تحطم الطائرة الإثيوبية: تحقيقات أولية وتساؤلات حول كفاءة بوينغ 737

في مقال بعنوان "هل هناك مشاكل مع بوينغ 737 ماكس؟"، تساءلت الكاتبة سارة ميروفيش، عن الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة بوينغ 737 ماكس بعد دقائق على إقلاعها من العاصمة أديس أبابا باتجاه العاصمة الكينية نيروبي

تحطم الطائرة الإثيوبية: تحقيقات أولية وتساؤلات حول كفاءة بوينغ 737

(أ ب)

في مقال بعنوان "هل هناك مشاكل مع بوينغ 737 ماكس؟"، تساءلت الكاتبة سارة ميروفيش، عن الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة بوينغ 737 ماكس بعد دقائق على إقلاعها من العاصمة أديس أبابا باتجاه العاصمة الكينية نيروبي، علمًا بأن طائرة من نفس الطراز تابعة لشركة طيران "ليون إير" الإندونيسية، تحطمت في بحر جافا، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 189 شخصا.

ورصدت الكاتبة في المقال الذي نشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، أوجه الشبه بين الحادثين اللذين حصدا أرواح المئات، ولعل أبرزها أن الطائرتين من طراز بوينغ ماكس 737- 8.

وأشارت الكاتبة إلى أن الطائرتين تحطمتا بعد وقت قصير نسبيًا من تسلمهما من الشركة المصنعة، حيث أكدت الكاتبة أن الطائرة الإثيوبية التي تحطمت الأحد لم يمض على تسلمها سوى أربعة أشهر، فيما تحطمت الطائرة الإندونيسية بعد تسلمها بنحو شهرين فقط.

كما لفتت الكاتبة إلى أنه في كلى الحالتين، تحطمت الطائرة بعد دقائق قليلة من الإقلاع، حيث تحطمت طائرة "ليون إير" بعد 13 دقيقة من إقلاعها، بينما تحطمت طائرة "الخطوط الجوية الإثيوبية"، بعد نحو سبع دقائق من إقلاعها.

وبحسب ميروفيتش، فإن أوجه الشب تجاوزت ذلك لتتطابق الأحداث، حيث فقدت الطائرة الإثيوبية الاتصال بعد حوالي ست دقائق من إقلاعها، وأُعطي الطيار تصريحا للعودة إلى المطار في أديس أبابا، وفقا لشركة "الخطوط الجوية الإثيوبية" التي تدير الرحلة، لكن الطائرة سقطت على بعد 35 ميلا جنوب شرق العاصمة.

كما وقع حادث طائرة "ليون إير"، بعد دقائق من إقلاعها كذلك، وبعد أن طلب الطاقم الإذن بالعودة إلى المطار.

وتساءلت الكاتبة حول سلامة ماكس 737، التي كشفت عنها شركة بوينغ في عام 2017، وبيعت كطراز راق متقدم من حيث استهلاك الوقود، وأيضا من الناحية التكنولوجية عن طراز 737 الشهير.

ووصفت شركة "بوينغ"، على موقعها الإلكتروني، طراز ماكس 737، بأنه أسرع طائرة مبيعا في تاريخ الشركة، وتستخدمها شركات الطيران في جميع أنحاء العالم.

ويستخدم هذا الطراز في الغالب للرحلات القصيرة والمتوسطة، لكن عددا قليلا من شركات الطيران تطير به بين شمال أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، وهو أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وله مدى أطول من الإصدارات السابقة من 737.

وأكدت الكاتبة أنه من المبكر الحديث حول أسباب مشتركة أدت إلى وقوع الحادثين، حيث لم يتوصل المحققون حتى الآن إلى أسباب الحادثة في إندونيسيا، فيما تحقيقات تحطم الطائرة الأثيوبية، بدأت للتو.

وتواجه شركة بوينغ اتهامات بخصوص هذا الطراز، حيث تم التبليغ في السابق أن العديد من تقنياتها كانت غير فعالة، مثل حدوث خلل في التحكم ومشكلة تزويد أجهزة الاستشعار الطيارين بمعلومات غير متناسقة.

قتلى الطائرة الإثيوبية المنكوبة من 35 دولة بينهم 13 عربيا

يذكر أن الطارة التابعة للخطوط الإثيوبية كانت تقل 157 راكبًا من 35 دولة، وأكدت هيئة الإذاعة الإثيوبية (رسمية)، نقلا عن متحدث باسم شركة "الخطوط الجوية الإثيوبية" عدم وجود ناجين من حادث الطائرة.

وكشف بيان للمنظمة الدولية للهجرة، أن 19 موظفا يعملون بالأمم المتحدة وخمس وكالات على الأقل تابعة لها، لاقوا حتفهم في تحطم الطائرة الإثيوبية، وتابع البيان أن هذه الوكالات تضم برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والاتحاد الدولي للاتصالات وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي والمنظمة الدولية للهجرة.

وبحسب المتحدث باسم شركة "الخطوط الجوية الإثيوبية"، فإن من بين الركاب 32 من كينيا و18 من كندا وتسعة من إثيوبيا وثمانية من كل من إيطاليا والصين والولايات المتحدة، وسبعة من بريطانيا.

وكذلك بين الركاب سبعة من فرنسا وستة من مصر وخمسة من هولندا وأربعة من الهند وأربعة من سلوفاكيا وثلاثة من كل من النمسا والسويد وروسيا، واثنان من كل من المغرب وإسبانيا وبولندا وإسرائيل؛ وكان على متن الطائرة مواطن واحد من كل من بلجيكا وإندونيسيا والصومال والنرويج وصربيا وتوغو وموزامبيق ورواندا والسودان وأوغندا واليمن.

التحقيقات الأولية

يذكر أن الرحلة التي تحمل الرقم 302، تحطمت قرب بلدة بيشوفتو (62 كيلومترا جنوب شرق العاصمة أديس أبابا)، وكان على متن الطائرة 149 راكبا و8 من أقراد الطاقم، ووفقًا لموقع Flightradar24 لتتبع الرحلة، كان التسارع في سرعة الطائرة بعد إقلاعها غير مستقر منذ البداية.

أقلعت الطائرة عند الساعة 8:38 صباحا من مطار بولي الدولي، وبعد ست دقائق "فقد الاتصال" بها، وكان الطيار قد أشار إلى "وجود صعوبات" وطلب الإذن بالعودة إلى المطار. التقرير حول تحطم الطائرة جاء بعد ساعتين من إقلاعها وتحديدا في تمام الساعة 10:48، ما دفع رئيس الوزراء الإثيوبي للإعلان الرسمي عن تحطمها.

وأكدت "الخطوط الجوية الإثيوبية" أنها استلمت الطائرة في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأن في رصيد الطائرة أكثر من 1200 ساعة طيران، وأن خبرة الطيار الذي قاد الرحلة تتجاوز الـ8000 ساعة طيران.

وقالت الشركة "لقد أقلعت هذا الصباح من جوهانسبرج". ووفقاً لشركة الخطوط الجوية الإثيوبية ، لم تكن الطائرة تعاني من أي خلل فني.

وينص القانون الدولي على ضرورة أن تقود إثيوبيا التحقيق في تحطم الطائرة، إلا أن مجلس سلامة النقل القومي الأميركي (NTSB) سيشارك أيضًا في التحقيق، وذلك لأنه تم تخطيط الطائرة وتصنيعها في الولايات المتحدة.

التعليقات