ألمانيا: هجوم هامبورغ يعيد الجدل بشأن اللاجئين

بعد هجوم هامبوغ، يوم أمس الجمعة، عاد الجدل حول استقبال اللاجئين إلى الواجهة ثانية في ألمانيا، خاصة بعد أن تبين أن منفذ الهجوم هو طالب لجوء رفض طلبه

ألمانيا: هجوم هامبورغ يعيد الجدل بشأن اللاجئين

(أ ف ب)

بعد هجوم هامبوغ، يوم أمس الجمعة، عاد الجدل حول استقبال اللاجئين إلى الواجهة ثانية في ألمانيا، خاصة بعد أن تبين أن منفذ الهجوم هو طالب لجوء رفض طلبه.

وكان قد أسفر الهجوم عن سقوط قتيل تعرض للطعن داخل سوبرماركت، وستة جرحى هم خمسة رجال وامرأة، وصفت إصابات بعضهم خطيرة، بحسب حصيلة لصحيفة "بيلد" الأوسع انتشارا في ألمانيا، والتي عنونت عددها ليوم السبت "اعتداء السوبرماركت".

وكشف رئيس بلدية هامبورغ، أولاف شولتس، أن منفذ "الاعتداء المشين" طالب لجوء رفض طلبه، وتعذر ترحيله لعدم توافر وثائق قانونية لديه.

وقال رئيس البلدية "ما يزيد من غضبي هو أن منفذ الاعتداء شخص كان يسعى على ما يبدو للحصول على اللجوء في ألمانيا، وقد وجه حقده علينا".

وأبدى شولتس أسفه لأن "الأمر يتعلق بأجنبي في طور الترحيل لم يتسن طرده لأنه لم يكن يحمل أوراقا ثبوتية".

ويأتي هذا الهجوم بعد اعتداء سابق من هذا النوع، وهو الهجوم دهسا بشاحنة الذي استهدف حشدا في سوق للميلاد في برلين في كانون الأول/ديسمبر. ونفذ اعتداء برلين التونسي أنيس العامري الذي كان هو أيضا طالب لجوء رفض طلبه، ولم يتم ترحيله من ألمانيا لعدم حمله أوراقا ثبوتية. وعلى مدى اشهر نفت تونس أن يكون العامري من رعاياها.

وطالب رئيس بلدية هامبورغ بمزيد من التشدد في التدابير، وقال "إن هذا يثبت كم أن الحاجة ملحّة لإزالة هذا النوع من العوائق العملية والقضائية التي تعترض إجراءات الترحيل".

وقد يسهم هذا الهجوم الجديد في عودة الجدل حول اللاجئين إلى الواجهة بعد أن ظنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي قررت فتح الحدود أمام موجة اللاجئين في 2015، أنها طوت صفحته عشية انتخابات تشريعية مقررة في 24 أيلول/سبتمبر.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم كبير لميركل في الأشهر الأخيرة، بموازاة تراجع مسألة اللاجئين من الاهتمامات اليومية للرأي العام، بعد وصول أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016.

وأشار آخر استطلاع للراي نشره معهد فورسا إلى حصول حزبها المحافظ على 40% من نوايا الأصوات مقابل 22% لخصمه الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي قد يجد نفسه في صفوف المعارضة بعد الانتخابات في حين أنه شريك أقلي في الائتلاف الحاكم.

وبعد تراجعه على مدى أشهر، استغل حزب "البديل لألمانيا" القومي اليميني المعادي للهجرة اعتداء هامبورغ للعودة إلى الواجهة.

وكتبت بياتريكس فون شتورك المسؤولة في الحزب في تغريدة على تويتر أن الاعتداء "مرتبط بالإسلام". وأضافت متوجهة إلى ميركل "حاولي أن تدركي ذلك".

يشار إلى أن منفذ اعتداء هامبورغ شاب في الـ26 من العمر من مواليد الإمارات، وكان يقيم في مركز للاجئين في هامبورغ، جرت مداهمته، مساء الجمعة، على ما أعلنت الشرطة السبت دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

وبحسب وسائل إعلام ألمانية فإن السلطات كانت على علم بارتباط منفذ الاعتداء بالأوساط الإسلامية. وبحسب "بيلد" فإن دلائل عدة "تشير إلى التطرف الإسلامي".

وكتبت صحيفة "شبيغل" أن منفذ الاعتداء يعاني من مشاكل نفسية، وأنه يتعاطى المخدرات، ما يلقي الكثير من علامات الاستفهام حول دوافعه.

وأعلنت الشرطة أنها حتى الساعة لا تستبعد أي فرضية، وتقوم بالتحقيق "في كل الاتجاهات".

 

التعليقات