وحشية الشرطة الكرواتية مع اللاجئين..."منظمة ومخطط لها"

"يرموننا على الأرض، ويركلونا، ويضربونا بهراواتهم. وفي بعض الأحيان يطلقون علينا كلابهم فبالنسبة إليهم، يبدو أننا لا نبدو مختلفين كثيرًا عنها"

وحشية الشرطة الكرواتية مع اللاجئين...

(ذي غارديان)

بعد أن وصل مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وغيرهم من الدول الفقيرة أو تلك التي تعاني من حروب ونزاعات أخرى، إلى دول الاتحاد الأوروبي بين العامين 2015 و2016، شرعت هذه الدول باتخاذ إجراءات لمنع تدفق طالبي اللجوء، كان أهمها الاتفاقيات التي عقدتها مع الدول الأقرب إلى حدودها لمنع اللاجئين من الوصول.

وانعكست هذه الاتفاقيات على وضع اللاجئين الذين علقوا في تلك البلدان، حيث زاد ذلك من معاناتهم المعيشية اليومية من جهة، وبقمعهم الوحشي منعًا لاجتيازهم حدود الدول التي يتواجدون فيها نحو دول الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، لكن كرواتيا كدولة ضمن الاتحاد يبدو أنها تتخذ هذه "الإجراءات" على نحو مستقل.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، إن عشرات اللاجئين من سورية وباكستان والجزائر ودول أخرى، من أولئك الذين نجحوا بالوصول إلى البوسنة، يحاولون يوميا، عبور الحدود مع كرواتيا، وتُعيدهم الشرطة الكرواتية بعد القبض عليهم وتعريضهم لمختلف التعذيب.

وانتشر فيديو مؤخرا، وثقه لاجئ سوري اسمه سامي، تُسمع فيه أصوات صراخ، ويهمس هو من بعيد أن "هذا الكرواتي يُعذب اللاجئين والمهاجرين". 

 

وتأتي هذه البلاغات الكثيرة عن تعرض اللاجئين للتعذيب على يد رجال الأمن الكرواتيين في ظل مناخ أوروبي عام معاد للمهاجرين، ومبني على أساس عنصري.

وأعلنت وكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، اليوم الأربعاء، أنه من المرجح أن يُسجل هذا العام أقل عدد من طالبي اللجوء في أوروبا منذ خمس سنوات، حيث أن عددهم قل عن نفس الفترة من العام الماضي بـ31 في المائة.

لكن الصحيفة أشارت إلى أن "وحشية ما يحدث على حدود أوروبا غير موثق، فكل ليلة، يحاول المهاجرون العبور إلى كرواتيا، ووفقا لعشرات التقارير التي وصلت لـ'ذي غارديان' وجمعيات حقوقية مختلفة، ينتهي الأمر بالكثير منهم بالوقوع في أيدي أفراد الشرطة الذين يقومون بضربهم وإعادتهم إلى البوسنة".

ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ مطلع العام الحالي، سجلت السلطات في البوسنة دخول 21 ألف لاجئ قدموا من سورية وإيران وأفغانستان وباكستان، ويُقدر عدد الذين استمروا بالعيش في الدولة نحو 5 آلاف فقط.

ومن بين 50 شخصا أجرت معهم الصحيفة مقابلاتها، ومعظمهم لاجئين من باكستان، قال 35 شخصًا إنهم تعرضوا للضرب من قبل الشرطة الكرواتية. وقد وصل معظمهم إلى البوسنة عبر تركيا، على أمل الوصول إلى سلوفينيا، قبل التوجه إلى إيطاليا أو النمسا أو ألمانيا.

وقال حمدي (35 عاما)، وهو مهاجر غير شرعي من الجزائر ويعمل مدرسا للغة، للصحيفة البريطانية: "إنهم يوقفوننا، وقبل أن يضربوننا، يقومون بتفتيشنا، إذا وجدوا المال، فإنهم يسرقونه. إذا عثروا على هواتف محمولة، فإنهم يدمرونها لألا نصورهم، أو لمجرد منعنا من التواصل مع أصدقائنا. ومن ثم يقومون بضربنا، أربعة أو خمسة أشخاص في مواجهة واحد. يرموننا على الأرض، ويركلونا، ويضربونا بهراواتهم. وفي بعض الأحيان يطلقون علينا كلابهم، فعلى ما يبدو فبالنسبة إليهم نحن لا نختلف كثيرًا عنها".

وأخبر ناشطون حقوقيون "ذي غارديان"، أن بعد إعادة الشرطة الكرواتية للاجئين، يتضطرون إلى البقاء في مساحات مفتوحة، إذ أن المخيمات الحكومية في البوسنة ممتلئة، وظروفها غير إنسانية، دون مأوى أو طعام كاف أو رعاية صحية، مما يؤدي إلى أضرار جسدية ونفسية بالغة، إضافة إلى خطر الموت بردا في الشتاء.

وأوضح رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في صربيا، أنه في بعض الحالات "قال مهاجرون إنهم جردوا من ملابسهم وأجبروا على المشي حُفاة في درجات حرارة تصل إلى حد التجمد أو أدنى. وحالات قال اللاجئون فيها إن أفراد الشرطة ينكلون بالأطفال"، مشيرا إلى أن المعلومات التي لديهم تُثبت أن هذه الاعتداءات "منظمة ومخطط لها".

 

 

التعليقات