الكونغرس يستوضح بشأن إيران: إفادات سرية وضغوط على بومبيو

مسؤولون أميركيون عبروا عن قلقهم من أن يكون التقرير تم تسييسه وتضمن تحريفا للتقييمات الخاصة بإيران. وقال رؤساء لجان برلمانية تختص بالأمن القومي: "بلادنا تعرف كأحسن ما يكون مخاطر تجاهل وانتقاء معلومات المخابرات في قرارات السياسة الخارجية والأمن القومي"

الكونغرس يستوضح بشأن إيران: إفادات سرية وضغوط على بومبيو

(أ ب)

ضغط رؤساء ثلاث لجان بالكونغرس الأميركي، تختص بالأمن القومي، على وزير الخارجية، مايك بومبيو، ليفصح عما إذا كان تقرير لإدارة الرئيس دونالد ترامب، عن الحد من التسلح، تم تسييسه وانحرف بالتقييمات التي تضمنها عن إيران.

يأتي ذلك بالتزامن مع تقارير تشير إلى أن مسؤولين من إدارة ترامب سيدلون بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن طلب مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مزيدا من المعلومات.

وطلب رؤساء لجان الشؤون الخارجية والقوات المسلحة والمخابرات في مجلس النواب، وجميعهم ديمقراطيون، من بومبيو في خطاب أن يقدم إيجازا من وزارة الخارجية ووثائق بهذا الخصوص في موعد أقصاه 23 أيار/ مايو.

وأشار الخطاب إلى تقرير صحافي نشر يوم 17 نيسان/ أبريل الماضي، أشار إلى أن التقرير السنوي المقدم من الإدارة الأميركية إلى الكونغرس حول تقييم الالتزام باتفاقات الحد من التسلح، أثار خلافا مع أجهزة المخابرات الأميركية وبعض المسؤولين في وزارة الخارجية.

وقالت المصادر إن المسؤولين المعترضين عبروا عن قلقهم من أن يكون التقرير تم تسييسه وتضمن تحريفا للتقييمات الخاصة بإيران. وقال رؤساء اللجان الثلاث في خطابهم "بلادنا تعرف كأحسن ما يكون مخاطر تجاهل وانتقاء معلومات المخابرات في قرارات السياسة الخارجية والأمن القومي".

وأشاروا إلى الاستخدام الانتقائي لمعلومات المخابرات "لتبرير الزحف إلى الحرب" في العراق في 2003. ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب للتعليق.

وتساءل الخطاب الذي وقعه رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إليوت إنجيل، ورئيس لجنة القوات المسلحة، آدم سميث، ورئيس لجنة المخابرات، آدم شيف، عن السبب في أن التقرير غير السري جاء في 12 صفحة فقط، بينما وقع تقرير العام السابق في 45 صفحة.

الكونغرس يحصل على إفادات سرية بشأن إيران الأسبوع المقبل

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر بالكونغرس الأميركي، أمس الخميس، أن مسؤولين من إدارة ترامب سيدلون بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن طلب مشرعون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مزيدا من المعلومات.

وقال معاونون بالكونغرس، إن وزير الخارجية، مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد، والقائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، سيحضرون جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته.

وأفاد معانون في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأنهم يتوقعون أيضا إفادة الأسبوع المقبل مع بومبيو، لكن لم يتم الانتهاء بعد من التفاصيل الأخرى.

ويشكو أعضاء الكونغرس منذ أسابيع من أن إدارة ترامب لم تطلعهم على معلومات كافية بشان التوتر الحالي مع إيران، بل إن بعض الجمهوريين يقولون إن  الإدارة لم تطلعهم على أي شيء بشأن تلك القضية.

وباتت العلاقات بين واشنطن وطهران أكثر توترا في أعقاب قرار ترامب هذا الشهر محاولة وقف صادرات إيران النفطية تماما، وتعزيز الوجود الأميركي في الخليج، ردا على ما قال إنها تهديدات إيرانية.

وكانت واشنطن قد سحبت هذا الأسبوع بعض موظفيها الدبلوماسيين من سفارتها ببغداد وقنصليتها في أربيل، في أعقاب هجمات في مطلع الأسبوع على أربع ناقلات نفطية في الخليج.

وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران هذا الشهر بعد تصريحات من واشنطن عن أن الجيش الأميركي يستعد لمواجهة "تهديدات قد تكون وشيكة للقوات الأميركية في العراق" من جانب الجماعات المدعومة من إيران هناك.

وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين، أمس الخميس، إن ترامب أبلغ مستشارين كبارا له بأنه لا يريد الزج بالولايات المتحدة في حرب مع إيران.

وشدد ترامب العقوبات الاقتصادية على إيران وكثف جهود احتواء نفوذها في الشرق الأوسط، بعد أن انسحب قبل عام من الاتفاق النووي الدولي الموقع معها في 2015، مما أثار مخاوف لدى البعض في الكونغرس من إمكانية إساءة استخدام معلومات المخابرات تمهيدا لتبرير عمل عسكري.

وفرض الاتفاق قيودا على البرنامج النووي لإيران، وفي المقابل، تم تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على طهران.

وأعلن الرئيس الأميركي عن إرسال مجموعة حاملة طائرات وقاذفات بي- 52 وصواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط لمواجهة ما وصفته واشنطن بتهديد متصاعد من إيران في المنطقة.

ووصفت إيران التحركات الأميركية بأنها "حرب نفسية"، وألقى قائد بريطاني بظلال من الشك على مخاوف الجيش الأميركي، إزاء تهديدات لقواته التي يبلغ قوامها نحو 5000 جندي في العراق.

 

التعليقات