تدهور العلاقات الأميركية الباكستانية: استدعاء السفير الأميركي لتوبيخه

العلاقات الأميركية الباكستانية قد تدهورت في عهد ترامب منذ أن أعلن في آب/أغسطس أن "باكستان غالبا ما تقدم ملاذا آمنا للذين ينشرون الفوضى والعنف والإرهاب"

تدهور العلاقات الأميركية الباكستانية: استدعاء السفير الأميركي لتوبيخه

(أ ف ب)

تشهد العلاقات الأميركية الباكستانية المزيد من التدهور، كان أخرها إعلان المتحدث باسم السفارة الأمريكية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، اليوم الثلاثاء، استدعاء السفير من قبل السلطات الباكستانية في توبيخ علني نادر من نوعه، إثر انتقادات لاذعة وجهها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإسلام آباد مهددا بوقف المساعدات لها.

وطلب من السفير ديفيد هايل التوجه إلى وزارة الخارجية في العاصمة الباكستانية، مساء الاثنين، بعد أن ردت إسلام آباد بغضب على اتهامات الرئيس الأميركي لها بالكذب بشأن إيواء متطرفين، في آخر حلقة من الخلافات التي تهز تحالفهما.

وأكد متحدث باسم السفارة الأميركية أن هايل التقى مسؤولين، لكنه أضاف "ليس لدينا أي تعليق حول جوهر اللقاء".

وكان ترامب قد هاجم إسلام آباد في تغريدته الأولى للعام 2018 فكتب في ساعة مبكرة من صباح الاثنين "إن الولايات المتحدة وبحماقة أعطت باكستان أكثر من 33 مليار دولار من المساعدات في السنوات الـ15 الأخيرة، في حين لم يعطونا سوى أكاذيب وخداع معتقدين أن قادتنا أغبياء".

وأضاف "يقدمون ملاذا آمنا للإرهابيين الذين نتعقبهم في أفغانستان بدون مساعدة تذكر. انتهى الأمر!".

وسارعت باكستان إلى الرد معلنة أنها قدمت الكثير للولايات المتحدة، وساعدتها في "القضاء" على تنظيم القاعدة، فيما لم تحصل سوى على "الذم وعدم الثقة" وذلك في تعليقات غاضبة من وزيري الخارجية والدفاع.

وتنفي إسلام آباد باستمرار الاتهامات لها بالتغاضي عن العمليات المسلحة، منتقدة الولايات المتحدة لتجاهلها الآلاف الذين قتلوا على أراضيها والمليارات التي أنفقت على محاربة المتطرفين.

وكانت واشنطن وكابل قد اتهمتا إسلام أباد بإيواء متطرفين أفغان منهم عناصر في طالبان، يعتقد أنهم مرتبطون بالمؤسسة العسكرية الباكستانية التي تسعى لاستخدامهم كدرع إقليمية لمواجهة عدوها الهندي. ومن أكثر ما يقلقهما هو موقف إسلام آباد من شبكة حقاني القوية، أحد فصائل حركة طالبان الأفغانية بزعامة سراج الدين حقاني.

والمجموعة متهمة بالوقوف وراء عدد من أعنف الهجمات الدامية على القوات الأميركية في أفغانستان، ووصفها رئيس أركان الجيش الأميركي السابق، مايك مولن بأنها "ذراع حقيقية" للاستخبارات الباكستانية.

ووجدت هذه المجموعة منذ عدة سنوات ملاذا آمنا في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان.

غير أن الجيش الباكستاني شن عملية عسكرية في تلك المناطق في 2014 ويصر الآن على أنه قضى على جميع الملاذات الآمنة في البلاد.

يشار إلى أن العلاقات الأميركية الباكستانية قد تدهورت في عهد ترامب منذ أن أعلن في آب/أغسطس أن "باكستان غالبا ما تقدم ملاذا آمنا للذين ينشرون الفوضى والعنف والإرهاب".

واستدعت تلك التصريحات سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الرفيعة المستوى في الولايات المتحدة وباكستان، لكن إسلام آباد أعطت مؤشرات قليلة على تقديم تنازلات.

وأبلغت إدارة ترامب الكونغرس في آب/أغسطس الماضي أنها تدرس وقف مساعدة بقيمة 255 مليون دولار مخصصة لإسلام آباد، بسبب عدم تشديدها الإجراءات ضد "المجموعات الإرهابية" في باكستان.

التعليقات