أعضاء مجلس الأمن "يختلون" بالسويد لنقاش الأزمة السورية

يتوجه مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، نهاية الأسبوع الحالي إلى مزرعة بجنوب السويد، لقضاء "خلوة" قد تكسر الجمود المحيط بحل الأزمة السورية، وبحث سبل وضع حد للحرب الدائرة من سبع سنوات.

أعضاء مجلس الأمن

أ.ب

يتوجه مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، نهاية الأسبوع الحالي إلى مزرعة بجنوب السويد، لقضاء "خلوة" قد تكسر الجمود المحيط بحل الأزمة السورية، وبحث سبل وضع حد للحرب الدائرة من سبع سنوات.

وتأتي هذه "الخلوة"، التي ستستمر ثلاثة أيام، فيما يشهد مجلس الأمن انقسامات حادة، خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة، حول هجوم كيميائي في دوما، تبعه ضربة عسكرية قامت به واشنطن وحليفتاها لندن وباريس ضد النظام السوري.

وعقد مجلس الأمن خمسة اجتماعات حول سورية الأسبوع الماضي، بما في ذلك الثلاثاء عندما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار ينص على لإجراء تحقيق في الهجوم الكيميائي وإجراءين آخرين.

ودفعت المواجهة الأميركية الروسية بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التحذير من أن الحرب الباردة "عادت مع انتقام". وردا على سؤال عما إذا كان يتوقع لحظات صعبة في السويد، قال السفير الروسي "سنرى كيف يشعرون بشأن التعامل معي بعد كل ما حصل".

وقال مساعد سفير السويد في الأمم المتحدة، كارل سكاو، لصحافيين إنه "ليس جديدا على أحد القول إن مجلس الأمن الدولي منقسم حول سورية". وأضاف أن هدف "الخلوة" هو "إحياء حوار" و"إنعاش حراك (...) بتواضع وصبر". وأكد الدبلوماسي الذي تشغل بلاده مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي أن "هذا مهم لمصداقية مجلس الأمن".

"مصدر وحي"

سيقيم أعضاء المجلس في السويد في باكاكرا، المقر الصيفي لداغ هامرشولد، الذي كان ثاني أمين عام للأمم المتحدة ولقي مصرعه في حادث تحطم طائرة كانت تقله في أفريقيا في ظروف لم تكشف بعد.

وقال سكاو إن المزرعة الواقعة في جنوب السويد والبعيدة عن ستوكهولم "مكان مناسب ومصدر وحي" للعودة إلى قوة الدبلوماسية.

وأضاف "إنها مكان نشمر فيه عن سواعدنا ونخلع ستراتنا وربطات العنق ونطرح بعض الطرق الواقعية والمهمة للسير قدما".

وينظم مجلس الأمن كل سنة خلوة غير رسمية لأعضائه في ضواحي نيويورك عادة. لكن السويد عرضت استضافتها هذه السنة.

وقال غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن إن الاجتماع سيركز على خطته "لتعزيز العمل الدبلوماسي" من أجل معالجة النزاعات في جميع أنحاء العالم، لكن المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن بشأن الحرب في سورية سيكون على رأس الأولويات.

وعلى الرغم من اتهامات لندن لموسكو بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، قالت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة، كارين بيرس، إنها تريد "العمل مع السفير نيبينزيا لمحاولة التقدم باتجاه العودة إلى العملية السياسية في سورية". وقالت بيرس إن "هذا هو أهم شيء".

من جهته، قال سكاو إن الهدف الأول لهذه "الخلوة" ليس الحرب في سورية لكن هذه القضية يفترض أن تشغل حيزا في المناقشات نظرا لما تسببه من انقسام في مجلس الأمن منذ أشهر. وقال "نحتاج إلى أفكار جديدة حول الجانب السياسي لنسير قدما".

وأضاف أن "الخلوة" لن تكون دورة لمناقشة مختلف مشاريع القرارات بشأن سورية، لكنه لم يستبعد محادثات من هذا النوع.

وتنتقد بعض الدول غير الأعضاء في المجلس هذه الرحلة إلى السويد. وقال سفير إحدى هذه الدول طالبا عدم كشف هويته إنه مع كل هذه النزاعات المطروحة أمامه وخصوصا في سورية، يبدو ذهاب مجلس الأمن إلى منطقة بعيدة غير طبيعي. وتساءل "ماذا سيجري إذا وقع أمر خطير الآن؟".

وتشعر السويد بالقلق من اتساع نطاق الانقسامات حول سورية وأن يؤثر ذلك على النزاعات الأخرى وتؤدي إلى شلل مجلس الأمن.

 

التعليقات