إعصار "هارفي" يحاصر عشرات الآلاف ويعطل إنتاج النفط

ضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة تسبب بها الإعصار "هارفي"، السبت، ساحل ولاية تكساس المطل على خليج المكسيك، ما تسبب بمحاصرة عشرات الآلاف وقطع التيار الكهربائي واقتلاع أشجار وانهيار سقوف ودفع عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار.

إعصار

ضربت رياح عاتية وأمطار غزيرة تسبب بها الإعصار "هارفي"، السبت، ساحل ولاية تكساس المطل على خليج المكسيك، ما تسبب بمحاصرة عشرات الآلاف وقطع التيار الكهربائي واقتلاع أشجار وانهيار سقوف ودفع عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار.

وأصاب "هارفي"، الإعصار الأقوى الذي يضرب الأراضي الأميركية منذ 12 عاما، بلدة روكبورت ، القريبة من مدينة كوربوس كريستي التي تعد مركزا رئيسيا لصناعة النفط الأميركية، في وقت متأخر الجمعة، مصحوبا برياح بلغت سرعتها 215 كلم في الساعة، وصنف في الدرجة الرابعة على مقياس من خمس درجات.

وبعد ساعات، ضرب مرة ثانية الأراضي شمال روكبورت، حيث بلغت حدته ثلاث درجات مع بلوغ سرعة الرياح نحو 200 كلم في الساعة، بحسب ما أفاد مركز الأعاصير الوطني.

وعلى مدى الساعات التالية، تراجعت قوة "هارفي" مع بلوغه المناطق الداخلية من جنوب تكساس فانخفض مستواه إلى إعصار من الدرجة الأولى، والتي تعد خطيرة كذلك، برياح سرعتها 145 كلم في الساعة.

وأفاد مركز الأعاصير الوطني "يتوقع أن يفقد هارفي مزيدا من قوته ليتحول لاحقا إلى عاصفة استوائية".

ولكن المركز توقع وقوع مزيد من الأضرار بفعل الأمطار الغزيرة وحذر من "فيضانات كارثية" محتملة مع ارتفاع مستوى البحر حوالي أربعة أمتار في بعض الأماكن.

ورجح أن "يبدأ هارفي بالتباطؤ خلال اليوم وأن يؤثر في جنوب شرق تكساس خلال منتصف الأسبوع المقبل".

ولبى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نداء حاكم تكساس غريغ ابوت لإعلان، "كارثة كبيرة" في الولاية لتسريع وصول المساعدات الفدرالية لملايين الأشخاص المعرضين للخطر.

واستدعى أبوت من جهته أكثر من ألف من عناصر الحرس الوطني للمساعدة في عمليات الإخلاء والانقاذ.

تأثر إنتاج النفط

وحذر خبراء الأرصاد من إمكان وصول الأعاصير، من تكساس إلى لويزيانا، حيث يتوقع أن يكون لها تأثيرات كبيرة كذلك.

وأجبرت قوة العاصفة مئات الآلاف على الفرار من منازلهم وعطلت انتاج النفط في المنطقة.

وشهدت روكبورت دمارا واسعا لحق بالأشجار والمركبات، فيما أصيب عشرة أشخاص بجروح جراء انهيار سقوف فوق رؤوسهم، بحسب ما قال مدير بلديتها كيفن كاروث لصحيفة "كوربوس كريستي كولر تامز".

وإثناء توجهه إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي لتمضية نهاية الأسبوع مع أسرته، تمنى ترامب "حظا طيبا للجميع".

نفاد البضائع من الأسواق

وهارفي من أعنف الأعاصير التي تضرب الأراضي الأميركية منذ الأعصار "ويلما" الذي اجتاح فلوريدا في 2005. وقد يتسبب بهطول أكثر من متر من الأمطار على المنطقة في الأيام المقبلة وبأضرار تقدر كلفتها بمليارات الدولارات.

وكان العام 2005 حافلا بالأعاصير، فقبل "ويلما"، ضرب الأعصار "كاترينا" ولاية نيو أورلينز وأودى بأكثر من 1800 شخص ولا يزال وصمة في ولاية الرئيس جورج بوش الابن.

