ترامب يعرض إستراتيجيته بشأن أفغانستان قد تتناقض مع تصريحات سابقة

بعد أن اعتبر أن الحرب على أفغانستان "خطأ شنيعا" وتراجع عنه، من المقرر أن يعرض ترامب إستراتيجيته بشأن أفغانستان، وسط توقعات بأن تتضمن إرسال جنود إضافيين علما أنه سبق وأن دعا لمغادرة أفغانستان ووقف هدر عشرات المليارات هناك

ترامب يعرض إستراتيجيته بشأن أفغانستان قد تتناقض مع تصريحات سابقة

(أ ف ب)

بعد أن اعتبر أن الحرب على أفغانستان "خطأ شنيعا" وتراجع عنه، من المقرر أن يعرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الليلة، إستراتيجيته بشأن أفغانستان، وسط توقعات بأن تتضمن إرسال جنود إضافيين يقدر عددهم بأربعة آلاف جندي، علما أنه سبق وأن دعا لمغادرة أفغانستان ووقف هدر عشرات المليارات هناك.

ومن المقرر أن يلقي خطابه في قاعدة "فورت ماير"، جنوب غرب واشطن، في الساعة 91:00 بتوقيت غرينتش.

يذكر في هذا السياق، أنه بعد 16 عاما من اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر التي تذرعت بها واشنطن لاحتلال أفغنستان وإسقاط نظام طالبان في كابل، فإن النظام الأفغاني لا يزال هشا أمام تهديدات حركة طالبان.

كما تجدر الإشارة إلى أنه بعد ان انتخب على وعد بانهاء النزاع في أفغانستان، اضطر باراك أوباما، سلف ترامب، إلى التخلي عن السحب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان نهاية 2016.

وفي مؤشر على طريقة عمل الإدارة الأميركية في عهد ترامب هناك ثلاثة جنرالات في قلب هذا الملف، هم هربرت ماكماستر مستشار الامن القومي، وجون كيلي الذي عين مؤخرا أمينا عاما للبيت الأبيض، وجيم ماتيس وزير الدفاع. والأخيران من متقاعدي جنرالات مشاة البحرية (المارينز).

وكان ثلاثتهم في كامب ديفيد، الجمعة، حول الرئيس الأميركي للإعداد لهذا الخطاب المرتقب منذ ستة أشهر.

ومن عمان، أكد ماتيس، الأحد، أنه تم بحث كافة الخيارات من دون أفكار مسبقة.

وقال "العملية كانت دقيقة، ولم تكن هناك أية أفكار مسبقة حول المسائل التي يمكن طرحها أو القرارات التي يمكن اتخاذها".

وسيكون الخطاب أول بيان رئاسي منذ رحيل المستشار المثير للجدل ستيف بانون، الجمعة. وهذا الأخير حامل راية "أميركا أولا" والمدافع عن خط انعزالي متشدد، كان يعارض نشر جنود أميركيين إضافيين في المنطقة.

يشار إلى أن هناك أكثر من ثمانية آلاف جندي منتشرين حاليا في أفغانستان، مقابل مئة ألف في أوج التدخل الأميركي. وسيشكل إرسال جنود إضافيين، أشير إلى احتمال أربعة آلاف جندي، مخالفة للتوجه العام نحو خفض الوجود الأميركي في هذا البلد.

لكن ما هو مرتقب بشكل عام هو الاطلاع على رؤية ترامب للنزاع الأفغاني على الأمد المتوسط. ومعه الأسئلة المزعجة التي طرحت سابقا على جورج بوش وباراك أوباما: متى سيصبح النظام الأفغاني الذي تنخره قضايا الانقسامات والفساد، صلبا؟ هل ستكون قواته في يوم ما قادرة على الاستغناء عن المساعدة الأميركية؟ كيف يمكن إنهاء تلاعب باكستان التي تشكل عمليا قاعدة خلفية لطالبان؟.

كما تجدر الإشارة إلى أنه قتل نحو 2400 جندي أميركي، وأصيب أكثر من 20 ألفا آخرين في أفغانستان منذ 2001 .

وعلاوة على ذلك أشار المراقب الأميركي لجهود إعادة إعمار أفغانستان، جون سبوكو، في تقارير متلاحقة، إلى النتائج المتواضعة لأكثر من مئة مليار دولار صرفت على إعادة إعمار البلاد دفعتها الولايات المتحدة خلال 16 عاما.

وكان ترامب، قبل أن يتولى مهام منصبه في الرئاسة، قد أطلق تصريحات متضاربة بشأن أفغانستان. وغرد في كانون الثاني/يناير 2013 "لنغادر أفغانستان"، مضيفا "قواتنا تتعرض للقتل بيد أفغان تولينا تدريبهم ونحن نهدر المليارات هناك. هذا عبث. يجب إعادة إعمار الولايات المتحدة".

وخلال حملته الانتخابية قليلا ما تعرض لنزاع أفغانستان الذي كان يبدو ملفا غير مريح له.

وبعد أن أكد أن الحرب على أفغانستان "كانت خطأ شنيعا"، تراجع عن أقواله، وادعى أن توصيفه يقتصر على العراق.

التعليقات