بريطانيا: ترامب يلتقي ماي على وقع 100 احتجاج

استقبل عشرات آلاف المتظاهرين البريطانيين الرّئيسَ الأميركيّ، دونالد ترامب، بالتظاهرات المستمرّة منذ أمس، الخميس، ضد سياساته الخارجيّة.

بريطانيا: ترامب يلتقي ماي على وقع 100 احتجاج

مظاهرة حاشدة في بريطانيا ضد ترامب (أ ب)

استقبل عشرات آلاف المتظاهرين البريطانيين الرّئيسَ الأميركيّ، دونالد ترامب، بالتظاهرات المستمرّة منذ أمس، الخميس، ضد سياساته الخارجيّة.

أمّا ترامب نفسه، فقد التقى خلال الزّيارة بالملكة إليزابيث الثانية، ورئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التي تعيش أزمةً حادّة داخل حكومتها جرّاء استقالة وزيري الخارجيّة وبريكست.

وقال ترامب، اليوم، الجمعة، إنه يتطلع لإبرام اتفاق تجاري مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، في تغير مفاجئ عن تصريحات أدلى بها في مقابلة مع صحيفة، قال فيها إن إستراتيجية ماي ستقضي على أي فرصة لإبرام اتفاق كهذا.

زعيم حزب العمال، جيمي كوربن، من بين المتظاهرين (أ ب)
زعيم حزب العمال، جيمي كوربن، من بين المتظاهرين (أ ب)

وفي مقابلة نُشرت قبل ساعات فقط من محادثاته مع ماي، انتقد ترامب النتائج "المؤسفة جدًا" لمقترحات ماي في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأساليبها في التفاوض، فيما تستعد للانسحاب من التكتل في مارس آذار العام المقبل.

لكن ترامب قال بعد ذلك إن ماي تقوم بعمل "رائع".

وأضاف ترامب في مؤتمر صحافي مع ماي، في حديقة مقر إقامتها الريفي الرسمي في تشيكرز: "بمجرد انتهاء عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لا أعلم ما الذي سيفعلونه، لكن أيًا كان ما ستفعلونه فلا بأس به، هذا قراركم".

وتابع قائلا: أيًا كان ما تفعلونه فلا بأس به، لكن عليكم أن تضمنوا فقط إمكانية التجارة معا، هذا كل ما يهم. هذه فرصة مدهشة لبلدينا وسوف نستغلها بالكامل.

وحصلت ماي، أخيرًا، الأسبوع الماضي، على موافقة مجلس الوزراء على خططها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لكن، وخلال يومين، استقال اثنان من كبار وزرائها، وعلّق ترامب على ذلك قبل أيام بأنه تسبب في اضطرابات في بريطانيا.

وبعد ساعات من نشر اقتراحات ماي رسميًا، أدلى ترامب بتصريحات في مقابلة مع صحيفة "صن" تشكك في إستراتيجيتها.

وقال "إذا أبرموا اتفاقا كهذا فسيصبح تعاملنا مع الاتحاد الأوروبي بدلًا من المملكة المتحدة، لذا فإن ذلك سيقضي على الاتفاق على الأرجح... كنت سأفعل الأمر بطريقة مختلفة جدا. في الحقيقة أبلغت تيريزا ماي بالطريقة التي يجب أن تقوم بها بالأمر لكنها لم تستمع لي".

ولدى سؤاله عن تلك المقابلة، قال ترامب إنه لم ينتقد رئيسة الوزراء وأشاد بمضيفته قائلا إنها قوية وتتمتع بالكفاءة.

وقال "هذه المرأة المدهشة هنا تقوم بعمل رائع، عمل عظيم، للأسف، هناك قصة نشرت كانت مقبولة بشكل عام لكنها لم تذكر ما قلته عن رئيسة الوزراء، وقد قلت أشياء عظيمة. هذا يدعى أخبارًا زائفة".

في حين تجاهلت ماي، أيضًا، تصريحات ترامب السلبيّة، وقالت "اتفقنا اليوم على السعي لإبرام اتفاق تجارة حرة طموح بين الولايات المتحدة وبريطانيا مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وتابعت قائلة "اتفاق تشيكرز الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي يتيح الآلية المناسبة لدونالد ولي للسعي من أجل إبرام اتفاق طموح يفيد البلدين واقتصادهما".

ترامب وماي خلال اللقاء في تشيكرز (أ ب)
ترامب وماي خلال اللقاء في تشيكرز (أ ب)

وأدلى ماي وترامب بتصريحات عن أهمية "العلاقة الخاصّة" التي تربط البلدين، وهو أمر يأمل مؤيدو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أن يعود بالمنافع عندما تنسحب بريطانيا من التكتل ويسمح لها بإقامة علاقات تجارية أوثق مع أكبر اقتصاد في العالم.

وقال ترامب "أقول إنني أمنح علاقتنا أعلى مستوى من الخصوصيّة".

لكنّ كثيرين اعتبروا خطة ماي الداعمة للشركات خيانة ستبقي بريطانيا أقرب من اللازم إلى الاتحاد الأوروبي، ومن بين المعترضين نواب من حزب المحافظين، الذي يعاني من انقسامات عنيفة، حذروا من أنها قد تواجه تحديا على زعامة الحزب.

وخلال المؤتمر الصحافي، شكرت ماي، أيضًا، ترامب على مساندته فيما يتعلق بروسيا التي تتهمها بريطانيا بالمسؤوليّة عن هجوم بغاز أعصاب على جاسوس روسي سابق في جنوب غربيّ إنجلترا في آذار/مارس.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نفى الاتهامات، في قمة بعد أن ينهي زيارته التي تستمر أربعة أيام لبريطانيا. وقال ترامب إنه سيطرح مسألة الحد من الأسلحة النووية في تلك القمة.

وقال: "سيكون بالتأكيد أمرًا سنطرحه ونتحدث عنه".

وخلال حديث ماي وترامب، نظّم الآلاف مسيرة عبر وسط لندن احتجاجا على زيارة ترامب، وهي واحدة من أكثر من مئة احتجاج جرى التخطيط له خلال زيارته.

ورغم أن زيارة ترامب ليست رسميّة بالكامل، فقد مُنح معاملة رسمية والتقى في وقت لاحق مع الملكة إليزابيث في قلعة وندسور، التي شهدت حفل زواج حفيد الملكة، الأمير هاري، من الممثلة الأميركيّة ميغان ماركل، في أيّار/مايو الماضي.

التعليقات