"شيء واحد واضح في ’صفقة القرن’ فقط: ضمان أمن إسرائيل"

قال كبير مفاوضي البيت الأبيض، جيسون غرينبلات، خلال لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركيّة، أمس، السبت، إن هناك شيئًا واحدًا واضحًا في "صفقة القرن"، هو أن "إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تساوم على أمن إسرائيل"

غرينبلات في القدس (أ ب)

قال كبير مفاوضي البيت الأبيض، جيسون غرينبلات، خلال لقاء مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركيّة، أمس، السبت، إن هناك شيئًا واحدًا واضحًا في الخطّة الأميركيّة لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة باسم "صفقة القرن"، هو أن "إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تساوم على أمن إسرائيل".

كما أعلن غرينبلات عن تأجيل إضافي في موعد الإعلان عن الصفقة بأيام، لتكون بعد عيد الـ"شفوعوت" العبري، الموفق للعاشر من حزيران/ يونيو المقبل.

 وأضاف غرينبلات أن الصفقة ستطرّق كافة "قضايا الحلّ الدائم" وأنه "ليس صحيحًا أن الخطّة اقتصاديّة. إنها خطّة سياسيّة واقتصاديّة، تتطرّق لكافة قضايا الحلّ الدائم، نعطي حلا لكل نقطة. إن كنتَ طفلا أو إن كان عمرك 100 عام فسترى تأثير الخطّة على كل نقطة، سلبًا وإيجابًا"، وأردف "نفهم جيّدًا كيف يجب أن يظهر السلام".

وأشار إلى أنه بعد أن يتم الإعلان عن الصفقة "وأن يقرأ جميع الأطراف بنودها، وبعد أن يبدوا الملاحظات عليها سنحتاج وقتًا للتوصل إلى اتفاق نهائي، على أن تكون مهمّة إجراء المفاوضات على الأطراف".

باحث مقرّب من اللوبي الصهيوني للإسرائيليين: ارفضوا "صفقة القرن"

في سياق متّصل، دعا الباحث المقرّب من اللوبي الصهيونيّ في الولايات المتحدة، ومدير مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، روبرت ساتلوف، الإسرائيليين إلى رفض "صفقة القرن".

وأضاف ساتلوف، الذي حاور كبير مستشاري البيت الأبيض، جاريد كوشنر، الأسبوع الماضي، في مقال له بموقع "ذا أميريكان إنتريست" أن الفشل هو مصير خطّة كوشنر، لكنّ الخطر من فشلها هو "نزع الشرعيّة عن الأفكار الجيّدة التي أتت بها"، وأردف "في الواقع، يعتقد كوشنر أن خطّته ستبقى مرجعيّة للمفاوضات المستقبلة، حتى لو لم تحقّق انفراجة في الوضع الرّاهن، لكنّ أفكاره، حتى لو كانت جيّدة، سيتم إلقاؤها في سلّة المهملات إن فشلت الخطّة".

وأميركيًا، قال ساتلوف إنه "بالنظر إلى سياسة الحزبيّة القبليّة في الولايات المتحدة، فإنه من الصعوبة بمكان تخيّل أنّ أيّة إدارة مستقبليّة، خصوصًا إن كانت ديمقراطيّة، ستتعامل مع الخطّة المقبلة، بسبب رفض الديمقراطيين لإعادة النظر في قضايا الترتيبات الأمنيّة وإعادة توطين اللاجئين والإصلاح السياسي الفلسطيني والتنمية الاقتصاديّة الإقليميّة".

وأضاف ساتلوف "ولأن كوشنر يطرح هذه القضايا من منطلق تقاربه العميق مع إسرائيل، فإن ذلك سيؤذي كل الأفكار الصديقة للدولة اليهوديّة".

واستنتج أن على رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، استخدام كل ما في قدرته لمنع الإعلان عن صفقة القرن، قبل أن تصبح سياسة أميركيّة رسميّة.

كوشنر: ستكرّس القدس عاصمة لإسرائيل

وتفرض الإدارة الأميركيّة تعتيمًا كبيرًا على بنود "صفقة القرن"، غير أنها بدأت مؤخرًا حملة إعلاميّة للترويج لها. وقال كوشنر، خلال مقابلة صحافيّة، الأسبوع الماضي، إنها ستكرّس القدس عاصمة لإسرائيل ولن تأتي على ذكر حلّ الدولتين.

وقال صهر الرئيس الأميركي خلال مؤتمر نظّمه معهد واشنطن للأبحاث، ردًا على سؤال بشأن إصرار الإدارة الأميركية على عدم اتخاذ موقف مع أو ضد حل الدولتين، "إن هذا مصطلح يعني شيئا واحدا بالنسبة للإسرائيليين، ويعني شيئا آخر للفلسطينيين"، ولذلك تقرر عدم قوله.

وأضاف "لهذا السبب قلنا إنّ كلّ ما علينا فعله هو أن لا نأتي على ذكر ذلك. فلنقل فقط إنّنا سنعمل على تفاصيل ما يعنيه ذلك"، دون مزيد من التوضيح.

وبحسب كوشنر فإنّ خطة السلام التي أعدّها وسط تكتّم يكاد يكون غير مسبوق، وعاونه فيها فريق صغير قيل إنّه قريب جدا من إسرائيل، "تعالج الكثير من الموضوعات بطريقة قد تكون أكثر تفصيلا من أي وقت مضى".

وأضاف "آمل أن يُظهر هذا للناس أن الأمر ممكن، وإذا كانت هناك خلافات، آمل أن يركّزوا على المحتوى التفصيلي بدلا من المفاهيم العامة"، معتبرا أنّ هذه المفاهيم المعروفة منذ سنوات فشلت حتى الآن في حلّ هذا الصراع.

وإذ أكّد أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "سيكون جزءا من أي اتفاق نهائي"، دعا كوشنر الدولة العبرية إلى "تقديم تنازلات".

وردا على سؤال بشأن إمكانية قيام إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة إليها، قال كوشنر إنه يأمل ألا تقوم إسرائيل بخطوات من جانب واحد قبل عرض صفقة القرن الأميركية.

وقال أيضا إنه يأمل أن يقوم الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني بفحص الخطة قبل اتخاذ خطوات من جانب واحد.

وأضاف أنه يجب على الطرفين أن يقدما تنازلات للتوصل إلى سلام، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الإدارة الأميركية لن تطلب من إسرائيل فعل أمور تعرض أمنها للخطر".

التعليقات