إيران تبدأ تعلیق بعض التزاماتها بـ"النووي" وبوتين ينصحها بعدم الانسحاب

بدأت إيران، اليوم الأربعاء، رسميا، تعليق بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية في 2015، فيما قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن تخصيب اليورانيوم لمستوى صنع الأسلحة النووية "ليس صعبا على إيران".

إيران تبدأ تعلیق بعض التزاماتها بـ

حاملة طائرات أميركية في طريقها إلى الشرق الأوسط (أ ب)

بدأت إيران، اليوم الأربعاء، رسميا، تعليق بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع القوى العالمية في 2015، فيما قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إن تخصيب اليورانيوم لمستوى صنع الأسلحة النووية "ليس صعبا على إيران".

ونقلت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) عن مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذریة الإيرانية (لم تسمّه)، قوله إن "بلاده بدأت تنفیذ الإجراءات المرتبطة بوقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وذلك استجابة لأمر المجلس الأعلی للأمن القومي".

وتابع المصدر، الذي طلب عدم الکشف عن اسمه، أن ذلك يشمل "وقف البرامج المتعلقة بمراعاة سقف إنتاج الیورانیوم المخصب، وکذلك إنتاج الماء الثقیل بشکل غیر محدود في منشآت أراك".

وأوضح أنه "تم تنظیم برامج ستعلن قریبا لتفقد ممثلي وسائل الإعلام الجماعیة للمنشآت النشطة في نطنز وأراك خلال الأیام المقبلة حتی یطلع الرأي العام علی الإجراءات المتخذة".

وفي تصريحات أدلى بها خامنئي، خلال اجتماع مع قيادات إيرانية رفيعة في طهران، قال إن "تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة هو الجزء الأكثر صعوبة، والخطوات التالية أسهل كثيرا من هذه الخطوة"، بحسب وكالة "إرنا" المحلية.

والثلاثاء، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن مساعد رئيس الجمهورية، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، القول إن "إيران قادرة لو أرادت استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في غضون 3 أو 4 أيام فقط".

ويشار إلى أنه يمكن استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة لتشغيل مفاعل نووي، وفي الوقت نفسه يمكن أن تشكل هذه النسبة النواة الانشطارية لقنبلة ذرية، حسب وكالة "أسوشييتد برس".

وتأتي تصريحات خامنئي وسط تصاعد حدة التوترات بين طهران وواشنطن، وسط اتهامات من الأخيرة بأن إيران تخطط لاستهداف مصالح أميركية في المنطقة.

بوتين: الأحرى بإيران ألا تنسحب من الاتفاق النووي

من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن الأحرى بإيران ألا تنسحب من الاتفاق النووي مهما كانت الظروف، مفسراً ذلك بأن "الجميع سينسون لاحقا أن واشنطن هي التي انسحبت أولا وسيتهمون طهران".

وجاءت تصريحات بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي، ألكسندر فان دير بيلن، الذي يزور روسيا حاليا. وقال الرئيس الروسي: "لقد قلت مرارا في محادثات مع شركائنا الإيرانيين، إنه برأيي، الأحرى بإيران أن تبقى، رغم أي شيء، في هذه الاتفاقية".

وأوضح: "سأقول الآن شيئا غير دبلوماسي، قد يؤذي مسامع أصدقائنا الأوروبيين: لقد خرج الأميركيون والاتفاقية تنهار، فيما لا تستطيع الدول الأوروبية فعل أي شيء لإنقاذها وعجزت عن القيام بعمل فعلي مع إيران لتعويض خسائرها في القطاع الاقتصادي".

وتابع بوتين قائلا: "لكن بمجرد أن تتخذ إيران الخطوات الأولى كرد فعل، وتعلن الانسحاب، سينسى الجميع في اليوم التالي أن الولايات المتحدة كانت هي أصلا من بادر بتخريب الاتفاق، وسيتم إلقاء اللوم على إيران حتى يتم دفع الرأي العام العالمي عن قصد بهذا الاتجاه".

والأربعاء الماضي، أعلنت طهران تعليق بعض تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، وهددت بإجراءات إضافية، خلال 60 يوما، في حال لم تطبق الدول الأخرى التزاماتها.

وجاء إعلان طهران بذكرى مرور عام كامل على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا وبريطانيا) وألمانيا. 

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.

ومنذ الانسحاب الأميركي، ترفض طهران التفاوض على اتفاق جديد، خاصة في ظل إعلان بقية الأطراف مرارا التزامها بالاتفاق.

 

التعليقات