روسيا تُطالب بريطانيا بمعلومات رسمية في "أزمة سكريبال"

أوضح الكرملين، اليوم الجمعة، أنه يتوقع من بريطانيا أن تقول ما تعرفه عن هوية المشتبه بهما في حادث تسمم جاسوس روسي سابق بغاز الأعصاب؛ حتى يتمكن المسؤولون الروس من إجراء تحقيق.

وقال المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، إن المزاعم التي قدمتها مجموعة التحقيقات الاستقصائية، ومقرها بريطانيا، وغيرها لا يمكن أن تشكل أساسا لمثل هذا التحقيق، مضيفا أن روسيا تتوقع من بريطانيا أن تقدم معلومات رسمية.

وكانت بريطانيا، قد اتهمت ألكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف، بمحاولة قتل الجاسوس السابق سيرغي سيكريبال وابنته يوليا بعنصر الأعصاب نوفيتشوك المصمم في العهد السوفييتي.

وأكدت بريطانيا أن الهجوم تم بموافقة "على مستوى رفيع في الدولة الروسية"، وهو الاتهام الذي نفته موسكو بقوة.

وفي 4 آذار الفائت، في سالزبري، نجا آل سكريبال من هجوم الأعصاب، إلا أن إحدى سكان بلدة قريبة في إنجلترا لقيت حتفها لاحقا بعد ملامستها هذا السم على ما يبدو.

وكانت مجموعة التحقيقات الاستقصائية (بيلينغكات)، قد حددت في وقت سابق، هوية أحد الرجلين المشتبه في أنهما سمما سيرغي سكريبال وابنته، ومنهما الكولونيل أناتولي تشيبيغا من وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، والذي حصل على أعلى وسام في روسيا عام 2014.

ولم يتضمن التقرير أي أدلة على أن بوشيروف وتشيبيغا هما نفس الشخص، بخلاف صورة من ملف جواز سفر تشيبيغا عام 2003 تشبه بوشيروف .

وأوردت صحيفة كومرسانت الاقتصادية اليومية، يوم الخميس، أن بعض سكان بيريوزوفكا، وهي قرية صغيرة في أقصى شرق روسيا المتاخم للحدود الصينية حيث عاشت عائلة تشيبيغا في السابق، أكدوا أنهم تعرفوا على تشيبيغا باعتباره الرجل الذي كشفت هويته باسم بوشيروف.

وقالت الصحيفة إنهم تحدثوا بشرط تكتم هوياتهم خشية الانتقام من الحكومة.

ورفض بيسكوف ذلك مبينا أن الشبه في الشكل لا يمك أن يكون دليلا، وأشار إلى عديد من شبيهي فلاديمير لينين، وجوزيف ستالين، الذين يطاردون السائحين الساعين لالتقاط صور لهم في الساحة الحمراء.

وقال: "لدينا 10 ستالين و15 لينين في الساحة الحمراء، وكلهم شديدو الشبه بالأشخاص الحقيقيين".

وعندما سُئل بيسكوف عما اذا كان بإمكان الكرملين تأكيد أن تشيبيغا حصل على قلادة بطل روسيا، قال بيسكوف إنه تحقق من الأمر ولم يعثر على أي معلومات حول حصول مثل هذا الشخص على الجائزة، مبينا أن الكرملين لا يثق في التقارير الاستقصائية والمقالات الصحافية في هذه القضية.

وأضاف: "لا نعلم مدى امكانية الاعتماد عليها وصحتها (...) لا يمكننا أن نعتمد على وسائل الإعلام باعتبارها الرد في مثل هذه القضية الحساسة. مثل هذه المواد يجب أن تأتي فقط من مصادر ذات كفاءة. من البداية عرضت روسيا القيام بتحقيق مشترك، إلا أن بريطانيا رفضت".