عدوى "السترات الصفراء" تطالُ هولندا والسويد وألمانيا

شهدت مدن أوروبيّة عدة، يوم السبت، احتجاجات لـ"السترات الصفراء"، امتدادا لموجة احتجاجات بدأت في الأسابيع الأخيرة، وضربت عدة دول أوروبية، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة.

عدوى

من احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا بوقت سابق (أ ب)

شهدت مدن أوروبيّة عدة، يوم السبت، احتجاجات لـ"السترات الصفراء"، امتدادا لموجة احتجاجات بدأت في الأسابيع الأخيرة، وضربت عدة دول أوروبية، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة.

ففي فرنسا، عاد المتظاهرون من "السترات الصفراء" مجددا إلى الشارع، للسبت الثاني عشر على التوالي، وساروا في تظاهرة في العاصمة، احتجاجا على عنف الشرطة.

وانطلقت في باريس "مسيرة الجرحى الكبرى" بعد شهرين ونصف شهر من بدء هذا التحرك غير المسبوق ضدّ السياستين الاجتماعية والضريبية للحكومة.

وأعرب المُتظاهرون عن إدانتهم لاستخدام الشرطة للكرات الوامضة التي أكدوا أنها تسببت بإصابة العديد منهم بجروح خطرة، وساروا في باريس إلى ساحة الجمهورية وراء لافتة تطالب بوقف استخدام الكرات الوامضة، وبلغ عددهم 13800 بحسب تعداد قام به مكتب "أوكورانس" لحساب مجموعة من وسائل الإعلام بينها وكالة "فرانس برس".

وعند الوصول إلى ساحة الجمهورية، حصلت صدامات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس".

وفي الإجمال، شارك ما مجموعه 58600 شخص في تظاهرات السبت، في كل أنحاء فرنسا، مقابل 69 ألفا الشهر الماضي، و84 ألفا في التاسع عشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، بحسب تعداد وزارة الداخلية.

ولقي الناشط المشهور في "القمصان الصفراء" جيروم رودريغ تصفيقا وترحيبا من المتظاهرين وخصوصا أنه كان قد أُصيب بعينه اليمنى السبت الماضي.

وبدا بعض المتظاهرين في الحشد وقد وضعوا ضمادات على عيونهم تضامنا مع المصابين بجروح خطيرة بسبب هذه الكرات غير المعدنية المصنوعة من المطاط.

وقالت مجموعة الناشطين "لنجردهم من السلاح" إن عشرين شخصا أُصيبوا بجروح خطيرة في العين منذ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر. وتجري إدارة الشرطة 116 تحقيقا في هذا الشأن، يتعلق عشرة منها بجروح خطيرة في العين، بحسب ما ذكر مصدر في الشرطة.

"السترات الصفراء" في ألمانيا لمنع حظر محرّكات الديزل

وفي مدينة شتوتغارت، معقل صناعة السيارات في ألمانيا، تظاهر المئاتُ ضد حظر سير السيارات القديمة العاملة بمحرّكات الديزل، وقد ارتدوا سترات صفراء أُسوة بنشطاء الحركة الاحتجاجية التي تشهدها فرنسا.

ومنذ مطلع العام 2019 تحظر مدينة شتوتغارت سير السيارات العاملة بمحرّكات الديزل غير المطابقة لمواصفات الانبعاثات "يورو 5".

وتُعتَبر المدينة معقلا لمجموعة ديملر المصنّعة لسيارات مرسيدس وشركة بورشه التابعة لمجموعة فولكسفاغن ومجموعة بوش أكبر مورّد لقطع غيار السيارات في العالم.

ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "نعم للديزل" و"سائقو الديزل في الشارع" خلال تظاهرة أمام مركز لقياس انبعاثات السيارات.

ونقلت "فرانس برس" عن فاسيلوس توباليس، المشارك في تنظيم التظاهرة، قوله إن "ما يحصل للناس غير عادل".

