الجيش الأميركي يخشى عواقب قرار ترامب بشأن الحرس الثوري

روحاني يرد على القرار الأميركي بشمل الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة الإرهاب، ويقول إن الولايات المتحدة "زعيمة الإرهاب الدولي... وتريد استخدام الجماعات الإرهابية ضد شعوب المنطقة"

الجيش الأميركي يخشى عواقب قرار ترامب بشأن الحرس الثوري

روحاني يلقي خطابه، اليوم (أ.ب.)

وصف الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الولايات المتحدة اليوم، الثلاثاء، بأنها "زعيمة الإرهاب الدولي"، وذلك غداة قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة "المنظمات الإرهابية"، وقال إن بلاده تخوض "المعركة ضد الإرهاب منذ نشأته".

وندد روحاني بالقرار الأميركي، مشيراً إلى التزام الحرس الثوري الإيراني، وهو الجيش الأيديولوجي للجمهورية الإسلامية في إيران، بمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى جانب القوات الحكومية في سورية والعراق. وقال في خطاب، بثه التلفزيون الرسمي مباشرة، إنه "من أنتم لتصفوا بالإرهابية المؤسسات الثورية؟".

وجاءت كلمة روحاني في احتفال بمناسبة اليوم الوطني للتقنية النووية، الذي شارك فيه ممثلون عن الحرس الثوري، وهو يتزامن أيضاً مع يوم الحرس الثوري. والحرس الثوري الإيراني جيش موازٍ يمتد تأثيره إلى أبعد من المجال العسكري، وخاصة في مجالي الاقتصاد والسياسة.

ورأى روحاني أن الولايات المتحدة "تريد استخدام الجماعات الإرهابية ضد شعوب المنطقة"، متسائلاً "مَن في العالم اليوم يروّج للإرهاب ويشجعه؟". وأضاف أنه "حتى اليوم، الولايات المتحدة غير مستعدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأميركا تخبئ قادته، وترفض أن تحدد لحكومات المنطقة مكان وجود قادة" التنظيم.

واستذكر روحاني العام 1988، عندما وقعت كارثة الرحلة رقم 655 لشركة الخطوط الجوية الإيرانية، التي قتل فيها 290 شخصا بعد إصابتها "عن طريق الخطأ"، بحسب واشنطن، بصاروخ أطلقته باخرة حربية أميركية متوقفة في مياه الخليج. وسأل: "من يصدّق أنه اختلط عليكم الأمر بين طائرة ركاب إيرباص وأف-14"، متهما واشنطن بإسقاط الطائرة عمدا.

وقال الرئيس الإيراني "تريدون أن تقولوا للأمة الإيرانية: ليس لديكم خط أحمر (...) نقتل أطفالا أيضا (...) نحطّم ركابا أبرياء. رسالتكم رسالة إرهابية موجهة الى العالم أجمع".

وبعد إعلان الولايات المتحدة عن قرارها إدراج الحرس الثوري على "لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية"، ردت إيران، أمس، بالإعلان أنها تعتبر الولايات المتحدة "دولة راعية للإرهاب"، وقادة القوات الأميركية الوسطى "سنتكوم" وكل القوات المنتسبة لها ضمن "الجماعات الإرهابية". وتشرف "سنتكوم" على منطقة تضم نقاط نزاع عدة بينها أفغانستان والعراق وسورية واليمن والخليج.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن بيان للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن هذه الخطوة تأتي ردا على "الخطوة غير المشروعة والمتهورة" التي اتخذتها واشنطن بشأن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.

وفي إشارة إلى اعتماد سريع لهذا القرار، عنونت وكالة فارس الإيرانية المقربة من المحافظين المتشددين صباح اليوم: "مقتل أربعة إرهابيين من الجيش الأميركي في أفغانستان"، وذلك في إشارة إلى الهجوم الذي وقع قرب قاعدة باغرام الجوية، أكبر قاعدة أميركية في أفغانستان. وأعلنت مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان المجاورة لإيران، مساء أمس، أن هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة استهدف دورية عسكرية، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وموظف من شركة خاصة يعمل لدى الجيش الأميركي.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر أميركية تحذيرهم من أن قرار شمل الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية سيمس بالقوات الأميركية في الشرق الأوسط، وسيضع مصاعب أمام حلفاء الولايات المتحدة الذين لديهم علاقات مع إيران.  

وأضافت المصادر أن قيادة الجيش الأميركي يشاركون ترامب مخاوفه من الحرس الثوري، لكنهم عارضوا شمله في قائمة الإرهاب  منذ فترة طويلة، على ضوء تخوفهم من عمليات انتقامية إيرانية ضد القوات الأميركية المنتشرة في العديد من مناطق الشرق الأوسط.

التعليقات