دراسة: أطفال الأستراليين الأصلانيين أكثر عرضة للاكتئاب والعنصرية

ركزت الدراسة على ثلاثة عوامل أساسية لهذه الظاهرة، وهي التصور الجسدي الذاتي المتدني المصحوب بنسب قلق عالية ومشاكل يواجهها الأطفال في المدارس، حيث أبدى الأصلانييون قابلية عالية للتعرض لها أكثر من زملائهم الآخرين...

دراسة: أطفال الأستراليين الأصلانيين أكثر عرضة للاكتئاب والعنصرية

(تويتر)

يشعر أطفال السكان الأصلانيين في أستراليا بدرجات عالية من اليأس، أكثر مما يشعره زملاؤهم الآخرون، وينبع ذلك من عدّة عوامل تناولتها دراسة جديدة. 

وتأتي هذه المعطيات ضمن نتائج دراسة سنوية واسعة النطاق أجراها باحثون على عن صحة ورفاهية الأطفال والمراهقين الأستراليين.

وركزت الدراسة على ثلاثة عوامل أساسية لهذه الظاهرة، وهي التصور الجسدي الذاتي المتدني المصحوب بنسب قلق عالية ومشاكل يواجهها الأطفال في المدارس، حيث أبدى الأصلانييون قابلية عالية للتعرض لها أكثر من زملائهم الآخرين، حيث وجدت الدراسة أنهم أكثر عرضة للمخاوف بشأن السلامة الشخصية واستخدام المخدرات والتمييز والتنمر.

وأجرى الباحثون الدراسة التي انتشرت أمس الثلاثاء، بناء على استطلاع آراء أكثر من 24 ألف طفل أسترالي العام الماضي، وشمل الاستطلاع آراء 1265 طفلا أصلانيا.

وعبر 1 من كل 10 طفل أصلاني عن شعوره بـ"الحزن الشديد" مقابل 1 من كل 50 أسترالي من أصول أخرى. فيما قال 3 من بين كل 10 أصلانيين إنهم "قلقين للغاية" من الاكتئاب، وأبدى 1 من كل خمسة منهم "ميولا انتحارية"، وأشاروا أيضا إلى كونهم يتعرضون للتمييز العنصري.

وأظهرت الدراسة أيضا، أن عددا كبيرا أطفال الأصلانيين، انتقلوا من منازلهم أكثر من مرتين في غضون السنوات الثلاث الماضية فقط.

وقال الشاب الأصلاني، إيسايا داوي، لصحيفة "ذي غارديان" البريطانية في مقابلة، إنه شعر بحزن شديد إلى حد "البكاء" بعد اطلاعه على نتائج الدراسة.

ويعمل داوي (23 عاما) رئيسا للجنة الاستشارية للشباب افي نيو ساوث ويلز، وقد تعرض لطفولة صعبة جدا، حيث عاش في مأتم للأطفال ونُقل إلى 17 منزلا للراعية في طفولته، تعرض في غالبيتها لشتى أنواع الاعتداءات.

وأشار داوي إلى أنه "يجب معالجة الصدمة بين الأجيال التي لا تزال موجودة بين الشباب من السكان الأصليين (الأبوريجينال وسكان جزر مضيق توريس)"، الذين تعرضوا لإبادة جماعية بعد مجيء المستعمر البريطاني إلى بلادهم.

وطالب داوي في حديثه مع "ذي غارديان"، أن تُلائم السلطات برامجها لثقافة الأصلانيين، وبناءها من داخل المجتمع نفسه، بحيث تمنح "الشعور بالانتماء والأمل والتواصل والوفاء" الكفيلين بخلق هدف لحياة هؤلاء المراهقين.

وتجدر الإشارة إلى أن السكان الأصلانيين في أستراليا يعانون من نسب بطالة عالية وتمييز وتشرد، ولم يتبقى منهم سوى نسبة قليلة في المجتمع، بسبب المجازر التي تعرضوا لها من قبل الاستعمار البريطاني.

 

التعليقات