"نوبات غضب" تنتاب ترامب من شأنها تهديد رئاسته

صحيفة "واشنطن بوست" تنقل عن 18 مسؤولا ومستشارا في البيت الأبيض قولهم إن ترامب قلق حيال تراجع شعبيته وعدم تقديره، وأن المواجهة بينه وبين سيناتور حذر من حرب عالمية ثالثة قد تحسم مصير الرئيس الأميركي الذي يفقد قاعدته بالحزب الجمهوري

(أ.ف.ب.)

يبدو أن المؤشرات على الحالة التي آل إليها الآن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كانت ظاهرة خلال الحملة الانتخابية، عندما تبين أن هذا المرشح الجمهوري لم يكن يحمل في جعبته أي برنامج سياسي واضح المعالم، إضافة إلى جهله في السياسة الأميركية المحلية والدولية وحمله أفكارا شعبوية، استشرفت وقوع الدولة العظمى الأكبر في العالم في حرج بعد انتخابه.

ولم يترك ترامب مسؤولا في إدارته إلا وتخاصم معه، وبين هؤلاء وزير الخارجيته، ريكس تيلرسون، الذي وصف رئيسه بـ"الأبله"، وأهان دولا وهدد أخرى، مثل إيران وكوريا الشمالية. بل أنه خاض سجالا وهاجم رئيسة بلدية في بورتو ريكو، كما هاجم صحافيين ومقدمي برامج تلفزيونية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم، الثلاثاء، عن مصادر قولها إن مستوى التوتر بين المحيطين بترامب مرتفع جدا، وأن الرئيس الأميركي خائب الأمل من حكومته وتنتابه نوبات غضب بزعم أنه لا يحصل على رصيد ملائم لأقواله وتصريحاته.

ووفقا للصحيفة، فإن ترامب طالب بتقديره على الطريقة التي تعامل من خلالها مع الأعاصير الثلاثة التي اجتاحت الولايات المتحدة. وهاجم ترامب أفراد الطاقم في البيت الأبيض وقياديين في الحزب الجمهوري، بصورة قالت الصحيفة إن من شأن هجوم كهذا أن يمس بمشاريع قوانين رئاسية. ونقلت الصحيفة ذلك عن 18 مسؤولا في البيت الأبيض ومستشارين خارجيين "يستعرضون صورة وضع مقلقة".

وقالت المصادر إنه في الأيام الماضية انتابت ترامب "نوبات غضب" جعلت مساعديه في حالة ذهول، وبينهم رئيس الطاقم، جون كيلي، وسعوا إلى التعامل مع تبعات هذه النوبات. وبين الأشخاص الذين تفجر غضب ترامب ضدهم، وزير الخارجية تيلرسون.

وشبّه أحد المسؤولين المقربين من ترامب الرئيس بأنه "إبريق شاي يصفر"، وأنه في حال لم ينفث ترامب الغضب الذي بداخله فإنه قد "يتحول إلى طنجرة ضغط وينفجر".

وأضافت الصحيفة أن ترامب عبر في الأيام الأخيرة عن تخوفات سياسية، وأنه قلق من انخفاض شعبيته بين "رجالي"، ويوجه الاتهامات للحزب الجمهوري ويحمله مسؤولية فشل أجندته.

وأحد الخلافات التي اندلعت مؤخرا هي بين ترامب والسيناتور الجمهوري بوب كوركر، الذي حذر من أن ترامب سيقود إلى حرب عالمية ثالثة بسبب تهديداته لكوريا الشمالية. والسيناتور كوركر هو رئيس لجنة الشؤون الدولية في الكونغرس، وبصفته هذه فإنه يطلع على التقارير الأمنية والعسكرية إضافة إلى التقارير الدبلوماسية. ووصف كوركر البيت الأبيض بأنه "روضة أطفال للكبار".

وتبرز تحذيرات كوركر الخلاف بين ترامب والقيادة الأمنية والعسكرية الأميركية، التي تعارض، على سبيل المثال، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وتعارض التهديدات المبالغ فيها ضد بيونغ يانغ.

كذلك هاجم ترامب بشكل غير منطقي رياضيين أميركيين فيما يتعلق بإنشاد النشيد الوطني، لكن من دون أن يسفر انتقاده عن أي شيء. ويحاول ترامب، في ظل وضع الصعب الآن، العودة إلى خطابه الشعبي الذي تميز به أثناء الحملة الانتخابية، خاصة بعدما عبر قياديون جمهوريون عن تشككهم حيال قدرة ترامب على دعم ومساعدة مرشحين في انتخابات محلية وفي الانتخابات النصفية لعضوية الكونغرس.

وقالت الصحيفة إن الخوف في البيت الأبيض الآن هو من "زلازل ارتدادية" من شأنها أن تهز الحزب الجمهوري وتهدد ولاية ترامب.

دفاع نائب الرئيس، مايكل بنس، عن ترامب، لا أن مقربين من الأخير يتخوفون من أن المواجهة مع كوركر لم تكن إلا بداية هزة أعمق بكثير. وقال أحد الموالين لترامب للصحيفة إن لكوركر أصدقاء كثر في مجلس الشيوخ، وهم أكثر من أولئك الذين يؤيدون ترامب، ومن شأن المواجهة بينهما أن تمنع إجراءات تشريعية، وأن "العواقب الهدامة من شأنها حسم مصير رئاسته".

التعليقات