إسبانيا ترفض الاعتذار عن مجازرها إبان استعمار المكسيك

نشبت أزمة دبلوماسية بين المكسيك ومستعمرتها القديمة إسبانيا، مساء أمس الإثنين، بعد أن طالبت الأولى السلطات الإسبانية والفاتيكان، بتقديم اعتذارين رسميين عن دورهما في الجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق السكان الأصلانيين

إسبانيا ترفض الاعتذار عن مجازرها إبان استعمار المكسيك

ندريس مانويل لوبيز أوبرادور (أ ب)

نشبت أزمة دبلوماسية بين المكسيك ومستعمرتها القديمة إسبانيا، مساء أمس الإثنين، بعد أن طالبت الأولى السلطات الإسبانية والفاتيكان، بتقديم اعتذارين رسميين عن دورهما في الجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق السكان الأصلانيين.

وكان الرئيس المكسيكي اليساري الجديد، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قد أرسل رسالة أمس الإثنين، لفيديو صوره في بلدة كومالكالكو للسكان الأصليين في جنوب البلاد، في وقت سابق من الشهر الحالي، دعا فيه كلا من إسبانيا والفاتيكان للاعتراف بالانتهاكات التي ارتكبت خلال غزو المكسيك قبل 500 عام وخلال الحقبة الاستعمارية التي أعقبته.

وأعلنت الحكومة الإسبانية  اليوم الثلاثاء، رفضها الشديد دعوة الرئيس المكسيكي، زاعمة أنه "لا يمكن الحكم على وصول الإسبان إلى أرض المكسيك قبل 500 عام بمعايير معاصرة"، معتبرة الاستعمار الإسباني للمكسيكي مجرد "وصول"، دون أن تذكر المجازر الفظيعة التي ارتُكبت بحق السكان الأصلانيين، أو ما هي المعايير "غير المعاصرة" التي تسمح بجرائم مماثلة.

لكن الشخصيات السياسية ذات الأيديولوجيات المختلفة علّقت على مطالبة لوبيز أوبرادور بشكل مختلف أيضا، ففيما زعم زعيم حزب "المواطنين" اليمين وسط، ألبرت ريفيرا، أن الرسالة المكسيكية هي بمثابة "إهانة غير مقبولة للشعب الإسباني"، أكدت العضو البرلمانية عن الحزب اليساري "بوديموس"، آيون بيلارا، أن للمكسيكيين كل الحق في المطالبة باعتذار من الملك الإسباني عن انتهاكات الإسبان في بلادهم.

وقال لوبيز أوبرادور في الرسالتين، إن إسبانيا والفاتيكان نفذتا مجازر وقمعتا السكان الأصلانيين في المكسيك، تحت شعار "السيف والصليب"،  مضيفا أنهما أشادا الكنائس على أنقاض معابد الأصلانيين، ومطالبا باعتذار رسمي من الدولتين.

وتعهد الرئيس المكسيكي اليساري، منذ وصوله إلى سدة الحكم في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بالقضاء على الفقر المُدقع الذي تُعاني منه الأقلية الأصلانية في البلاد، لكن حركة الكفاح المسلح الأصلانية "زاباتيستا"، تعهدت في كانون الثاني/ يناير الماضي، بمواجهة لوبيز أوبرادور، بسبب عمله على "قطار المايا" الذي سوف يقتطع الكثير من أراضي الأصلانيين والذي من المقرر أن يربط بين منتجعات كانكون الساحلية وأطلال بالينكو.

التعليقات