وأضاف توباليس أن القرار "يطاول عشرات آلاف الأشخاص غير القادرين على تحمّل نفقات شراء سيارة جديدة"، جراء قرار الحظر الصادر عن المحكمة.

وكانت منظّمات بيئية طالبت القضاء بحظر الشاحنات الصغيرة العاملة بمحرّكات الديزل والتي تتخطى نسب انبعاثاتها الحد الأقصى المسموح به في الاتحاد الأوروبي في عدد من المدن الألمانية.

وأصدرت المحكمة قرارا بالحد من السيارات العاملة بمحرّكات الديزل غير المطابقة للمواصفات في برلين وماينتس وهامبورغ وبون، وحظر سيرها على أجزاء من الطريق السريع قرب إيسن.

وردا على القرار دعا منظّمو الحركة الاحتجاجية في شتوتغارت المتظاهرين إلى التجمع في شوارع المدينة وارتداء السترات الصفراء التي أصبحت علامة للحركة الاحتجاجية في فرنسا، والتي انطلقت احتجاجا على رفع أسعار المحروقات.

وقال توباليس "السترات الصفراء تجعلنا مرئيين في الإعلام أيضا"، مضيفا أن "الفرنسيين مثال لنا لأنهم تجرّأوا على النزول إلى الشارع لحماية حقوقهم".

وتستقطب التظاهرات التي دخلت أسبوعها الرابع أعدادا متزايدة من المشاركين، في وقت يحاول الائتلاف الحكومي في ألمانيا إيجاد توازن بين مصالح السائقين وسكان المدينة والبيئة.

تظاهُرٌ ضد "التفاوت الاقتصادي" في السويد

وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، تظاهر نحو 200 شخص من "السترات الصفراء"، يوم  السبت، احتجاجا على "زيادة التفاوت الاقتصادي وخصخصة شركات الدولة"، وهتفوا ضد السياسيين.

وتحدث الناشط درور فايلر، باسم المتظاهرين، قائلا "أغنى 3 أشخاص في السويد يديرون اقتصاد نصف سكان البلاد، ويوجد فساد في المستشفى التي تم إنشاؤها حديثا في ستوكهولم، ويتم بيع المصادر التي توفر لنا الرفاهية إلى شركات متعددة الجنسيات".

وأكد أن حركة السترات الصفراء ستنتشر من فرنسا وأوروبا إلى جميع أنحاء العالم.

وأضاف أنه حان الوقت لكي يشعر مسؤولو صندوق النقد والبنك الدوليين، وأغنياء العالم، بقوة الشعوب، ويسمعوا صوتها.

وانتهت المظاهرة التي أُحيطت بإجراءات أمنية مشددة، دون وقوع أعمال شغب.

احتجاجٌ على الحكومة في هولندا

وتظاهر المئات من حركة "السترات الصفراء" في مدينة ماستريخت جنوبي هولندا، احتجاجا على سياسات الحكومة.

ونقلت "الأناضول" عن مراسلها قوله إنه استجابة لدعوات أُطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي، اجتمع قرابة 500 شخص أمام ملعب ماستريخت لكرة القدم.

وأشار أن متظاهرين من فرنسا وألمانيا وبلجيكا جاؤوا إلى ماستريخت لدعم احتجاجات السترات الصفراء.

وأضاف أن المحتجين ساروا إلى ساحة "بلاين 92" بعد تجمعهم أمام ملعب ماستريخت، حاملين بأيديهم لافتات عليها عبارات من قبيل "المقاومة ضرورة".

ورددوا هتافات ضد رئيس الوزراء مارك روته وحكومته، قائلين "روته إرحل".

ويُندد أصحاب "السترات الصفراء" في هولندا منذ 10 أسابيع بقرارات حكومية عدّة من بينها التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، وسن التقاعد والغلاء في قطاعي الصحة والتعليم ومشكلة اللاجئين.

وانطلق حراك "السترات الصفراء"، من فرنسا، وانتقل منها إلى هولندا وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا وصربيا والمجر.

المصدر: أ ف ب، الأناضول

التعليقات