قضية خاشقجي: ترامب يدافع عن بن سلمان وفرنسا تعاقب السعودية

رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، احتمالية ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، رغم ازدياد الأدلة التي تشير إلى علاقته بالجريمة، فيما قالت فرنسا إنها ستتخذ قريبا جدا قرارا بفرض عقوبات على السعودية.

  قضية خاشقجي: ترامب يدافع عن بن سلمان وفرنسا تعاقب السعودية

ولي العهد السعودية يحصل على حصانة من ترامب (أ.ب)

 رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، احتمالية ضلوع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، رغم ازدياد الأدلة التي تشير إلى علاقته بالجريمة، فيما قالت فرنسا إنها ستتخذ قريبا جدا قرارا بفرض عقوبات على السعودية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن ترامب، يصر على رفض أي احتمال يشير إلى أن بن سلمان، له يد في جريمة قتل خاشقجي، جاء ذلك في مقال تحليلي، بقلم مارك لاندر، تحت عنوان "لماذا يقف ترامب إلى جانب ولي العهد السعودي رغم كافة الأدلة التي تشير إلى ضلوع الأخير في الجريمة".

وأشار المقال إلى أن ترامب بدأ بتجاهل تقرير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) حول قضية خاشقجي، والذي يشير إلى تورط ولي العهد، قبل نشره.

وقال لاندر: "ولي العهد السعودي أبلغ ترامب خلال المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بينهما، بعدم وجود علاقة له بالجريمة، وهذا التصريح كاف بالنسبة لترامب".

وتابع قائلاً: "تصريحات ترامب شاهد حي ينمّ عن مدى استثماره في شخص وريث العرش السعودي، الذي أضحى محور ارتكاز لسياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط من إيران إلى عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية".

ولفت لاندر إلى أن بن سلمان بات "مشتريا مهما" للأسلحة الأمريكية.

وذكر الكاتب أن ترامب أظهر عنادا بتشبثه بحليفه، وأن عدم استماعه لتسجيل صوتي لمقتل خاشقجي، قاد إلى خلافات بين مسؤولي المخابرات في الولايات المتحدة.

والجمعة الماضي، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "سي آي أيه"، توصّلت إلى أن محمد بن سلمان، من أمر باغتيال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده باسطنبول، مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو ما نفته السعودية.

رغم موقف ترامب المدافع عن بن سلمان، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، إن باريس ستتخذ قريبا جدا قرارا بفرض عقوبات على أفراد على صلة بقتل الصحافي خاشقجي.

وأضاف لو دريان لإذاعة (أوروبا1) ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت فرنسا ستحذو حذو ألمانيا في فرض حظر سفر على مواطنين سعوديين "نحن نعمل عن كثب مع ألمانيا في هذه المرحلة... وسنقرر بأنفسنا عددا محددا من العقوبات سريعا جدا بسبب ما نعرفه عن القتل". وتابع: "لكننا نعتقد بأننا بحاجة لفعل ما هو أكثر من ذلك لأنه يتوجب معرفة الحقيقة الكاملة".

ولم يحدد لو دريان متى أو كيف سيتم استهداف هؤلاء الأفراد، أو من هم هؤلاء، لكنه أصر على أن باريس ترغب في معرفة كل الحقائق المتاحة قبل اتخاذ أي قرار.

وقال: "نريد أن يتم التثبت من كل الحقائق وهذا ليس الحال. وعندما أقول الحقيقة الكاملة فإنني أعني الملابسات وضرورة تحديد المسؤولين. وبمجرد أن نتحقق من ذلك بأنفسنا سنتخذ الإجراءات اللازمة".

ورد فعل فرنسا حذر نسبيا بالنظر إلى أنها تحرص على الاحتفاظ بحظوتها مع الرياض وحماية العلاقات التجارية معها والتي تشمل مجالات الطاقة والشؤون المالية ومبيعات الأسلحة.

ولدى سؤاله عن تقييم وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، الذي ألقى بالمسؤولية في مقتل خاشقجي على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وما إذا كان الأمير محمد سيظل في منصبه، رد لو دريان قائلا إن باريس لا تعتزم التدخل في الشؤون السعودية.

وأضاف: "لقد اتخذ الأمير محمد بعض المبادرات القوية للغاية والتي لم يكن أحد يتوقعها... مبادرات مهمة للغاية، كما تبنى مشروع تحديث بالمملكة أصبح محل تقدير من الجميع". وقال: "ما نراه اليوم هو أن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك لكننا لا نعتزم التدخل في كيفية معالجة السلطات السعودية لهذا الأمر".

وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوما من الإنكار.

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفائه قبل أن تقول إنه تم قتله وتجزئة جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.

وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس الماضي، أن من أمر بقتله هو رئيس فريق التفاوض معه دون ذكر اسمه، وأن الجثة تمت تجزئتها من جانب من قتلوه (دون تسميتهم)، وتم نقلها إلى خارج القنصلية.

واعتبر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن بعض تصريحات النيابة العامة السعودية "غير مرضية".

وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة "الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين، وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة".

 

التعليقات