاله تعزيز صلاحيات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.

ويشكل الموقف الفرنسي استثناء بين مواقف العديد من الدول الأوربية، من بينها ألمانيا والنمسا وهولندا، التي رفضت السماح بتنظيم مثل هذه اللقاءات الانتخابية، وبالتالي عدم السماح لشخصيات سياسية تركية رسمية بالتحدث أمام الجماهير التركية.

وبرر وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك آيرولت، موقف بلاده الإيجابي من حضور شخصيات تركية على الأراضي الفرنسية، بـ'غياب أي تهديد للنظام العام. وبالتالي لم يكن ثمة من سبب لحظر هذا التجمع'، علما أن هذا التجمع، أيضا: 'لم يكن يُمثّل أي تدخل في الحياة السياسية الفرنسية'.

لكن مرشح اليمين الفرنسي عن حزب الجمهوريون، فرانسوا فيون، الذي يعتبر من أشد معارضي دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، عارض بشدة الموقف الحكومي الفرنسي، وقال في بيان إن 'الحكومة الفرنسية لم تحسن إدارة المشكلة، من البداية حتى النهاية'، في الوقت الذي كان 'يتوجب عليها حظر هذا التجمع التركي على الأراضي الفرنسية'. واعتبر الموقف الفرنسي 'إخلالًا بالتضامن الأوروبي، في وقت كان يتحتم فيه الالتزام بموقف أوروبي موحد'.

ودافع فرانسوا فيون عن الموقفين الألماني والهولندي، في وجه الانتقادات و'الشتائم' التركية. وقال، وهو الرافض من قبل لأي انضمام تركي للاتحاد الأوروبي، إن تركيا 'تبتعد كل يوم بشكل أكبر عن القِيَم التي تؤسس المشروع الأوروبي'.

ولم تقتصر المعارضة على فيون، إذ صدر موقف مشابه من قبل حزب 'الجبهة الوطنية' المتطرف، الذي لا يخفي عداءه لمنح العضوية لبلد إسلامي كتركيا، فغردت مارين لوبان: 'لماذا علينا أن نتسامَح على أرضنا مع خطابات ترفضها ديمقراطيات أخرى؟ لا للحملة الانتخابية التركية في فرنسا'، في حين صرَّح أحد قيادييها، المحامي جيلبرت كولار: 'مسكينة فرنسا التي تقبل مكبوتات مُستبدّ'.

كما عبّر المرشح دوبونت إنيان عن 'شعوره بالعار من هذا التجمع'. وتدخل المرشح اليميني المستقل، ومستشار ساركوزي السابق، على الخط، فعاب على فرنسا عدم تضامنها مع دولتين أوروبيتين أخريين، ألمانيا وهولندا، وصفهما الرئيس التركي بالنازية.  

وحتى حزب الخضر، الذي لا يخفي دعمه للطموحات الاستقلالية الكردية، عبّر عن استهجانه السماح بانعقاد هذا التجمع 'الذي يجعل من فرنسا المتواطئ الضمني مع الانحراف الذي تعرفه تركيا اليوم'.

التعليقات