ضربة انتخابية موجعة: ماي ستشكل حكومة والأوروبيون يطالبونها بالإسراع

ماي ستطلب تفويضا من الملكة إليزابيث بتشكيل حكومة* مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانية: نحتاج حكومة يمكنها العمل. ومع وجود شريك تفاوضي ضعيف يكمن خطر أن تأتي المفاوضات بنتائج سيئة للجانبين

ضربة انتخابية موجعة: ماي ستشكل حكومة والأوروبيون يطالبونها بالإسراع

وسط لندن، اليوم (أ.ف.ب.)

تسعى زعيمة حزب المحافظين ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى تشكيل حكومة جديدة بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية، التي شكلت ضربة قاسمة موجعة لرئيسة الوزراء التي بادرت لإجراء هذه الانتخابات قبل ثلاث سنوات من موعدها، فيما طالب الأوروبيون ماي بالإسراع بتشكيل الحكومة من أجل بدء مفاوضات بريكست.

وقال متحدث باسم مكتب ماي إنها ستطلب تفويضا من الملكة إليزابيث الثانية بتشكيل حكومة جديدة للبلاد اليوم، الجمعة. وأخفقت ماي في الحصول على أغلبية مطلقة في الانتخابات العامة التي جرت أمس، الخميس.

وعلى صعيد الاتحاد الأوروبي، قال وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، اليوم، إنه يأمل أن تشكل بريطانيا حكومة قريبا، لإجراء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال غابرييل في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ببلدة فولفنبوتل الألمانية، إن 'ما آمله فحسب هو تشكيل حكومة سريعا يمكننا التفاوض معها بصورة جدية وأن نبقي، إن أمكن، بريطانيا قريبة قدر المستطاع من الاتحاد الأوروبي'.

وأضاف أن نتيجة الانتخابات، وهي ضربة لماي التي أيدت الخروج من الاتحاد الأوروبي، أظهرت أن البريطانيين 'لن يتم اللعب معهم'.

وتابع 'أعتقد أن رسالة الانتخابات هي: إجراء مناقشات عادلة مع الاتحاد الأوروبي والتفكير مجددا فيما إذا كان من الجيد لبريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة'.

*ضربة قاصمة

ووجه الناخبون البريطانيون ضربة قاصمة لماي في انتخابات مبكرة كانت قد دعت إليها لتعزيز موقفها في محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي وأفقدوها أغلبيتها البرلمانية على نحو يلقي بالبلاد في خضم اضطراب سياسي.

ولم يخرج فائز واضح من الانتخابات البرلمانية. وأشارت ماي التي خذلتها النتائج إلى أنها ستواصل النضال. أما منافسها زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، فقال إنه يجب عليها أن تستقيل.

وبعد ليلة من أكثر الأمسيات المفعمة بالمشاعر في سجل الانتخابات البريطانية، وصف سياسيون ومعلقون قرارها إجراء الانتخابات بأنه خطأ فادح وتهكموا من أدائها خلال الحملة الانتخابية.

وبعد إعلان نتائج 643 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 650 مقعدا، حصل المحافظون على 315 مقعدا. لكن رغم فوزهم بأكبر عدد من المقاعد، لم يتمكنوا من الاستحواذ على العدد المطلوب لتحقيق أغلبية برلمانية وهو 326 مقعدا. وحصل حزب العمال على 261 مقعدا.

وفي حين أن من المقرر بدء المحادثات بالغة التعقيد المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في غضون عشرة أيام فقط، لا يبدو واضحا من سيشكل الحكومة القادمة ولا الاتجاه الأساسي الذي ستسلكه محادثات الخروج.

وقالت ماي، بعد أن فازت بمقعدها البرلماني عن دائرة ميدنهيد قرب لندن، إنه 'في هذا الوقت، أكثر ما يحتاجه هذا البلد هو فترة من الاستقرار'.

ومضت قائلة وقد بدت عليها علامات التجهم، إنه 'إذا كان... حزب المحافظين قد فاز بأكبر عدد من المقاعد وعلى الأرجح بأكبر عدد من الأصوات فسيكون لزاما علينا أن نضمن تحقيق تلك الفترة من الاستقرار وهذا هو ما سنفعله بالضبط'.

أما كوربين، فقال بعد أن فاز بمقعده في شمال لندن إن محاولة ماي الفوز بتفويض أكبر أتت بأثر عكسي. وأضاف أن 'التفويض الذي خرجت به هو فقد مقاعد للمحافظين وفقد أصوات وفقد دعم وفقد ثقة. أظن أن هذا يكفي لترحل وتفسح الطريق لحكومة تمثل حقا كل الناس في هذا البلد'.

ومن منظور الاتحاد الأوروبي، فإن مجريات الأمور ربما تعني تأخر البدء في محادثات الانسحاب من التكتل وزيادة احتمال فشل المفاوضات.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانية، جونتر أوتينغر، في تصريحات للإذاعة الألمانية، إنه 'نحتاج حكومة يمكنها العمل... ومع وجود شريك تفاوضي ضعيف يكمن خطر أن تأتي المفاوضات بنتائج سيئة للجانبين'.

وكانت ماي قد فاجأت الجميع حين أعلنت قبل سبعة أسابيع عن إجراء انتخابات مبكرة رغم أن الانتخابات لم تكن مقررة قبل 2020. وفي تلك الفترة توقعت استطلاعات الرأي أن تزيد ماي بقوة من الأغلبية الهزيلة التي ورثتها عن رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون.

 

 

التعليقات