كنائس فرنسا تقرع أجراسها من أجل نوتردام

ترأس الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعا لمجلس الوزراء، عقد اليوم الأربعاء، مخصصا لكاتدرائية نوتردام التي وعد بترميمها خلال خمس سنوات، قبل أن تقرع الكنائس في البلاد أجراسها عند الساعة 19:50 بعد 48 ساعة على انلاع الحريق الذي تسبب بوقوع الكارثة.

كنائس فرنسا تقرع أجراسها من أجل نوتردام

(أ ب)

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، اعتزام بلاده تنظيم مسابقة دولية، من أجل تصميم وإعادة بناء أحد أبراج كاتدرائية نوتردام، الذي انهار جراء اشتعال النيران فيه، الإثنين الماضي، وذلك في مؤتمر صحفي عقده فيليب، مباشرةً بعد اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي، في قصر الإليزيه، الأربعاء.

وقال فيليب، إنهم يهدفون عبر هذه المسابقة إلى "الحرص على إعادة بناء البرج، وفق شكله التاريخي الذي كان عليه"، حسب تعبيره. وأشار في هذا السياق، إلى استعداد الحكومة الفرنسية، "لعرض مشروع قانون حول ترميم الكاتدرائية، خلال اجتماع مجلس الوزراء"، المزمع عقده الأسبوع المقبل.

وذكر نقل القطع الأثرية التي تم إنقاذها من الحريق، إلى متحف "اللوفر" الشهير، في العاصمة باريس. وأردف: "لو لم يتمكن جهاز الإطفاء من إخماذ الحريق، لكانت الخسائر أكبر"

وترأس الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعا لمجلس الوزراء، عقد اليوم الأربعاء، مخصصا لكاتدرائية نوتردام التي وعد بترميمها خلال خمس سنوات، قبل أن تقرع الكنائس في البلاد أجراسها عند الساعة 19:50 بعد 48 ساعة على انلاع الحريق الذي تسبب بوقوع الكارثة.

وخصص اجتماع مجلس الوزراء بأكمله لحريق الكاتدرائية الذي سبب حالة من الذهول في العالم وأعلنت جهات عدة استعدادها لتمويل ترميمها.

وكان ماكرون، الذي ألغى مساء الإثنين خطابا كان يفترض أن يعلن فيه إجراءاته للرد على أزمة "السترات الصفراء"، أكد في خطاب بثه التلفزيون من الإليزيه، مساء أمس الثلاثاء، واستغرق أقل من عشر دقائق، "سنعيد بناء الكاتدرائية لتصبح أجمل وأريد أن يتم ذلك خلال خمس سنوات".

وعمل نحو 400 رجل إطفاء لمدة نحو 15 ساعة إلى أن نجحوا في إخماد الحريق، صباح الثلاثاء.

ومن الأبواب المفتوحة للكاتدرائية يظهر مشهد دمار. فمع انهيار السقف وهيكله الخشبي والبرج، غطت قطع متفحمة من الحطام أرض الكاتدرائية. أما البرجان المعروفان لواجهتها الغربية، فقد بقي سالمين، وعثر على الديك الذي كان يعلو البرج المنهار.

وقال سكرتير الدولة الفرنسي للداخلية، لوران نونييز، إن إنقاذ المبنى الذي يبلغ عمره 800 سنة تم "بفارق ربع الساعة او نصف الساعة". وأضاف "بشكل عام البنية صامدة" لكن رصدت "نقاط ضعف خصوصا عند القبة".

وأكد النائب العام لباريس، ريمي هيتس، أن التحقيق الذي بدأ بينما كانت النيران ما زالت مشتعلة، يتجه إلى فرضية "الحادث العرضي"؛ وأوضحت النيابة العامة أنه تم الاستماع لإفادات حوالي ثلاثين شاهدا، من عمال كانوا موجودين الإثنين، وموظفين مكلفين أمن الموقع، وسيتم استجواب آخرين الأربعاء.

وصرح وزير الداخلية الفرنسية "لدينا اليوم حوالي خمسين محققا يعملون وسندرس كل شيء وسنكشف الحقيقة".

من جهته، أكد رئيس مجموعة "أوروبا إشافوداج" إحدى الشركات التي كانت موجودة في المكان، جوليان لوبرا، أن كل إجراءات السلامة "احترمت".

وتجمع مئات الأشخاص تحت تمثال سان ميشال في باريس، مساء أمس، الثلاثاء. وعبّرت ماتيلد (27 عاما) عن شعورها حول الحادث "كان من المهم بالنسبة لي أن نجتمع وكنت أحتاج إلى القدوم إلى هذا المكان، الأمر شكل صدمة لي (...) نحتاج إلى الصلاة مع إخوتنا وأخواتنا".

وفي إطار التعاطف الذي أثارته الحادثة في العالم، قرعت كنائس إنجلترا أجراسها مساء الثلاثاء، بينما ستقرع أجراس الكاتدرائيات الفرنسية عند الساعة 19:50 من الأربعاء "ساعة بدء الحريق" كما قال مجمع أساقفة فرنسا.

وعبر عدد من رؤساء الدول عن تضامنهم مع فرنسا. فقد عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "تعازيه" لنظيره الفرنسي، بينما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "كنز لا يقدر بثمن للثقافة الأوروبية". من جهته، أكد الرئيس الصيني، شي جينبينغ أنه يشعر "بحزن عميق".

وتم إنقاذ عدد من الأعمال الفنية المحفوظة في الكاتدرائية، لكن بعضها تعذر نقلها وما زالت تخضع لمراقبة رجال الإطفاء.

في عام 2017 زار نحو 12 مليون سائح كاتدرائية نوتردام، التي تعد تحفة معمارية للفن القوطي، وتجري فيها أشغال منذ سنوات. والكاتدرائية مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ 1991. وقد اكتسبت شهرة كبيرة بفضل رواية فيكتور هوغو "أحدب نوتردام" (نوتردام دو باري) التي تم اقتباسها عدة مرات في السينما والعروض المسرحية الغنائية.

وفي السياق، شكر البابا فرنسيس، الأربعاء، نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية جمعاء، رجال الإطفاء الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ كاتدرائية نوتردام. وكان الحبر الأعظم قد أجرى بعد ظهر الثلاثاء، اتصالا هاتفيا مع الرئيس ماكرون، ودعا إلى "حشد جهود الجميع" لإعادة بناء الكاتدرائية.

وأمام هذا العمل الهائل، أعلن عن مساهمات كبيرة من قبل أطراف عدة، من مجموعة آبل إلى البنك المركزي الأوروبي مرورا بآلاف المتبرعين الذين لم تعرف أسماؤهم. وبلغت التبرعات حتى الآن 800 مليون يورو.

ووعدت عائلة بينو، بتقديم مئة مليون يورو، ومجموعة "إل في إم إش" وعائلة آرنو التي تملك أكبر ثروة في فرنسا، مئتي مليون يورو ومثلها عائلة بتانكور مييرز ومجموعة لوريال. وقدمت مجموعة توتال النفطية مئة مليون أخرى.

أما بلدية باريس، فقد أفرجت عن خمسين مليون يورو، واستقبلت العديد من القطع الفنية التي تم إنقاذها من الحريق. وتنوي رئيسة البلدية آن ايدالغو الدعوة إلى "مؤتمر دولي كبير للمانحين".

التعليقات