حملة ماكرون تتعرض لهجمة سيبرانية هائلة ومنسقة

مقربون من ماكرون يقولون إنه تم خلط وثائق أصلية بوثائق مزيفة بهدف زرع البلبلة والشكوك، وأن من فعل ذلك عمل على المس بالديمقراطية قبل ساعات معدودة من الجولة الانتخابية الثانية

حملة ماكرون تتعرض لهجمة سيبرانية هائلة ومنسقة

قالت حملة مرشح انتخابات الرئاسة الفرنسية، إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، إنها وقعت ضحية عملية اختراق إلكتروني (سيبرانية) هائلة ومنسقة أدت إلى تسريب مئات الوثائق الداخلية قبل ساعات من انتهاء حملة الانتخابات رسميا.

وأضافت أن الوثائق تظهر فقط العمل الطبيعي للحملة الانتخابية إلا أن الوثائق الحقيقية اختلطت بأخرى زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر "الشك والتضليل".

وعلم أن كميات كبيرة من الرسائل الإلكترونية والتقارير المالية التابعة لحملة ماكرون الانتخابية قد تسربت إلى الشبكة قبل ساعات من انتهاء الحملتين الانتخابيتين كما يلزم القانون الفرنسي.

يشار إلى أنه من المقرر أن تفتح الصناديق يوم غد، الأحد، ويدلي الناخبون بأصواتهم لحسم المعركة الانتخابية بين ماكرون، وبين مرشحة اليمين مارين لوبان.

ونقل عن مصادر في حملة ماكرون قولها إن نحو 9 جيغا بايت من المعلومات نشرت من قبل مستخدم أطلق على نفسه "EMLEAKS" في موقع "Pastebin" الذي يتيح نشر وثائق بشكل سري.

ولا يزال من غير الواضح من هي الجهة المسؤولة عن عملية تسريب مئات الوثائق، التي يفترض أن المعلومات المتضمنة فيها ألا تؤثر على مواقف الناخبين.

وأضافت المصادر أن الوثائق التي تم تسريبها كانت قد سرقت قبل عدة أسابيع، وذلك بعد اقتحام عدة حسابات بريد إلكتروني مهنية وشخصية لحركة "إلى الأمام" التي يقودها ماكرون.

ونقل عن مقربين من ماكرون قولهم إنه تم خلط وثائق أصلية بوثائق مزيفة بهدف زرع البلبلة والشكوك، وأن من فعل ذلك عمل على المس بالديمقراطية قبل ساعات معدودة من الجولة الانتخابية الثانية، كما حصل في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وبحسب المصادر فإن نشر الوثائق لا يثير قلق ماكرون باعتبار أنها "تشير إلى إداء طبيعي لحملة انتخابية رئاسية".

يذكر أنه تم توجيه أصابع الاتهام، خلال الحملة الانتخابية المشحونة في فرنسا، بشأن الهجمات السيبرانية إلى روسيا بهدف مساعدة مرشحة اليمين لوبان. وفي المقابل، فقد نفى الكرملين، في شباط/فبراير الماضي، أن يكون له دور في ذلك.

كما تجدر الإشارة إلى أن حملة ماكرون كانت قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها كانت هدفا لخمس هجمات سيبرانية منذ كانون الثاني/ يناير، ولكن لم يتم الكشف عن أية معلومات ذات صلة بالحملة الانتخابية. وقبل هذا النشر،  نشرت شركة أمن المعلومات الدولية "تراند ميكرو" تقريرا يؤكد أن قراصنة (هاكرز) مرتبطين بروسيا حاولوا اقتحام حواسيب الحملة الانتخابية لماكرون. ولم يتم استبعاد أن يكونوا نفس القراصنة الذين هاجموا الحملة الانتخابية للمرشحة الأميركية هيلاري كلينتون، العام الماضي.

وأثارت الهجمات الأخيرة عمليات مقارنة مع المعركة الانتخابية الأميركية، والتي أعلنت الوكالات الاستخبارية الأميركية، خلالها، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد أصدر تعليمات بالتدخل في الانتخابات لمصلحة دونالدر ترامب، حيث أنه إلى جانب اقتحام حواسيب الحزب الديمقراطي، فقد تم اقتحام حواسيب الحزب الجمهوري ونشر وثائق تمس بوزيرة الخارجية الأميركية، سابقا، هيلاري كلينتون.

التعليقات