الأرجنتين: أحكام تصل السجن المؤبد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

إسرائيل استغلت صراع السبعينيات بين الأرجنتين وتشيلي، وعملت على تسليح الطرفين، وفقما أكدت ذلك السفارة الإسرائيلية في بيرو في آذار/مارس من العام 1979

الأرجنتين: أحكام تصل السجن المؤبد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

(أ ف ب)

صدرت أحكام تتراوح ما بين السجن 4 سنوات وحتى السجن المؤبد على 10 أرجنتينيين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وذلك بعد محاكمتهم في محكمة توكومان، التي كانت مسرحا لأعمال قمع عنيفة قام بها عسكريون في السنوات 1975 حتى 1983، علما أن إسرائيل كانت تزود الجيش الأرجنتيني في حينه بالسلاح.

وعلم أن 6 متهمين قد صدرت أحكام بالسجن المؤبد ضدهم، في حين حكم على أربعة آخرين بالسجن لفترات تتراوح ما بين 4 إلى 18 عاما.

وكانت المحكمة التي استمرت 15 شهرا، وتمحورت حول ارتكاب 266 جريمة ضد الإنسانية، قد برأت سبعة أشخاص من بين المتهمين.

وعلت هتافات الترحيب التي أطلقها حشد كبير من الناشطين وذوي الضحايا الذين احتشدوا أمام المحكمة، لدى صدور الحكم. من بين المدعين ست نساء كن حوامل لدى حصول عمليات القمع، ولا تزال منظمة "جدات ساحة أيار/مايو" تبحث عن أبنائهن.

وكانت الرئيسة السابقة إيزابيل بيرون (1974-1976) أصدرت الأمر بالقمع عبر إرسال قوات إلى هذه المنطقة، حتى قبل بدء الدكتاتورية العسكرية( 1976 – 1983).

وفي تصريح صحافي، قال المدعي المكلف القضية، بابلو كامونا، "هذه حالة فريدة من نوعها في الأرجنتين، ترافقت مع احتلال عسكري في داخل البلاد، لأن الجيش تمركز في جنوب محافظة توكومان كما لو أنه يقوم بعملية احتلال في بلد أجنبي".

وأضاف أن العسكريين أجروا في هذه المنطقة "إحصاءات ورقابة على الأرض وتدخلا شاملا في الحياة الاجتماعية لكل قرية، وأنشأوا قواعد ومراكز سرية موزعة في كل أنحاء محافظة توكومان".

وأوضح المدعي "تمكنا خلال المحاكمة التي تحدث فيها أكثر من 400 شاهد، من إعادة تكوين الخطوط الأساسية للفصل الأول من الخطة المنهجية لاضطهاد السكان وإبادتهم والحالة الأولى لإرهاب الدولة في تاريخنا".

وتذرع المحامون الذين دافعوا عن العسكريين الملاحقين بمرسوم رئاسي تحدث عن "القضاء على العناصر المخربين" لتبرير تلك العملية العسكرية التي اختفى خلالها آلاف الاشخاص، واضطهدوا وأرغموا أيضا على الإقامة في المنفى.

وشهدت توكومان في تلك الفترة قدوم عدد كبير من المنظمات اليسارية المسلحة التي تم تفكيكها خلال العملية من خلال استهداف القادة العماليين والطلاب في المقام الأول.

وكانت قد عانت الأرجنتين من دكتاتورية كانت من أعنف الدكتاتوريات في أميركا اللاتينية، وخلفت 30 ألف مفقود، كما تقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن إسرائيل استغلت صراع السبعينيات بين الأرجنتين وتشيلي، وعملت على تسليح الطرفين، وفقما أكدت ذلك السفارة الإسرائيلية في بيرو في آذار/مارس من العام 1979. ورغم تحذيرات السفير الإسرائيلي في الأرجنتين في حينه، رام نيرغاد، من تقديم السلاح الإسرائيلي لتشيلي، إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل قدمت مساهمة جدية للجيش الأرجنتيني، رغم أن الجيش قتل أكثر من 30 ألفا، بينهم عدد كبير من اليهود.

التعليقات