رغم تحذير الكونغرس: بومبيو وماتيس يدافعان عن التحالف مع السعودية

دافع وزيرا الخارجية مايك بومبيو، والدفاع جيم ماتيس، اليوم الخميس، عن تحالف أميركا مع السعودية أمام أعضاء الكونغرس، غداة تحذير جديد وجهه إلى إدارة دونالد ترامب والسعودية مجلس الشيوخ المستاء من رد فعل ترامب على قتل الصحافي خاشقجي.

 رغم تحذير الكونغرس: بومبيو وماتيس يدافعان عن التحالف مع السعودية

إدارة ترامب تواصل الدفاع عن بن سلمان (أ.ب)

دافع وزيرا الخارجية مايك بومبيو، والدفاع جيم ماتيس، اليوم الخميس، عن تحالف أميركا مع السعودية أمام أعضاء الكونغرس، غداة تحذير جديد وجهه إلى إدارة دونالد ترامب والسعودية مجلس الشيوخ المستاء من رد فعل الرئيس الأميركي على قتل الصحافي جمال خاشقجي وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

ووافق مجلس الشيوخ على إجراء تصويت نهائي على مشروع قانون يهدف إلى منع واشنطن من الاستمرار في تقديم دعم عسكري للرياض في الحرب في اليمن.

وبدت صفوف الجمهوريين الأربعاء أكثر تشتتا ممّا كانت عليه خلال أول تصويت إجرائي على مشروع القانون هذا في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر حين بدا أنّ مجلس الشيوخ وجّه ضربة قوية للرئيس ترامب.

ومع هذا، فإن السخط على الرياض بسبب دورها في الحرب الأهلية في اليمن، وبسبب جريمة قتل الصحافي خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول، لا يزال قويا جدا في أوساط الجمهوريين.

وقد يدفع هذا السخط بمجلس الشيوخ إلى اتخاذ إجراء منفصل في الأيام المقبلة يتمثل بتوجيه اتهام مباشر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالتورّط في جريمة قتل الصحافي السعودي.

ومن شأن هذا الأمر أن يمثل انتكاسة أخرى للرئيس ترامب الذي يشكك باحتمال أن يكون ولي العهد ضالعا في الجريمة، والذي أكد طوال أسابيع على الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للتحالف مع الرياض.

ووافق مجلس الشيوخ، أمس الأربعاء، بأكثرية 60 صوتا (بينهم 11 جمهوريا) مقابل 39 على الانتقال لمرحلة التصويت النهائي على مشروع قانون يمنع الإدارة من تقديم دعم عسكري للرياض في حرب اليمن.

وإثر التصويت، ناقش أعضاء مجلس الشيوخ التعديلات المقترحة على مشروع القانون قبل إجراء التصويت النهائي عليه الخميس على الأرجح.

وقال السناتور المستقل بيرني ساندرز، وهو أحد الذين يدفعون باتجاه تبني النص، "يجب أن نضع حدا لدعم الحرب الكارثية التي تخوضها السعودية في اليمن". وعرض في قاعة الاجتماع صورة لطفل يمني يعاني من نقص في التغذية.

لكن حتى إذا أقر في مجلس الشيوخ وهو أمر مرجح، فإن النص لن يرى النور لأن الأكثرية التي تعود حاليا للجمهوريين في مجلس النواب وحتى الثالث من كانون الثاني/يناير، كفيلة بوأده.

وبعد ذلك، حتى إذا وافق مجلس النواب الجديد على مشروع القانون وأحيل النص بالتالي من الكونغرس إلى البيت الأبيض، فإن ترامب قد يعطله. رغم ذلك، يرتدي هذا الإجراء طابعا رمزيا كبيرا.

ودعا زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى التصويت ضد مشروع القانون هذا لأنه يمس بشكل أوسع بصلاحيات الرئيس المتعلقة بإعلان الحرب.

لكن في مؤشر قوي إلى الاستياء في صفوف الجمهوريين، أرسل ماكونيل إلى حليفه الوثيق ترامب رسالة تحذير لا تقل أهمية بإعلانه تأييده التصويت على قرار غير ملزم يصدر عن مجلس الشيوخ ويتهم علانية ولي العهد السعودي بالتورّط في قتل خاشقجي.

وتقدم السناتور الجمهوري بوب كوركر المعروف بانتقاداته الشديدة لترامب، بفكرة القيام بهذا الإجراء الرامي إلى التنديد بجريمة قتل خاشقجي وتحميل الأمير محمد بن سلمان المسؤولية. ويتوقع كوركر أن يوافق مجلس الشيوخ بأكثرية ساحقة على مشروعه.

وهناك إجراء ثالث في مجلس الشيوخ يرمي إلى تجميد مبيعات الأسلحة الأميركية إلى السعودية وفرض عقوبات على المسؤولين عن قتل خاشقجي، ولكنه لن يحال إلى التصويت قبل حلول العام الجديد، كما قال واضعوه.

وحضرت مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) جينا هاسبل، إلى الكونغرس لاطلاع القادة الجمهوريين والديموقراطيين في مجلس النواب على النتائج التي توصلت إلها وكالة الاستخبارات بشأن مقتل خاشقجي.

ولم يكشف النواب شيئا عن مضمون الاجتماع، لكن الديموقراطيين وعدوا بتنظيم جلسات استماع حول دور الرياض في قتل خاشقجي عندما يبدأ المجلس الجديد الذي سيتمتعون فيه بالأكثرية نتيجة الانتخابات الأخيرة، عمله في كانون الثاني/يناير.

وكان أعضاء في مجلس الشيوخ استمعوا في الرابع من كانون الأول/ديسمبر الى تقرير مماثل من هاسبل. وخرج اثنان من الأعضاء الجمهوريين غاضبين بعد الاجتماع وأكدا أن ولي العهد السعودي "أمر" بقتل خاشقجي.

 

التعليقات