ظريف: سننسحب من الاتفاق النووي إذا انقلب ترامب

ظريف يقول إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015 التاريخي سيقوض محادثات ترامب مع كوريا الشمالية بإثباته أن أميركا تتخلى عن وعودها وإيران لن تكون ملزمة بتعهداتها الدولية

ظريف: سننسحب من الاتفاق النووي إذا انقلب ترامب

(أ ب)

تبادل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التحذيرات الحادة، حيث هدد ترامب "بمشاكل أكبر" من أي وقت مضى إذا ما استأنفت طهران برنامجها النووي. فيما جاء تحذير ظريف في مقابلة مع "أسوشيتد برس" بقوله إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فإن إيران ستفعل الشيء ذاته "على الأغلب."

وقال ظريف يوم أمس، الثلاثاء، إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق 2015 التاريخي سيقوض محادثات ترامب مع كوريا الشمالية بإثباته أن أميركا تتخلى عن وعودها. وأضاف أنه إذا أعاد ترامب فرض العقوبات، "ما يؤدي إلى قتل الاتفاق من أساسه" ، فإن إيران لن تكون ملزمة بتعهداتها الدولية، ما يطلق لها العنان لاستئناف التخصيب بما يتجاوز قيود الاتفاق الصارمة.

وأضاف ظريف "إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فستكون النتيجة الفورية في جميع الاحتمالات هي أن إيران سترد وستنسحب. لن يكون هناك أي اتفاق بالنسبة لإيران."

جاءت تصريحات ظريف في نيويورك، الثلاثاء، بينما كان ترامب يجتمع في البيت الأبيض مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقود جهودا فرنسية وبريطانية وألمانية لإجراء "إصلاحات" على الاتفاق وتجاوز اعتراضات ترامب. وليس ثمة تفاؤل بأن يتم التوصل إلى مثل هذا الحل بحلول 12 أيار/مايو، وهو الموعد الذي قال ترامب إنه سيتخلى فيه عن الاتفاق إذا لم يتم الاتفاق على حل مع الأوروبيين.

وقال ترامب مشيرا إلى ماكرون: "لا أحد يعرف ما سأفعله في الثاني عشر، على الرغم من أنك سيدي الرئيس، لديك فكرة جيدة". وأضاف أنه إذا انسحب من الاتفاق، فإنه يتطلع إلى رؤية "إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد له أسس صلبة، لأن أسس هذا الاتفاق فاسدة."

وفي تحذير شديد اللهجة لطهران، قال ترامب إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة في يوم من الأيام، فإنها "ستدفع ثمنا كما لم يدفعه سوى عدد قليل من الدول."

يشار إلى أن حلفاء أميركا الأوروبيين يحاولون إقناع الرئيس بعدم تمزيق الاتفاق. ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم حققوا تقدما كبيرا في اثنين من مطالب ترامب: عمليات التفتيش النووية وبرنامج الصواريخ البالستية الإيرانية. لكن المحادثات توقفت بشأن مطلب ترامب الثالث: تمديد الاتفاق إلى الأبد، بدلا من "غروب شمس" عن القيود على طهران بعد عدة سنوات.

ورفضت إيران بشكل قاطع أي تعديلات على الاتفاق، معللة بأنه من غير العدل فرض المزيد من المطالب بما يتجاوز ما وافقت عليه طهران بالفعل. وترتكز إستراتيجية ترامب على افتراض أنه إذا وافقت الولايات المتحدة والأوروبيون من جانب واحد على مطالب جديدة، فسوف تتراجع إيران وتلتزم طواعية من أجل الاستمرار في التمتع بالمزايا. وبموجب اتفاق 2015 الذي أبرمه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والقوى العالمية، وافقت إيران على فرض قيود نووية مقابل تخفيف العقوبات والحصول على مليارات الدولارات.

وبينما يستعد ترامب لعقد قمة عالية المخاطر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بهدف تسوية المخاوف النووية، أكد ظريف أن مصداقية الولايات المتحدة أصبحت على المحك. وقال إن إيران سترحب بتوترات أقل في شبه الجزيرة الكورية، لكن ترامب يظهر للعالم أن الولايات المتحدة "ليست شريكا موثوقا به في التفاوض".

وأضاف ظريف "أنهم على استعداد لأخذ كل ما أعطيتموه ثم التراجع عن الوعود التي قطعوها في الاتفاق. هذا يجعل الولايات المتحدة شريكا غير مرجح إلى حد ما في أي اتفاق دولي. وللأسف فإن هذا السجل لا يقتصر فقط على الاتفاق النووي. إنه يتضمن اتفاقية باريس بشأن المناخ، والشراكة عبر المحيط الهادئ، والكثير من الالتزامات الأميركية الأخرى التي تعهدت بها."

وأشار ظريف في المقابلة إلى أن أولئك الذين يشعرون بالقلق من أن طهران تسابق الزمن لصنع قنبلة، سيكون لديهم ما يخشونه أكثر لو لم تعد ملزمة بحدود تخصيبه ومعالجته.

وقال "سيكون الوضع مختلفا تماما من وجهة نظر أولئك الذين تسببوا في الكثير من الضجيج بشأن بدء برنامج ايران النووي."

وأشار أيضا إلى أنه في حالة انقلاب ترامب على الاتفاق النووي، يمكن لإيران أيضا أن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وكانت إيران وقعت على هذه المعاهدة منذ عقود، ورغم أن ظريف قال إن الحكومة الإيرانية لا تؤيد الانسحاب ، فإن هذا "أحد الخيارات التي يدعو إليها البعض" في إيران.

التعليقات