عينت وزارة العدل الأميركية رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية الأسبق (FBI)، روبرت مولر، مدعيا خاصا للإشراف على التحقيقات في العلاقة بين الكرملين وبين الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.
جاء ذلك بعد أن نشر يوم أمس، الأربعاء، أن ترامب طلب من رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية، الذي أقيل مؤخرا، جيمس كومي، وقف التحقيقات بشأن علاقة المستشار السابق للأمن القومي، مايكل فلين، مع روسيا.
وقال نائب وزير العدل، رود روينشتاين، إن قراره بتعيين مولر لا يشير إلى أنه حصلت مخالفات أو ستقدم لائحة اتهام. وقال إنه واثق من أن مستشار خاصا ضروري من أجل أن يثق الأميركيون بنتائج التحقيق.
يذكر أن وزير العدل نفسه، جيف سشنز، امتنع عن المشاركة في التحقيق، وذلك بعد تقارير تحدثت عن لقائه مع جهات روسية خلال الحملة الانتخابية، وضلل الكونغرس عندما سئل عن هذا الشأن تحت القسم، في جلسة استماع بعد تعيينه.
يذكر، أنه بعد إقالة كومي، الأسبوع الماضي، تصاعدت الدعوات التي تطالب بإجراء تحقيق مستقل حول مدى تدخل الكرملين في الانتخابات. وكان قد صرح رئيس لجنة المراقبة في مجلس النواب، جيسون تشافيتس، أنه استدعى كومي للإدلاء بشهادته الأسبوع القادم.
وتسعى اللجنة للتحقيق فيما إذا حاول ترامب التدخل في التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفدرالية.
وكان قد طلب تشافيتس من مكتب التحقيقات الفدرالية تقدم 'كافة القصاصات والتخليصات والتسجيلات' للمباحثات بين ترامب وكومي حتى موعد أقصاه الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
يشار إلى أن كومي كان قد وثق في الشهور الأربعة الأخيرة كل محادثة وكل لقاء كان له مع ترامب منذ دخول الأخير إلى البيت الأبيض. أما الوثيقة التي يجري الحديث عنها فقد كتبت في شباط/ فبراير الماضي، أي بعد يوم واحد من استقالة فلين من منصبه على خلفية التحقيقات بعلاقاته مع روسيا.
وكتب كومي أن ترامب طلب منه التخلي عن التحقيق ضد فلين، وذلك في محادثة شخصية جرت بينهم افي البيت الأبيض.
كما كتب أن ترامب أطلق على فلين 'شاب جيد'. وبحسب كومي، فإنه لم يرد على طلب الرئيس.
وكتبت 'واشنطن بوست'، لاحقا، أن وثيقة كومي، التي تمتد على صفحتين، تشتمل على تفاصيل كثيرة من المحادثة المشار إليها مع ترامب.
وكتبت 'نيويورك تايمز' أن 'هذا هو الدليل الأوضح على أن ترامب حاول التأثير المباشر على تحقيقات وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالية المتصلة بعلاقات مقربين منه بروسيا'.
ونفى البيت الأبيض صحة هذه التقارير، وعقب بالقول إنه 'في حين يعبر الرئيس بشكل متواصل عن موقفه بأن الجنرال فلين هو شخص متزن خدم الدولة ودافع عنها، فهو لم يطلب أبدا من كومي أو من أي شخص آخر إنهاء أي تحقيق، بما في ذلك التحقيق المتصل بفلين'.
إلى ذلك، قال السناتور الجمهوري جون ماكين، فجر اليوم، في واشنطن، في تصريحات وصفت بأنها الأكثر حدة في داخل الحزب الجمهوري، جاء فيها أن التحقيقات بشأن روسيا وترامب 'تقترب من حجم ووترغيت'.
التعليقات