وتشهد المنطقة الساحلية من تكساس نموا سكانيا سريعا، إذ انتقل اليها نحو 1,5 مليون شخص منذ 1999.

وأفادت السلطات أن الكثافة السكانية مع توقع نسبة أمطار في أربعة أو خمسة أيام توازي ما يهطل في سنة، يمكن أن تكون آثارها مميتة.

وفرغت الأسواق من الأطعمة والبضائع فيما أغلقت المنازل والمحال التجارية نوافذها بالألواح الخشبية.

وحذر مركز الأعاصير الوطني من "دمار كامل للمنازل المتنقلة" و"انجراف" العديد من المباني ومن أن تصبح بعض الأماكن "غير صالحة للسكن لأسابيع أو أشهر".

وأفادت شركة "اركوت" التي تزود سكان تكساس بالكهرباء، السبت، أن حوالي 230 ألفا من عملائها في المنطقة التي ضربتها العاصفة يعيشون في الظلام منذ ضرب "هارفي".

وأعلنت شرطة كوربوس كريستي عبر "تويتر" أن هناك "الكثير من الحطام على الطرقات وخطوط الطاقة توقفت عن العمل" فيما "تعطلت معظم إشارات المرور. نرجوكم أن تتحلوا بالصبر".

أقوى من المتوقع

وفي العام 2005، واجه الرئيس الأسبق بوش انتقادات بعد أن بدت وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية الأميركية غير مستعدة لمواجهة الاضرار المدمرة للأعصار "كاترينا".

وخوفا من مواجهة اتهامات بالتهاون، أكد ترامب أنه منخرط بشكل كامل بجهود الانقاذ. وكتب عبر موقع "تويتر" "نراقب عن كثب إعصار هارفي من كامب ديفيد. لا نترك شيئا للصدفة".

وهرب العديد من السكان من المناطق الأكثر تأثرا بالإعصار متوجهين إلى مدينة سان انطونيو حيث أقيمت مراكز ايواء موقتة تديرها دائرة الإطفاء.

واستقبلت مدن داخلية في الولاية مثل سان انطونيو، سكانا تم إجلاؤهم الجمعة.

وقال مايكل آلن الذي فر من كوربوس كريستي لوكالة فرانس برس "شعرت بأني لا أرغب في أن يحل بي ما حل بالناس في نيو أورلينز".

وأضاف "تركت كل ما أملك. كان لدى خياران، إما أن أحضر أغراضي معي وإما أن أنقذ نفسي فاخترت الأمر الثاني".

وفي مقاطعة ماتاغوردا، حيث كان الإخلاء إجباريا، نبه مسؤول الشرطة المحلية المأمور فرانك اوزبورن في تصريح لمحطة تلفزيون محلية "لن أعرض حياة أحد من رجالي للخطر لإنقاذ شخص لم يغادر بعد أن طلب منه ذلك".

وأغلق مسؤولون في هيوستن، أكبر المدن على مسار العاصفة، ميناء المدينة، لكنهم لم يتوقعوا عمليات إجلاء كبيرة.

وقال رئيس إدارة الطوارئ الفدرالية الأميركية بروك لونغ، إن أكثر المخاطر الداهمة هو اندفاع العاصفة، لكنه أشار أيضا إلى أن المناطق الداخلية يجب أن تستعد لفيضانات "كبيرة".

وأعلنت السلطات الأميركية، أنه تم وقف نحو 22 بالمئة من إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك اعتبارا من الجمعة، أي أكثر من 375 ألف برميل يوميا. ولكن إجمالي الإنتاج الأميركي من النفط يبلغ نحو 9,5 ملايين برميل يوميا، بحسب خبراء.

وقال خبير الأرصاد اريك هولثاوس لوكالة فرانس برس، إن احتمال استمرار العاصفة لأيام على الساحل مصحوبة بأمطار غزيرة "أمر مروع".

وفي لويزيانا أعلن حاكم الولاية جون بيل ادواردز حال الطوارئ في كامل الولاية، فيما جهزت سلطات نيو اورلينز، التي تعرضت لأسوأ الأضرار بعد "كاترينا"، عربات إنقاذ تعمل في المياه ومراكب.

 

التعليقات