التحقيقات في التدخل الروسي تدخل مرحلة جديدة بعد توجيه اتهامات

بعد توجيه التهم لثلاثة من كبار مساعدي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الحملة الانتخابية، بينهم المدير السابق للحملة، فإن التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016، يدخل مرحلة جديدة وصفت بأنها باتت قوسين أو أدنى من رئاسة ترامب

التحقيقات في التدخل الروسي تدخل مرحلة جديدة بعد توجيه اتهامات

المتحدثة باسم البيت الأبيض

بعد توجيه التهم لثلاثة من كبار مساعدي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الحملة الانتخابية، بينهم المدير السابق للحملة، فإن التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، يدخل مرحلة جديدة وصفت بأنها باتت قوسين أو أدنى من رئاسة ترامب.

وكان قد مثل المدير السابق للحملة، بول مانافورت، ومساعد آخر لترامب هو ريتشارد غيتس أمام المحكمة، ورفضا تهمة التواطؤ ضد الولايات المتحدة وغسيل الأموال، وعددا آخر من التهم، بعد نشر عريضة الاتهام المتعلقة بالتدخل الروسي.

وأطلق سراح الرجلين بكفالتين بقيمة عشرة ملايين دولار وخمسة ملايين دولار على التوالي، وفرضت عليهما الإقامة الجبرية.

وغداة توجيه الاتهامات، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، أنه "ليس هناك أي دليل" على تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية. وأضاف في مؤتمر صحافي في موسكو ""يتهموننا بلا أي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وفي دول أخرى".

وفي خطوة منفصلة، اعترف عضو سابق في فريق ترامب، هو جورج بابادوبولوس، بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بشأن اتصالاته مع شخص مرتبط بالكرملين، بحسب صفقة مع ادعاء كشف عنها الإثنين.

وهذه أول اتهامات يوجهها المحقق الخاص، روبرت مولر، الذي يرئس تحقيقا في التدخل الروسي بعد أشهر من التكهنات والتشويش بشأن تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وموسكو.

وفيما لم تقدم التهم أدلة دامغة على مؤامرة من أعلى المستويات، إلا أنها تشير إلى نهج محتمل لكبار معاوني ترامب للتطلع نحو روسيا وحلفائها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية.

واتُهم مانافورت (68 عاما) وريتشارد غيتس (45 عاما) بإخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل مع الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، وحزبه السياسي الموالي لموسكو.

واعترف بابادوبولوس، المستشار السابق لترامب في شؤون السياسة الخارجية، أنه حاول التستر على اتصالاته بأستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض الكشف عن "فضائح" تتعلق بمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وأثار الكشف عن التهم ردا غاضبا من ترامب، الذي رفض الاتهامات بالتواطؤ، وطالب أن يتركز التحقيق على كلينتون.

وكتب ترامب على تويتر "عفوا، لكن هذه تعود لسنوات خلت، قبل أن يصبح بول مانافورت جزءا من الحملة الانتخابية. ولكن لماذا لا يتم التركيز على المحتالة هيلاري والديموقراطيين؟".

لكن التهم تؤذن بمرحلة جديدة في تحقيق مولر، محفوفة بالمخاطر بالنسبة لرئاسة ترامب.

فقد كشف بابادوبولوس أنه أبلغ ترامب وسواه شخصيا بأنه يمكن أن يرتب للقاء بين المرشح آنذاك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المستشار السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي إن "مستشارا في الحملة"، لم يسمه، طلب منه أن يلتقي مسؤولين روس "بشكل غير رسمي" إذا كان ذلك "ممكنا".

وتشمل اتصالاته بمصادر روسية ابنة شقيق بوتين، والسفير الروسي في لندن.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، إن الرئيس لا يذكر "التفاصيل المحددة للقاء"، وإن بابادوبولوس كان له "دور محدود" فقط. وأضافت "كان دورا محدودا للغاية، كان متطوعا. أكرر، لم يحصل أي نشاط بصفته الرسمية نيابة عن الحملة بهذا الخصوص".

وكانت قد توصلت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أن بوتين أمر القيام بحملة واسعة للتأثير على الحملة وضمان فوز ترامب، بينها قرصنة ونشر رسائل إلكترونية للحزب الديموقراطي وحملة كلينتون.

ومع تقدم تحقيق مولر، تكثف وسائل الإعلام المتعاطفة مع ترامب مثل "فوكس نيوز" دعواتها المطالبة بمساءلة استقلالية المدير السابق لـ"أف بي آي".

يذكر، أن مانافورت كان أحد المشاركين في اجتماع في التاسع من حزيران/يونيو 2016 في برج ترامب (ترامب تاور) مع محامية على صلة بالكرملين، مما أثار شكوكا إزاء تواطؤ بين الحملة الانتخابية وموسكو.

وكان قد نظم الابن البكر لترامب، دونالد جونيور، اللقاء على أمل الحصول على معلومات تضر بكلينتون. غير أن التهم الموجهة لمانافورت لا تذكر تدخلا روسيا في الحملة الأميركية، بل ركزت على علاقاته السابقة بأوكرانيا.

وكان قد انضم مانافورت إلى الحملة في آذار/مارس 2016 لحشد كبار الناخبين المؤيدين لترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري، ثم عينه ترامب في حزيران/يونيو مديرا للحملة، مكان كوري ليفاندوفسكي الذي أقاله.

لكن مانافورت استقال في آب/اغسطس الماضي في أعقاب قيام المحققين في مسألة علاقاته بقضية فساد في أوكرانيا بنشر وثائق تظهر دفعات كبيرة إلى شركات مانافورت، ليتضح فيما بعد أنه بات يخضع للتحقيق في الولايات المتحدة حول ذلك.

وذكرت تقارير أن مسؤولي تطبيق القانون الفدراليين على علم بتحويلات مالية مرتبطة بمانافورت تعود إلى 2012 عندما بدأوا تحقيقات بشأنه تتعلق بتهرب ضريبي أو ما إذا ساعد النظام الأوكراني، الذي كان في ذلك الوقت مقربا من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في غسيل الأموال.

ويأتي توجيه الاتهامات قبل أيام على الذكرى السنوية الأولى لانتخاب ترامب، في 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وعشية جلسات استماع في الكونغرس لمديرين تنفيذيين من فيسبوك وغوغل وتويتر في إطار تحقيقات حول محاولات روسية للتأثير على نتيجة التصويت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية أخرى.

وسيستمع الكونغرس من فيسبوك أن حوالي 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، يمثلون شريحة هائلة محتملة من الناخبين الأميركيين، قد يكونوا اطلعوا على روايات أو تعليقات أو محتويات أخرى من مصادر روسية، بحسب ما ذكره مواقع "ريكود" لأخبار التكنولوجيا وصحيفة "وول ستريت جورنال"، ووسائل إعلام أميركية أخرى.

 

التعليقات