قمة الناتو: ترامب في مواجهة شركائه

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شركاءه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال اجتماع مغلق يوم الخميس أن على الحكومات أن تزيد الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول كانون الثاني/ يناير المقبل وإلا فستستقل الولايات المتحدة بالقرار.

قمة الناتو: ترامب في مواجهة شركائه

(أ ب)

أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شركاءه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال اجتماع مغلق يوم الخميس أن على الحكومات أن تزيد الإنفاق إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول كانون الثاني/ يناير المقبل وإلا فستستقل الولايات المتحدة بالقرار.

جاء ذلك وفقًا لما نقلته "رويترز" عن مصدرين مطلعين على المناقشات الدائرة في قمة الحلف.

وأكد المصدر أن ترامب قال خلال الاجتماع "إن عليهم أن يزيدوا الإنفاق بحلول كانون الثاني/ يناير 2019 وإلا فستمضي الولايات المتحدة بمفردها". لكنهما أضافا أنه لم يصل إلى حد التهديد بشكل مباشر بالانسحاب رسميا من الحلف.

وقال المصدر إن ترامب هاجم مجددا شركاءه في حلف شمال الأطلسي فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي يوم الخميس، مما دفع الزعماء لعقد جلسة خاصة تستبعد المشاركين من غير الأعضاء.

"أنت يا أنجيلا"

وفي لحظة معينة، وخلافا للأعراف الدبلوماسية، قال مصدر إن ترامب خاطب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باسمها الأول وقال لها: "أنجيلا يتعين عليك اتخاذ موقف في هذا الشأن".

وعلّقت ميركل للصحفيين عقب الاجتماع بالقول: "كانت قمة مكثفة للغاية". وأبلغت المستشارة الألمانية باقي الدول الأعضاء بأن على ألمانيا بذل المزيد فيما يتعلق بالإنفاق الدفاعي.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي "حلف شمال الأطلسي أقوى بكثير الآن مقارنة بما كان عليه قبل يومين". ووصف اجتماع الأزمة الذي لم يكن على جدول الأعمال بين زعماء الحلف وعددهم 29 صباح يوم الخميس بأنه "رائع" وشهد "روحا جماعية قوية".

وأضاف ترامب إن التزام الولايات المتحدة إزاء حلف شمال الأطلسي "يظل قويا جدا" بعد القمة التي قال فيها إن أعضاء الحلف قطعوا تعهدات غير مسبوقة بزيادة الإنفاق على الدفاع.

وطُلب من الزعماء المدعوين من دول غير أعضاء في الحلف مثل أفغانستان وجورجيا وأغلب المسؤولين المرافقين لزعماء الحلف بمغادرة القاعة ليتمكن رؤساء الدول والحكومات الأعضاء من التعامل مع الرجل الذي تتحكم بلاده في أغلب ميزانية وقوات الدفاع الأوروبي.

وبدأ ترامب اليوم الأول من المحادثات في بروكسل بانتقادات علنية لاذعة لألمانيا، ثاني أكبر دولة عضو بالحلف، قبل أن تهدأ الأجواء فيما يبدو بدخول القمة يومها الثاني مركزة على عمليات خارج أوروبا.

لكن عدة مصادر قالت إن ترامب كرر بعبارات قوية طلبه من دول أخرى الإسراع في إحراز تقدم باتجاه الوصول إلى المستوى الذي يستهدفه الحلف للإنفاق الدفاعي، وهو 2% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي والذي تحدد له موعدا نهائيا في 2024 مع وجود شروط تسمح بتمديد الموعد إلى 2030.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول حضر الاجتماع قوله: "النبرة كانت أكثر حدة اليوم... عباراته الأكثر حدة كانت موجهة لألمانيا، حتى أنه دعا المستشارة الألمانية باسمها الأول قائلا ‘أنت يا أنجيلا‘".

وإلى جانب ميركل، خص ترامب بالذكر كذلك رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث، ورئيس وزراء بلجيكا شارل ميشيل، بسبب عدم تحقيقهما لمستويات الإنفاق المستهدفة في حين يتحمل دافعو الضرائب الأميركيون الجزء الأكبر من تمويل الحلف.

وبعد أن انحرفت الجلسة عن مسارها الذي كان من المقرر أن يركز على أوكرانيا وجورجيا، قال المصدر إن ترامب "أكد موقفه بقوة مجددا بشأن طلبه من أعضاء الحلف الوصول إلى مستوى إنفاق 2% المستهدف في موعد أقرب".

وقال مصدران من الحلف إن ترامب لم يهدد بأن تنسحب الولايات المتحدة من الحلف الذي ساهمت في تأسيسه لإقرار السلام في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

طلب على تويتر

وكان من المقرر أن يركز زعماء حلف شمال الأطلسي، اجتماعات الخميس، بالأساس على إنهاء الحرب الطويلة في أفغانستان، لكن بتوقعات منخفضة، مما يظهر مدى شعور الأوروبيين بخيبة الأمل من سياسة "أميركا أولا" التي ينتهجها ترامب.

ولجأ ترامب إلى "تويتر" ليقول علنا ما أبلغ به زعماء الحلف في جلستهم الخاصة، الأربعاء، ولدعوة جميع الأعضاء للوفاء بالتزام وافقوا عليه عام 2014 بإنفاق نسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع للتصدي لتهديدات تتراوح من تحديث الجيش الروسي إلى هجمات متشددين على مدن أوروبية.

وجدد كذلك طلبه بأن يضاعفوا الانفاق، غير أن الكثيرين تسألوا عما يمكن أن ينفقوا فيه كل ذلك بشكل مفيد.

وبعد أن أمضى ترامب اليوم الأول من المحادثات في تأنيب الحلفاء بشأن الإنفاق الدفاعي واتهامه ألمانيا بأنها أسيرة لإمدادات الطاقة الروسية، بدا الرئيس الأميركي هادئا خلال عشاء خاص، يوم الأربعاء، وتجنب أي انفعالات كان العديد من الدبلوماسيين يخشون تفجرها.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، من بروكسل، إن فرنسا ستلبي الهدف المتفق عليه في حلف شمال الأطلسي بزيادة الانفاق الدفاعي ليصبح 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024 وإن التماسك داخل الحلف لن يكون ممكنا إلا إذا تم تقاسم العبء بشكل "منصف".

وتنفق فرنسا نحو 1.8% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع.

وخلال كلمة بمؤتمر صحفي في قمة الحلف قال ماكرون إن ترامب جدد التزام أميركا بالحلف رغم تعبيره عن شكوكه في وقت سابق.

 

التعليقات