"الديمقراطية السعودية" تربك الخارجية الأميركية

مساعد وزير الخارجية الأميركية يلتزم الصمت مدة تزيد عن 20 ثانية عندما سئل عن الديمقراطية السعودية * في عنوانها الرئيسي كتبت المدونة التقدمية ماذر جونز إن "الصمت أبلغ من الكلام في وزارة الخارجية في بعض الأحيان"..

"الديمقراطية السعودية" تربك الخارجية الأميركية

بينما أشاد المسؤولون الأميركيون، يوم أمس الثلاثاء، بزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أربك سؤال واحد عن 'الديمقراطية في السعودية' مسؤولا كبيرا في وزارة الخارجية، وفكر طويلا قبل أن يرد بمهاجمة إيران.

وأشاد الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر بنجاح 'غير مسبوق' في السياسة الخارجية التي 'وحدت العالم المتحضر في مكافحة الإرهاب والتطرف'. ورأى سبايسر ان زيارة ترامب الى السعودية 'تاريخية' و'لا تصدق' و'استثنائية'.

وعلى الرغم من الانتقادات بشأن حقوق الإنسان، أبرم ترامب عقودا تجارية بقيمة 380 مليار دولار، بينها 110 مليارات دولار لتزويد السعودية بأسلحة.

لكن في وزارة الخارجية الأميركية، بدا مساعد وزير الخارجية ستيوارت جونز مربكا خلال مؤتمر صحافي.

وكان جونز قد أشغل منصب سفير واشنطن في الأردن ثم في العراق خلال الولاية الثانية لباراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري. وعين قبيل تسلم ترامب ووزير الخارجية الجديد، ريكس تيلرسون، مهامهما مديرا موقتا لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية، مع بطء الإدارة الجديدة في تعيين المناصب الأساسية في الوزارة.

ورافق جونز وزير الخارجية، تيلرسون، إلى السعودية وإسرائيل، الأسبوع الماضي، والتقى صحافيين الثلاثاء لإطلاعهم على إنجازاتها.

وكانت تصريحاته عن النجاح في بناء العلاقات مع السعودية وقادة العالمين العربي والإسلامي تتطابق مع ما قاله سبايسر.

لكن عندما سأله صحافي من وكالة فرانس برس عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن الحوكمة الديمقراطية يمكن أن تساعد في الحد من التطرف، التزم الصمت.

وأشار الصحافي إلى أن تيلرسون انتقد سلوك إيران في ما يتعلق بالانتخابات التي جرت خلال الشهر الجاري هناك، لكنه يقف إلى جانب المسؤولين في السعودية.

وسأل صحافي فرانس برس 'كيف تصف التزام السعودية بالديموقراطية، وهل تعتبر الإدارة الأميركية أن الديمقراطية تشكل سدا أو حاجزا في وجه التطرف؟'.

وصمت جونز لعشرين ثانية، وبدا عليه أنه يفكر في الجواب، ثم كرر انتقاداته للديمقراطية في إيران.

وصرح جونز أن زيارة ترامب وتيلرسون حققت تقدما في العمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة التطرف القادم من إيران. وقال إن 'أحد مصادر التطرف، أحد التهديدات الإرهابية ينبع من جزء من جهاز الدولة الإيرانية الذي لا يلبي بتاتا تطلعات ناخبيه'.

ولم يتلق المسؤول أي سؤال بعد ذلك، لكن المراقبين علقوا بسرعة على الحادثة.

وقال شادي حميد الذي يعمل في مركز 'بروكينغز إنستيتيوت' وألف كتبا عن الإسلام 'إنه أطول توقف أشهده في حياتي من قبل مسؤول أميركي'.

وفي عنوانها الرئيسي، كتبت المدونة التقدمية ماذر جونز إن 'الصمت أبلغ من الكلام في وزارة الخارجية في بعض الأحيان'.

وأشارت مواقع إلكترونية أخرى إلى أن المسؤول الأميركي 'صدمه السؤال'، بينما أطلقت نكات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتداول تسجيل الفيديو للقاء بشكل واسع.

لكن آخرين دافعوا عن جونز مشيرين إلى أنه يدافع عن سياسة لم يصنعها.

 

التعليقات