واشنطن تحذر باكستان بعد إفراجها عن مخطط هجمات بومباي

حذر البيت الأبيض من أن العلاقات الأميركية الباكستانية قد تتأثر إذا لم تقم إسلام اباد بإعادة توقيف حافظ سعيد المتهم بالتخطيط لهجمات بومباي في 2008، ومحاكمته.

واشنطن تحذر باكستان بعد إفراجها عن مخطط هجمات بومباي

(أ.ف.ب.)

حذر البيت الأبيض من أن العلاقات الأميركية الباكستانية قد تتأثر إذا لم تقم إسلام اباد بإعادة توقيف حافظ سعيد المتهم بالتخطيط لهجمات بومباي في 2008، ومحاكمته.

ويأتي موقف البيت الأبيض، بعد ثلاثة أيام من قرار القضاء الباكستاني الإفراج عن حافظ سعيد الذي يعتبر زعيم "جماعة الدعوة" التي تصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية.

وكانت الولايات المتحدة رصدت في 2012 مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء أي معلومات تقود إلى توقيفه.

وجاء قرار الإفراج عن سعيد رغم ضغوط مارستها واشنطن مدى أشهر على إسلام أباد على خلفية اتهامات له بدعم المتمردين.

وقال المكتب الإعلامي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الإفراج عن سعيد "يدحض ادعاءات باكستان بأنها لن تؤمن ملاذا للإرهابيين".

وأضاف بيان الرئاسة الأميركية "إذا لم تبادر باكستان إلى اعتقال سعيد وتوجيه التهم إليه للجرائم التي ارتكبها، فإن عدم تحركها سيكون له تداعيات على العلاقات الثنائية وعلى سمعتها دوليا".

وكان سعيد وضع في الإقامة الجبرية منذ كانون الثاني/يناير، عقب حملة للحكومة الباكستانية ضد جماعة الدعوة، إلا أن متحدثا باسم حزبه قال إن الحكومة لم تقدم أي دليل ضده.

وقبل فرض الإقامة الجبرية عليه مطلع 2017، كان حافظ سعيد وهو على رأس المطلوبين لدى نيودلهي أيضا، يعيش بحرية تامة في باكستان التي يدعو منها إلى الجهاد ضد الهند.

وقال البيت الابيض إن الرئيس الأميركي يريد "علاقات بناءة مع باكستان، ولكنه يريد أيضا إجراءات حازمة ضد الجماعات المتمردة والإرهابية في باكستان والتي تشكل تهديدا للمنطقة".

وأضاف البيان إن "الافراج عن سعيد يشكل خطوة في الاتجاه الخطأ".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية اعربت عن قلقها البالغ إزاء الافراج عن سعيد وطالبت بتوقيفه وتوجيه التهم اليه.

وقتل ستة أميركيين في اعتداءات بومباي 2008 التي بلغت حصيلة ضحاياها 166 قتيلا، واستمرت ثلاثة أيام قبل أن يتمكن عناصر من الكومندوس الهنود من السيطرة على الأوضاع بعد معارك مع مقاتلين وصلوا من طريق البحر.

ووضعت المعارك التي تابعها العالم عبر شاشات التلفزة العدوين النوويين اللدودين الهند وباكستان على شفير الحرب.

وتعتبر نيودلهي وواشنطن "جماعة الدعوة" واجهة لجماعة "عسكر طيبة" المتهمة بالوقوف وراء اعتداءات بومباي.

وكان وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أعرب في تشرين الأول/أكتوبر، عن قلق بلاده من التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة على "استقرار وأمن" الحكومة الباكستانية.

كذلك كان ترامب قد اتهم إسلام أباد بإيواء "عناصر تزرع الفوضى"، ويمكن أن تهاجم قوات الحلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة.

ولطالما اتهمت واشنطن وكابول، إسلام أباد بإيواء متطرفين أفغان منهم عناصر في طالبان، يعتقد أنهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى لاستخدامهم كدرع اقليمية لمواجهة العدو اللدود الهند.

وتنفي باكستان باستمرار هذه الاتهامات وتقول إنها تتواصل معهم فقط سعيا لإقناعهم بإجراء محادثات سلام.

ويقول حزب سعيد "جماعة الدعوة" إن لا علاقة له بالإرهاب، وقال المتحدث باسم الحزب إنه وضع في الإقامة الجبرية بسبب إثارته مسألة حقوق السكان الذين يعيشون في منطقة كشمير المتنازع عليها.

 

التعليقات